خبر على ذمة « هآرتس »: حديث هاتفي مباشر عبر أنقرة بين الأسد وأولمرت قبل حرب غزة

الساعة 08:15 ص|13 فبراير 2009

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت لتركيا والتي جرت قبل اسبوع من قيام اسرائيل بالحرب على قطاع غزة جرى حديث مباشر عبر الهاتف بين الرئيس السوري بشار الاسد واوردغان واولمرت واستمر الحديث لساعات.

 

وبحسب ما ورد اليوم على صحيفة "هآرتس" فان الامور كانت تتجه نحو فتح مفاوضات مباشرة بين اسرائيل وسوريا برعاية تركية، وقد حدث الامر وفق ما ذكرت الصحيفة انه اثناء الاجتماع بين اوردغان واولمرت، خرج اوردغان من الاجتماع وتوجه الى غرفة اخرى، وقام بالاتصال مع الرئيس السوري وعرض عليه الحديث المشترك مع اولمرت، وبعد الموافقة أخبر احد مساعدي اوردغان اولمرت بالأمر وقد وافق فوراً على الاشتراك في هذه المكالمة، وبحسب المصدر فان الحوار الثلاثي عبر الهاتف استمر لاربع ساعات تم تداول العديد من المواضيع وبحث امكانية توقيع اتفاق سلام نهائي بين الطرفين.

 

اوساط تركية كانت ترى ان هذا التطور في المفاوضات والتي كانت غير مباشرة الى ما قبل هذا الاتصال ان الامور تتجه الى حدث تاريخي كبير بحيث كانت اسرائيل وسوريا في طريقهما للموافقة على مفاوضات مباشرة برعاية تركيا وكل الدلائل كانت تشير ان اسرائيل تتجه للخروج من الجولان مقابل سلام نهائي ووفق اتفاقات امنية محددة مع سوريا ولكن الأمور جرت بطريقة لم تكن متوقعة للجانب التركي حيث تصاعدت الامور بطريقة خطيرة جداً.

 

واضافت الصحيفة ان الجانب التركي اعتبر خروج اسرائيل للحرب على قطاع غزة بعد اسبوع من هذا اللقاء كان بمثابة ضربة لتركيا وكذلك لـ اوردغان بحيث جعلت اسرائيل الامر وكأن اوردغان على علم مسبق بالعملية العسكرية ومشارك بها في الوقت الذي لم يعطي اي تلميح ولو بسيط اولمرت في الاجتماع مع اوردغان بأن اسرائيل مقدمة على عمل عسكري كبير ضد قطاع غزة، وبحسب احد المسؤولين الاتراك فإن الحديث الاسرائيلي في تلك الفترة لم يخرج عن التصريحات العادية ان اسرائيل سترد على اطلاق الصواريخ من غزة وهذه تصريحات يومية ولم تحمل اي معنى باستعداد اسرائيل للدخول بحرب كما حدث بعد اسبوع من هذه الاجتماعات.

 

وذكرت الصحيفة ان الحرب على غزة خلطت الاوراق من جديد حيث تراجع الموقف السوري واوقف حتى المفاوضات الغير مباشرة كذلك فان الاتراك وبالذات اوردغان اعتبر ان اسرائيل وجهت اهانة كبيرة لتركيا كما فعل عام 1981 مناحيم بيغن بعد اجتماعه مع الرئيس المصري انذاك انور السادات ومن ثم خرجت طائرات اسرائيل لتقوم بتدمير المفاعل النووي العراقي وهذا ما يفسر الموقف التركي المتشدد ضد اسرائيل في الحرب، وذهبت الصحيفة الى ابعد من ذلك حيث اعتبرت ان موقف اوردغان عندما انسحب من اللقاء في دافوس لم يكن وليد غضب لحظي في البرنامج وانما كان معد مسبقا وذلك لصفع اسرائيل واعادة الاعتبار لتركيا.