ليس مجرد ناطق..

"أفخاي ادرعي".. حية تحت التبن!

الساعة 01:32 م|14 يناير 2020

فلسطين اليوم

تعتبر الدعاية ركيزة أساسية من الركائز التي أنشأ عليها المشروع الصهيوني، إذ رافق النشاط الدعائي نشأة الحركة الصهيونية منذ مطلع القرن الحالي، وحتى وقتنا الحاضر متكيفاً مع كل مرحلة من المراحل التي يمر بها المشروع الصهيوني.

وفي الوقت الراهن تعد الدعاية الإسرائيلي جزءاً لا يتجزأ من السياسة "الإسرائيلية"، وأحد الأسلحة البارزة في محاربة ومحاولة "إسرائيل" تطويع والسيطرة على الشعب الفلسطيني والنيل من عزيمته وشيطنة مقاومته من خلال الأساليب الدعائية المختلفة.

ولم تألُ اسرائيل جهدًا في استخدام كافة الوسائل والاساليب في ترويج خطابها الدعائي سواء كانت قديمة أو حديثة ومن أهم هذه الوسائل التي استغلتها بالطريقة الأمثل "شبكات التواصل الاجتماعي" على الانترنت لترويج خطابها الدعائي وتضليل الرأي العام، ومن أبرز الصفحات التي تمارس الحرب النفسية على الفلسطينيين هي صفحتي أفخاي ادرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وصفحة المنسق كميل أبو ركن منسق اعمال حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة.

الناطقون الإسرائيليون والدور الخبيث

قال مسؤول إعلامي إسرائيلي إن "إسرائيل تحولت من دولة تحتفظ بكميات هائلة من المعلومات السرية، إلى منظومة تستخدم ما يتاح من هذه المعلومات في حملات إعلامية علنية تخدم مصالحها الحيوية في عدة جبهات مختلفة، ضمن حروب الوعي والدعاية".

وأضاف ياردين فاتيكاي رئيس قسم الدعاية الوطنية لأكثر من عشر سنوات، في حوار مطول مع مجلة يسرائيل ديفينس، ترجمته "عربي21" أن "المعلومات الأمنية التي تحوزها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يمكن لها ان تخدم الوسيلة الدعائية، كما حصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة في أبريل 2018 لدى الكشف عن أسرار لمفاعل النووي الإيراني".

وأكد أن "هذه الحملات الإعلامية يتم الاستفادة فيها من معلومات استخبارية بحوزة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتوظيفها في هذه الحملة الإعلامية بناء على الهدف المحدد، والفئة المستهدفة من هذه الحملة، وطبيعة اللغة المستخدمة، وشبكات التواصل المتداولة، وبعد أن يتم تحديد الهدف والجمهور، يتم وضع اليد على الأدوات اللازمة".

وأشار إلى أنه "يتم العمل مع مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، سواء الموساد أو الاستخبارات العسكرية أو الأمن العام الشاباك، في كيفية توظيف المعلومات الأمنية التي بحوزتهم لتسويقها عبر حملة إعلامية دعائية، مع العلم أن العدو يصل في بعض الأحيان إلى معلومات حساسة وأسرار خطيرة لدى إسرائيل".

وأكد أن "الساحة الفلسطينية تعتبر جبهة مركزية في عملنا الإعلامي والدعائي، رغم أنها تبدو أكثر تعقيدا من سواها من الجبهات اللبنانية والإيرانية في مجال الإعلام، ولذلك فإن الجهاز المركزي الذي نعمل بالتنسيق معه هو جهاز الشاباك، حيث نعمل معه بصورة وثيقة على مدار الساعة، فلديه معلومات جمة وهائلة، ويدرك متي "يحررها" للتداول العام".

وأكد أننا "في هذه الحالة نستعين بـ"المنسق"، الذي باتت صلاحيته تزيد عن السلطة الفلسطينية، ونحاول أن نكشف للجمهور الفلسطيني ما الذي تخفيه السلطة وحماس عنهم، ونعمل ذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، حيث لدينا فرصة كبيرة للحديث والتواصل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وختم بالقول إننا "نعتبر أفيخاي أدرعي نجما في العالم العربي، حتى لو تعرض لعملية شيطنة من قبل متابعيه العرب، لكنه شخصية مهمة، فهو يوصل رسائل هامة، وكذلك أوفير جندلمان الناطق باسم رئيس الحكومة باللغة العربية".

خطاب دعائي مدروس.. مسيرات العودة أنموذجاً

في السياق، أكدت دراسة بحثية على ضرورة العمل على تصحيح صورة مسيرات العودة في ظل الأساليب التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي لتشويهها عبر خطابه الدعائي المدروس وفق استراتيجيات ومنهجيات عالية.

وحذرت الدراسة التي جاءت بعنوان "الخطاب الإسرائيلي الموجه نحو مسيرات العودة عبر وسائل الإعلام الجديد"، التي أعدها الباحث صالح سليمان المصري، ضمن مساق دراسات في الأمن القومي في برنامج الماجستير "الدبلوماسية والعلاقات الدولية بجامعة الأقصى وإشراف الدكتور خالد شعبان، حذر من الوقوع في شرك تحقيق أهداف الخطاب الدعائي "الإسرائيلي" خاصة فيما يتعلق بتحريض المشاركين تجاه القائمين على المسيرة، من خلال أسلوب بث الفرقة وشق صف مسيرة العودة، وخلق فجوة بين القائمين على المسيرة والمشاركين فيها.

وحث الباحث المصري في دراسته إلى ضرورة التنبه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دائما يلتف حول الحقيقة ولا يستخدم أسلوب الكذب المباشر، وإنما يسعى دائماً لصياغة الأحداث بما يتناسب مع روايته وأهداف مُخفياً جزءاً من الحقيقة، ومظهراً الجزء الذي يدعم روايته.

وأكدت الدراسة التحليلية أن "صفحتي افخاي ادرعي والمنسق، استخدم فيها القائمون عليهما عناصر الجذب، لتحقيق أهدافهما بتشويه صورة مسيرات العودة، مشيراً إلى أن الصفحتين (ادرعي والمنسق)، استخدمتا الرسوم والصور، وصورة خبرية، والانفوجرافيك، وصورة يوضحها نص، والفيديو، والانفوفيديو، إلى جانب استخدام منشورات دون عناصر تفاعلية. معتمدين على اللغة العامية التي يغلب عيها طابع التهكم والسخرية. موضحاً أن الخطاب الدعائي الإسرائيلي اعتمد على التضليل والتعتيم الإعلامي الذي جاء في مقدمة الأساليب لصفحتي الدراسة.

وأجرى الباحث عدة مقابلات من بينهم، رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة خالد البطش وعضو الهيئة الوطنية العليا إسماعيل رضوان، وعضو الهيئة الوطنية العليا طلال أبو ظريفة، وبعض المحللين السياسيين.

وأوصت الدراسة، الباحثين إلى التعمق ودراسة مجال الدعاية الإسرائيلية الموجه ضد القضية الفلسطينية، لما لها من خطورة على القضية.

وشدد على ضرورة مواجهة الاعلام الجديد الإسرائيلي بإعلام جديد فلسطيني بجميع اللغات لمواجهة الخطاب الدعائي لمسيرات العودة الذي يبث سمومه في كل مكان، بما يجابه الدعاية الإسرائيلية بالمعلومات الحقيقية مع ضرورة تفنيد الشائعات الإسرائيلية أولاً بأول، من خلال استراتيجية إعلامية متكاملة.

كما أوصى الباحث بضرورة استغلال أساليب الترويع والتخويف التي ينتهجها الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تجاه المدنيين وفضحها للرأي العام العالمي، والمحافل الدولية بما يخدم القضية الفلسطينية، وتقديم إسرائيل على أنها دولة إجرام تمارس التهديد والترويع ضد شعب أعزل على مرأى ومسمع العالم، وهذا النوع من الدعاية يعتبر وثيقة يمكن فيها مقاضاة إسرائيل في المحافل الدولية.

تجنيد عملاء.. إحدى مهام ادرعي

كشفت أجهزة أمن المقاومة أن وحدة التجنيد في جهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" تستغل حساب الناطق باسم الجيش الصهيوني افيخاي ادرعي العربية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) لتجنيد عملاء جدد.

وكشف مصدر في أجهزة أمن المقاومة -مختص في متابعة التجسس الالكتروني- أن المقاومة أجرت عدد من الاختبارات على صفحة الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني لتكتشف أن هذه الصفحة يعمل عليها طاقم من الخبراء المختصين في التجنيد.

وأشار المصدر إلى أن الصفحة التي تحمل اسم (أفيخاي أدرعي) تعتمد مبدأ اضافة الشباب الفلسطيني والعربي وتطرح مواضيع يتم من خلالها اثارة الشباب للاندفاع والحديث بمعلومات تفيد العدو, يظن قائلها أنها معلومات غير مفيدة, بينما هي ليست كذلك.

وتعتمد الصفحة الصهيونية على فتح دردشات باسم الناطق باسم الجيش الصهيوني مع الشبان الفلسطينيين والعرب بهدف الحصول على معلومات وتمهيداً لتجنيد هؤلاء المستخدمين.

وقال المصدر المختص :" البعض يستسهل التواصل مع افيخاي ادرعي ويتبادل النكات والدردشة والرد على منشوراته على الفيس بوك تحت ذرائع واهية أقلها الاستخفاف به والضحك على ما يكتبه وهنا تكون بداية الاسقاط".

 

كلمات دلالية