خبر شكرا لاولمرت.. هارتس

الساعة 10:48 ص|11 فبراير 2009

بقلم: اوري سافير

على خلفية التحقيقات الجارية ضد رئيس الوزراء ايهود اولمرت، لم يكن هناك مفر من اقدامه على الاستقالة. ولكن عند الحكم على ادائه كرئيس للوزراء يجدر اخذ النتائج السياسية التي تمخضت عن اداء حكومته وعملية السلام والسياسة الخارجية والاقتصاد بالحسبان.

لننعطف على المجال الاقتصادي اولا. حكومة اولمرت نجحت في الرد على التحدي الذي وضعه امامها حزب الله وحماس ورغم الانتقادات التي وجهتها لجنة فينوغراد لطريقة اتخاذ القرارات في حرب لبنان الثانية الا انها عززت قدرة اسرائيل الردعية في الشمال وها هو الهدوء يسود منذ ان وضعت الحرب اوزارها – حزب الله لم يطلق النار ولم يفتح جبهة ثانية خلال المعركة التي جرت في غزة.

اولمرت تصرف بذكاء وحكمة عندما ضبط نفسه طوال فترة طويلة ازاء صواريخ القسام التي تطلقها حماس حتى يحظى بالتأييد الداخلي والدولي للعملية العسكرية. عملية غزة انتهت بانتصار اسرائيلي ساحق وما يبدو الان تقدما نحو تسوية تحول دون دخول الوسائل القتالية لغزة. العملية ادت ايضا الى تعزيز قدرة اسرائيل الردعية كما يشير الوضع الامني في الجنوب. اولمرت يستحق الثناء على الطريقة التي ادار فيها معركة غزة من دون حماس وغلواء مع استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.

وبالنسبة لعملية السلام – اولمرت لم يجلس مكتوف اليدين من خلال الادراك بان اسرائيل على مفترق استراتيجي يمكنه ان يوفر لها الاستقرار الاقليمي او ان يدخلها في دوامة عنف قد ترتدي طابعا غير تقليدي. هو ادرك وجوب دفع المسارين الفلسطيني والسوري في آن واحد. في المسار الفلسطيني ابدى هو ولفني المرونة التي اشارت الى انفصالهما التام عن حلم ارض اسرائيل الكبرى.

اولمرت وافق بصورة مبدئية على مسار الحدود الذي يرتكز على خطوط حزيران (1967) مع تعديلات وادرك ان لا مفر من تقسيم القدس. مع ذلك هو اصر على ان تتضمن كل تسوية كانت ترتيبات امنية.

هو ادرك ايضا ان السلام الاقليمي الذي لا تشارك به سوريا ليس ممكنا وان السلام مع سوريا لن يتحقق من دون النزول عن هضبة الجولان. المبادىء التي تحرك وفقا لها كانت عدم الانسحاب الشامل من دون امن وسلام شاملين ومنع اية احتمالية لشن هجوم سوري مباغت وتحديد حدود دائمة لا تتضمن الوجود السوري على شاطىء طبريا وتطبيع العلاقات.

في فترة حكم اولمرت تمتعت اسرائيل بعلاقات جيدة جدا مع امريكا واوروبا وروسيا وصورة عالمية ايجابية في آخر المطاف. ادارته هو ولفني بنجاح للعلاقات الخارجية تجسدت من خلال حقيقة ان الغرب لم يمنع اسرائيل من شن عملية غزة وبذل امريكا ومصر لمساعيهم من اجل التوصل الى تسوية مع حماس.

في الجانب الاقتصادي كذلك يتوجب ان نسجل لاولمرت – مع وزير المالية ومحافظ بنك اسرائيل – حقيقة انخفاض وطأة الازمة الاقتصادية العالمية في اسرائيل قياسا باغلبية الدول الغربية. شبكة الامان المالية اشارت الى اهتمام اولمرت بالجوانب الاجتماعية وعموما شهدت فترته توازنا صحيحا بين السوق الحرة والتدخل الحكومي المركزي.