خبر استمرار الإجراءات الـمصرية ضد الأنفاق والتهريب يزداد صعوبة

الساعة 06:28 ص|12 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكد ملاّك أنفاق وعاملون في مجال التهريب تواصل الإجراءات المصرية التي بدأت مؤخرا ضد الأنفاق التي تربط قطاع غزة بالأراضي المصرية، وذلك بصورة مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية، ما جعل عمليات التهريب من خلالها أكثر صعوبة.

واضطرت معظم الأنفاق المنتشرة جنوب المدينة للتوقف عن العمل، في حين عجزت الأنفاق المختصة بضخ الوقود السائل إلى القطاع عن إدخال أية كميات جديدة.

 

من جهته، أكد "أبو محمد" أحد ملاّك الأنفاق أن تهريب البضائع والسلع تراجع خلال الأسبوعين الماضيين بشكل ملموس مقارنة بالفترة الماضية.

وأشار إلى أن عددا كبيرا من الأنفاق تم تدميره من قبل السلطات المصرية، كما أن الانتشار المصري المكثف بالقرب من المنطقة الحدودية يحول دون تمكين المهربين المصريين من إيصال البضائع لفتحة النفق، خشية ضبطها أو كشف مكان النفق، وهو عادة ما يكون سريا.

 

وأكد "أبو محمد" وهو اسم مستعار أن شركاءه المصريين أكدوا له أن الإجراءات المذكورة تعدت مدينة رفح المصرية، موضحا أن أجهزة الأمن المصري بدأت مؤخرا بنصب حواجز على الطرقات المؤدية لمنطقة شمال سيناء، ومنع تدفق البضائع المتوجهة إلى الأنفاق.

 

ولفت إلى أن ما يتم تهريبه حاليا كميات محدودة من السلع والبضائع، كانت في الغالب مخزنة في الجانب الآخر من الحدود.

 

أما المواطن "إبراهيم"، وهو مالك نفق آخر، فأكد أن ثمة كميات من البضائع تم طلبها من القائمين على النفق في الأراضي المصرية، وهم يحاولون منذ أيام نقلها إلى المنطقة الحدودية، لكنهم عاجزون عن ذلك حتى الآن، بسبب الانتشار الكبير للقوات المصرية في تلك المنطقة.

 

وكان بعض عمال الأنفاق أكدوا أن مشغليهم سرحوهم لفترة مؤقتة، وأغلقوا الأنفاق خشية اكتشافها في الجانب المصري، موضحين أن بعض ملاك الأنفاق يأملون بأن تتراجع الإجراءات المصرية المذكورة خلال الفترة المقبلة، ما قد يمكنهم من إعادة العمل في الأنفاق مجددا.

 

وكانت الإجراءات المذكورة انعكست بصورة واضحة على أسواق ومتاجر محافظة رفح، في حين لوحظ تناقص كبير في كميات الوقود السائل المعروض للبيع، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره بصورة ملموسة.

من جهته، قال المواطن محمود النحال، وكان في "سوق النجمة" يحمل جالونا فارغا، إنه فشل في إيجاد وقود البنزين في محطات التعبئة، فقرر التوجه إلى السوق بهدف شراء البنزين لتخزينه واستخدامه للتنقل بواسطة مركبته، لكنه لم يشتر سوى عدة لترات.

 

وأوضح المواطن هشام حسني، الذي التقته "الأيام" يتجول في السوق نفسها، أن ثمة شحا كبيرا في العديد من السلع المهربة، كما أن أسعارها ارتفعت بصورة ملموسة.

من جهته، أشار التاجر محمد برهوم إلى أن أسواق البضائع المهربة لم تستقبل أية كميات جديدة من البضائع المهربة بعد تدمير معظم الأنفاق في الجانب المصري، مؤكدا أن بعض التجار قاموا بتخزين البضائع المهربة وأخفوها، بغية تحقيق مرابح كبيرة.

 

إلى ذلك وفي سياق ذي صلة، واصلت قوات الأمن المصرية انتشارها المكثف على طول الشريط الحدودي جنوب محافظة رفح، ولاسيما قرب بوابة صلاح الدين الحدودية ومعبر رفح.

وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن قوات أمن مصرية كبيرة تساندها ناقلات جند مصفحة وآليات عسكرية واصلت انتشارها بصورة مكثفة في الجانب المصري من الحدود.

وأكد شهود عيان من سكان المناطق القريبة من الحدود أن الانتشار المذكور ترافق مع استمرار اعتلاء جنود مصريين عددا من البنايات المرتفعة، تشرف على الحدود مباشرة، مشيرين إلى أن هؤلاء الجنود يشعلون أنوارا ساطعة في المنطقة الحدودية خلال ساعات الليل.

وأشاروا إلى أن الانتشار المذكور ترافق مع قيام فرق هندسة تابعة للأمن المصري بنصب كاميرات مراقبة وأجهزة غير معروفة على طول الحدود، فيما شوهد جنود ينفذون عمليات تمشيط بالقرب من المنطقة الحدودية، يعتقد أن هدفها البحث عن فوهات الأنفاق.