ما حكاية السيدة التي ماتت بحادث سير بشارع الجلاء بغزة!

فلسطين اليوم

منذ اللحظة الأولى للإعلان عن وفاة المواطنة "رنا عبد النقلة 24 عاماً" من سكان معسكر جباليا شمال قطاع غزة، وإصابة طفلتها "حلا" 5 سنوات بجراح بحادث سير وقع بشارع الجلاء غرب غزة، تفاوتت ردود الأفعال حول المسؤول الرئيسي عن وفاة تلك السيدة وخاصة أن الوفاة كانت في ساعة متأخرة من الليل وسط أمطار غزيرة.

المواطنون تفاوتت ردود أفعالهم بين رفض سلوك لتلك السيدة" المتوفاة" التي تواجدت في الشارع حتى ساعة متأخرة وسط الشارع، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وغياب الرؤية بالنسبة للسائق، وبين التنديد وتحميل المسؤولية للجميع في ظل وجود سيدات للتسول بعد إغلاق كافة الأبواب في وجههم، وعدم مساعدة الجهات المختصة لهم.

البداية، كانت عند الصحفي محمد عوض الذي كتب على حسابه على "الفيس بوك" تفاصيل شابت حياة السيدة التي توفت مساء أمس ، حيث كتب "نهاية حياة المرأة التي كانت تجلس وسط الشارع".

وقال " قبل أشهر وجدت سيدة تجلس وسط الشارع وتحمل ابنها وفي ساعة متأخرة من الليل أمام صيدلية مسلم في شارع النصر؛ حاولت التحدث إليها؛ حاولت إبعادها عن الطريق؛ حاولت بالعديد من المحاولات أن استمع إليها لكنها كانت ترفض الحديث؛ فقط تريد المال - فقمت الاتصال بأصحاب الاختصاص لاحتوائها خاصة أن الساعة شارفت على الواحدة فجراً.

تفاصيل لحادثة سابقة

وتابع الصحفي محمد عوض" وصلت سيارة شرطة نسائية، وأوصلوها لبيت زوجها وتم حل الموضوع ، وتابع :قبل أيام تحدث إلي أحد الاصدقاء عن مشاهدته لنفس المشهد أمام مخبز العائلات؛ تجلس هذه السيدة وسط الشارع وبنفس المواصفات استطعت التأكد أنها هي نفس السيدة الأولى" ..

وما حدث بالأمس قال " اتصل أحد الاصدقاء ؛ وأخبرني ان الحادث أمام منزله في شارع الجلاء - مفترق عبد العال - وكان للسيدة وطفلها؛ حيث كانت تجلس وسط الشارع للفت الأنظار؛ فصدمتها مركبة أدى الحادث الى سحبها لمسافة كبيرة بسبب عدم مشاهدة السائق للسيدة - مازالت مجهولة الهوية - وطفلها بحالة الخطر الشديد .

السائق لم يشاهدها

فهد حرب مدير تحقيقات الحوادث في قطاع غزة  "قال أنه في تمام الساعة الواحدة ليلاً ، تم الإبلاغ عن وجود حادث طرق في شارع الجلاء بالقرب من مفترق عبد العال ، وتوجهت قوة للمكان ، حيث تبين أن سائق مركبة من نوع سكودا كان يسير في الشارع من الشمال باتجاه الجنوب ، ولدى وصوله مفترق عبد العال تفاجئ في منتصف الطريق بوجود السيدة الأمر الذي أدى إلى دهسها ووفاتها.

وبين، أن السائق أوضح أنه لم يشاهد السيدة لم يشاهد السيدة المتواجدة في نصف الطريق ، ونتيجة لسرعة السائق ولانعدام الرؤية نتيجة الأمطار أدى إلى وقوع الحادث ووفاة السيدة .

وبشأن سبب تواجد السيدة في ذلك المكان في ساعة متأخرة ن قال أن العديد من المواطنين قالوا أن السيدة تتواجد للتسول، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل كون أن الموضوع متروك للجهات المختصة .

بكاء بعد فوات لأوان

ومن جانبه، أوضح أبو وديع زوج المتوفية "النقلة " وبشيء من الأسى والحزن على وفاة زوجته "تم طردنا من المنزل الذي نعيش فيه لعدم قدرتنا على دفع الايجار منذ سنة وثلاثة شهور، ونحن نعيش في خيمة خلف أبراج الشيخ زايد، هي تخرج لأولادها الثلاثة.

وبين، "أنه يعاني من العديد من الأمراض لذلك لا يستطيع العمل، وأنه ونتيجة للظروف المعيشة الصعبة أوصلنا لهذا الحال، متسائلاً "أين توجد المؤسسات والجهات المختصة بالمساعدة ".

وبالرغم من حديث الزوج إلا أن العديد من المواطنين، أكدوا أن أصحاب الخير عرضوا على السيدة ايجار منزل لمدة سنة إلا أنها رفضت وأصرت أن يكون لها منزل " حتى إن كان غرفة صغيرة فقط.

وتدفن تفاصيل حقيقة وفاة السيدة معها .