خبر حطموا الخطوط الحمراء.. هآرتس

الساعة 09:46 ص|12 فبراير 2009

بقلم: يسرائيل هرئيل

زهافا غلئون، شيلي يحيموفتش وكثيرون آخرون في اليسار لا يتوقفون عن القول نحو الخارج. على الاقل ان حزب العمل وميرتس قد انهارا لانهما لم يكونا حساسين للضائقة الاجتماعية التي يرزح تحتها الجمهور وطبعا لانهما ارتكبا اخطاء استراتيجية في الحملة الانتخابية.

ذرائع. عندما يوجه الارهاب ضرباته بلا توقف منذ ان تسبب اليسار بكارثة اوسلو وانزلها على رأس الدولة، وفي اماكن غير قليلة في الجليل والنقب يخشى اليهود من السفر ليلا خشية رجم سياراتهم بالحجارة، حتى بالنسبة للناخب الفقير، الضائقة الاقتصادية جدية ومؤلمة الا انها تعتبر ثانوية.

 ايهود باراك لم يخسر بسبب مكان سكنه البراق وانما لانه حتى في عملية "الرصاص المصهور" لم يمتلك الجرأة لتركيع الارهاب في غزة. ميرتس عموما ضغطت لايقاف العملية منذ يومها الثالث وآخرون من اعضائها اتهموا الجيش الاسرائيلي بارتكاب جرائم حرب.

تحركات وانشطة عرب اسرائيل المناهضة – التي تتجاوز في احيان كثيرة الاطار الشرعي المحدد للتعبير عن الرأي – ضد الدولة باعتبارها دولة الشعب اليهودي تسببوا في نفور الناخب من اليسار. هذا الناخب يسمع منذ سنوات الحانا غير مريحة للسامعين وجوهرها وفقا لما قرره بالامس الاول تضامن هذا الجمهور المبالغ فيه مع القومية العربية – الفلسطينية حتى في زمن الحرب على الارهاب الوحشي الذي يشن على اليهود.

في هذا المجال لم يسمع بعد الانتخابات أي ندم ولو بسيط جدا. الخطأ ان حدث كما قال ناخبو اليسار تمثل في ان طريق السلام لم يوضح بصورة كافية. وسائل الاعلام لم تتطوع كما يزعم من اجل توضيح ذلك سواء الالكترونية او المكتوبة منها. وتسببت بانزال رسائل اليسار على رأس الجمهور كالصدمة الدموية العربية وصلت الى الذروة بالتحديد نتيجة للتنازلات المفرطة التي الحقتها تلك الاحزاب المنهارة بالدولة – أخيرا حصلوا على ما يستحقونه – في صناديق الاقتراع.

هذه الايديولوجيا التي قادها اليسار طوال العشرين عاما الاخيرة فشلت فشلا ذريعا في المجال الامني والسياسي.

الاتفاقيات بشتى اشكالها على شاكلة اوسلو والتنازلات الاقليمية على صورة الاقتلاع من غوش قطيف ابعدت السلام تحديدا ولم تؤدي الى تقريبه. وفي العلاقات بين اليهود والعرب في اسرائيل. الدفاع الشمولي عن المواقف غير الممكنة لعرب اسرائيل سواء من قبل احزاب اليسار او سلطة القانون ومحكمة العدل العليا على رأسها، انما زادت من اصرار العرب كما استنتج الناخب، على الانفصال عن الدولة وانشاء حكم ذاتي سياسي وثقافي خاص بهم.

لهذا السبب قرر الناخب اعطاء اليمين المستعد لمواجهة هذه المشاكل – الليكود واسرائيل بيتنا وشاس والاتحاد الوطني والبيت اليهودي (60) مقعدا من (65).  (ديغل هتوراه ليست في الاتجاه). اغلبية مطلقة، بالتأكيد. واليسار الذي فر من مواجهة هذه التحديات (كما فعل باراك) او يتبع خطا مؤيدا للعرب والفلسطينيين (على شاكلة ميرتس) حصل على (17) فقط كديما يسار الا انه ليس هناك بالضبط.

لذلك فضل الناس في قلب معاقل ميرتس كيبوتسات هشومير هتسعير الكثيرة انتخاب كديما واداروا ظهرهم لحزبهم الام. حتى في رحافيا بكل ما تمثله من رمزية يسارية صهيونية – راديكالية، خسرت ميرتس لصالح حزب كديما. نفس الشيء يقال عن منطقة مشمار هعيمك وكذلك في كيبوتسات الحركة الكيبوتسية الموحدة فضل الكثيرون كديما على العمل. هذا لم يحدث فقط بسبب مظهر لفني الوردي الزاهر وانما بالاساس بسبب مظهر باراك الصهيوني الباهت وجزءا بارزا من قائمته الذين حطموا الخطوط الحمراء وتخلوا عن الاتجاه الوطني للصهيونية الاشتراكية.