خبر مخطط مئة اليوم.. معاريف

الساعة 09:50 ص|12 فبراير 2009

بقلم: اوري سابير

(رئيس مركز بيرس للسلام، وكان في الماضي المدير العام لوزارة الخارجية)

يبدو اننا نخطو في اتجاه حكومة وحدة وطنية، بقيادة الليكود وكاديما، ولكي لا ندفع الى وضع حكومة شلل وطني، فان بحث الجوهر اهم من شل النفس بالتعيين الشخصي في الوظائف. ولهذا اليكم اقتراحا لعمل حكومة في مئة اليوم الاولى.

تعمل الحكومة لاقرار الهدنة والتسوية. وتدفع الحكومة الثمن المطلوب لاعادة جلعاد شليت اذا لم يعدوه حتى اقامتها. وتنسيق سياسة السلام والامن مع ادارة اوباما وممثليه ومبعوثيه. وفي الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية – اقرار الحكومة وارباب العمل والهستدروت خطة اقتصادية لتشجيع نمو الجهاز الاقتصادي، وانشاء اماكن عمل واقرار القطاع المالي.

اهم موضوع يتعلق باقرار المسيرة السلمية والامن وفي ضمنها السياسة نحو ايران وخادماتها الاصوليات. يقترح ان تأخذ الحكومة بسياسة جريئة بالتنسيق مع ادارة اوباما في المجالات الاتية: عقد مؤتمر اقليمي لبحث الموضوعات العامة للمسيرة السلمية على اساس المبادرة السعودية ومبادىء مؤتمر مدريد. وبدء مفاوضة للفلسطينيين بفهم انه ينبغي التوصل في خلال وقت معقول لتسوية دائمة مع حدود دائمة على اساس خطوط 1967 مع تبادل مناطق، من اجل توطين المستوطنات من جديد في الكتل الاستيطانية. وفيما يتصل بالقدس، تطبيق مخطط كلينتون اي مدينة واحدة موحدة لكنها عاصمة للدولتين، فالاحياء الاسرائيلية والاماكن المقدسة لليهود لاسرائيل، والاحياء العربية والاماكن المقدسة للاسلام والمسيحية للفلسطينيين، ومناطق مشتركة كالمنطقة تحت جبل الهيكل تحت حكم خاص وبتعاون؛ وفيما يتصل باللاجئين: تكون العودة الفلسطينية لدولة فلسطين الجديدة فقط الى جانب نظام دولي للتعويضات. وفيما يتصل بالتسويات الامنية، تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ما عدا قوة شرطة واحدة تكون مسؤولة عن النظام العام وتتعاون مع اسرائيل على مكافحة الارهاب. وينزع سلاح كل المنظمات الارهابية والعصابات المسلحة. تسود بين الدولتين علاقات تامة وتعاون في جميع مجالات الحياة وفيها احتياجات الماء.

فيما يتصل بسورية، يجب على اسرائيل ان تفحص مع الولايات المتحدة هل بشار الاسد حقا شرك جدي، بحيث يكون الشرط لذلك الا تشجع سورية ارهاب حزب الله وحماس، وان تبرد علاقاتها بايران. الثمن الذي يجب على كل جانب ان يدفعه واضح بقدر كاف ويعبر عنه قول رابين: "عمق الانسحاب كعمق السلام والامن".

في السياق الاقليمي يجب على الحكومة الجديدة ان تستعد لتطبيع عام، كما قيل في المبادرة السعودية يتضمن علاقة اقتصادية تجارية، واقامة نظام مالي اقليمي وصلة بين البنى التحتية، ومن جملة اسباب ذلك تشجيع السياحة الاقليمية. هذا مخطط شجاع لحكومة وحدة وطنية جديدة، لكن اذا كان زعماؤنا الجدد – القدماء، يريدون ان يسوقونا الى الاستقرار والنماء والسلام، فان هذه هي الطريقة الوحيدة، وسيفحص الاتجاه في اول مئة يوم من ولايتها.