اقتحام الاحتلال لمصلى باب الرحمة

الخبير أبو دياب: إشعال الأوضاع في الأقصى ينذر بمخاطر كارثية

الساعة 10:57 م|02 يناير 2020

فلسطين اليوم

مع بداية حلول عام 2020، أعادت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من جديد شن هجماتها الشرسة ضد المصليين المقدسين في المسجد الأقصى المبارك، ما دفع المقدسيين للتصدي للقوات الاسرائيلية ما اعاد للأذهان بطولة خوضهم معركة إعادة فتح باب مصلى الرحمة بعد إغلاقه لفترة دامت 16 عامًا.

وشهد مصلى باب الرحمة مساء اليوم الخميس، موجة توتر جديدة بعد اقتحام عشرات الجنود مدججين بالسلاح للمسجد الأقصى، والاعتداء على الرجال والنساء، ورشهم بالفلفل والغازات المسيلة للدموع، وتفريقهم من المكان، واعتقال ثلاثة، وسط تصدى المرابطين للاقتحامات، برشق الجنود بالحجارة، وثباتهم في ساحة المسجد.

ويسعى الاحتلال بتأييد من دعم الأحزاب "الإسرائيلية" المتطرفة، ومعها المستوطنين، بفرض وقائع جديدة وتمرير مخططات يهودية في مدينة القدس، وصولاً لفرض سيادته على المسجد الاقصى، وتحويل مصلى الرحمة لكنيس يهودي.

الخبير في شؤون القدس والاستيطان فخري أبو دياب، اكد ان اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين في مصلى باب الرحمة، جاءت لفرض وقائع جديدة تتمثل في إغلاق باب المصلى، وتصعيد الأوضاع الميدانية لصالح الأحزاب "الإسرائيلية" في تنفيذ مخططاتهم التهويدية.

توسيع رقعة الاقتحامات

وأوضح أبو دياب لـ"وكالة فلسطين الإخبارية"، ، ان الاحتلال قصد من اقتحامه المبيت بدعم من النواب "الاسرائيليين" اليمينيين تصعيد الأجواء وجس نبض الأهالي من خلال استفزازهم ومنعهم من الصلاة والاعتداء عليهم، فيما يوسع رقعة الاقتحامات، إذا كانت ردة الفعل ضعيفة.

وذكر ان قوات الاحتلال اعتدت على المصلين من الرجال والنساء الصائمين، أثناء تناول الإفطار بعد صلاة المغرب امام مصلى الرحمة، ورشهم بالفلفل والغاز المسيل للدموع، أسفر عن وقوع عشرات الاصابات بجروح طفيفة، فضلاً عن اعتقال ثلاثة شبان، وتسليم آخرين بلاغات للتحقيق معهم.

وأشار إلى ان قوات كبيرة "إسرائيلية" تمركزت في ساحة الأقصى ومنعت المصلين من الوصول إلى باب الرحمة، وقامت باستفزازهم، حتى اندلعت المواجهات بين المرابطين والاحتلال، وسط صرخات التكبير والتهليل، موضحًا ان الاحتلال يسعى إلى تقليل اعداد المصلين لإعادة إغلاق المصلى من جديد، وقطع الفرحة على قلوب المقدسيين من العام الأول على فتح المصلى.

ويواصل الاحتلال فرض مخططات ومؤامرات كونية على مدينة القدس، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المسؤول عن نقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف انها عاصمة للاحتلال، بالإضافة إلى إعطاء الضوء الأخضر لحكومة "نتنياهو" المتطرفة في السيطرة على القدس والاقصى، وطرد السكان الأصليين منها.

وحذر الخبير أبو دياب، الاحتلال من استغلال الأوضاع بفرض وقائع جديدة في الأقصى، مشددًا على ان الاعتداء على حرمة المقدسات الإسلامية هو استفزاز للمسلمين ولعقيدتهم في جميع بقاع الأرض.

وشدد على ان أهالي مدينة القدس متمسكين وثابتين في دفاعهم عن المسجد الأقصى والقدس من توغلات الاحتلال، والتصدي لمخططاته.

وقال أبو دياب :"إنّ الاحتلال يرتكب جريمة متكاملة الأركان في الأقصى، ويتجاوز القوانين الدولية التي تدعو لحرية العبادة"، مضيفًا ان العدو سحب الصلاحيات من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومن الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية، التي أصبحت وصاية شكلية، وفق قوله.

وتساءل الخبير في القدس والاستيطان، لماذا غابت نصرة الأقصى عن اذهان الامة العربية والإسلامية والأنظمة الرسمية؟، مؤكدًا ان حكومة العدو تستغل الازمات الداخلية والصراعات بالدول العربية في تهويد المسجد الأقصى.

أما على المستوى الرسمي، أوضح أبو دياب ان ردود الفعل الرسمية غائبة، مطالباً المؤسسات الدولية والأنظمة العربية بالضغط على الاحتلال في رفع يده عن المسجد الأقصى، كذلك امكانية تقديمه للجنائيات الدولية ومحاسبته على ما يقترفه بحق المقدسات الإسلامية وأهالي مدينة القدس.

وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت باب الرحمة عام 2003، بأمر قضائي، تحت ذريعة استخدام المصلى من قبل لجنة التراث ويقع في الجهة الشرقية للمسجد الاقصى، فيما عاد المصلين فتحه بتاريخ 22/2/2019، بعد معارك عنيفة خاضوها مع العدو.

 

 

 

كلمات دلالية