خبر سنكتب عنكم الشعر فلا تعذرونا ..صافي ناز كاظم

الساعة 11:26 ص|12 فبراير 2009

ـ الشرق الأوسط 12/2/2009

يا أهل غزة، يا أهل فلسطين، يا أهل الضحايا والشهداء، يا شعب المرابطين، وحاشا لله أن تكونوا شعب «الجبارين»: سنكتب عنكم الشعر فلا تعذرونا ولا تعذروا الذين تقيحوا في مآزرهم، وتجمعوا خلف نوافذهم يندبون صباكم. يا صيحة الرباط والصبر والعزة: تعالي صوبنا واجلدي النائمين الهاجعين وسط القتلة. أنتم يا من تركتم كل شيء لتعطوا كل شيء، لتنبثقوا نوار أمل دائم الاخضرار، تنسجون مجد الاستشهاد، فآه من وطأة الفرح المخضل بالمحنة، والغضب في النفوس داجن أجرد. آه يا أبناء الأمهات اللاتي يلدن للمقاومة: يابرهان الكبرياء المضاءة من زيت «الشهادة» المشتعل استجاشة وتوقا، كم كان عمركم يوم أن زوروا باسمنا التاريخ ومنعونا البكاء؟ كنتم في ظهور آبائكم غيبا إيمانيا يختزن البشارة، ويكتنز الألق، ويهدينا المسرة.

يا سادتي الشهداء: أنتم الشعر، لأن الدفاع عن الحق ضد الباطل، ضد الظلم، ضد المحتل الجزار اللص، هو الرحمة وهو الشعر. أنتم الفعل الذي يتحول في لحظته الزمنية والتاريخية إلى «شعر» بذاته، فالشعر هو حركتكم الجهادية على أرض المرابطين: فلسطين كبد الأمة الإسلامية التي كان اغتصابها مرتكزا أولا على المذابح المروعة التي قامت بها عصابات الهاجاناه الصهيونية، والتي كان كل زعماء الكيان الصهيوني أعضاء بها، هؤلاء الذين لايخجلون الآن من نعت المقاومة الشريفة، المؤسسة على الحق المبين، بالإرهاب!

يؤسسون كيانهم على الوعد المتواصل بالترويع والجهر الفاجر بالمزيد من الذبح والاغتيال والاستئصال والإبادة وآلات غسيل المخ العالمية تؤازرهم بالخلط اللئيم بين «الإرهاب» و«المقاومة».

من حق كل يهود العالم أن يمدوا يد المساعدة للكيان الصهيوني على المستويات كافة، بل ومن حق أمريكا أن تدعم احتلالهم أرضا لم تكن أبدا لهم، وليس من حق المسلمين أن يدعموا، بأضعف الإيمان، مقاومة شعب تنهب أرضه تحت ناظريه وتدك دياره فوق رأسه بدم بارد ويد بطش لا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة.

كلما التقى مسلم بمسلم أحاطتهما الشبهات والاتهامات، كأنه صار حراما أن يلتقي تركي بإيراني بمصري بعراقي بسوري بإندونيسي بأفغاني بباكستاني... إلخ إلا في إطارالفساد والإفساد في الأرض والمروق من الدين، أما إذا كان اللقاء حول الإسلام وصالح المسلمين فعندها تخرج السلاسل فورا لتكبيل المتقابلين وتنزل حواجز الترحيل وقرارات المنع من السفر.

فليضجوا ضجيجهم فقولك يا رسول الله يا محمد يا ابن عبد الله هو القول الفصل: «المسلم أخو المسلم» رغم أنف الجميع وطوبى للشهداء.