خبر اولمرت سيعيد شليت.. يديعوت

الساعة 10:46 ص|11 فبراير 2009

بقلم: سمدار بيري

في الوقت الذي تكتب فيه هذه الكلمات ليس واضحا بعد من سيكون رئيس الوزراء القادم عندنا وكم من الوقت ستدور فيه سوق البازار الشرقي لتشكيلها. ولكن في موضوع واحد، التصق بعناد بالحملة الانتخابية، تحقق توافق جارف هادىء: رئيس الوزراء المنصرف، اولمرت، سيذهب الى بيته فقط بعد أن يعيد جلعاد شليت. هذا سيكون فعل وداعي، سجل انهاء، بكل ما فيه من خير وشر.

من جهة اولمرت يستعد (كون عنواننا يوجد في الشرق الاوسط، وكل شيء من شأنه ان ينقلب في اللحظة الاخيرة) لالتقاط الصورة الانفعالية له مع شليت. من جهة اخرى، اولمرت سيكون هو الذي يصادق على القائمة السوداء. البطن لا بد ستنقلب وتتقلص عنده اكثر من مرة قبل أن يوقع .

في السباق ضد الساعة ليس لاولمرت منافسون يضغطون للوصول الى خط الهدف. أي من المتنافسين، نتنياهو، لفني أو باراك لا يتوق حقا ولا يخرج عن طوره حقا كي يغمس يديه في الصفقة. لا يتجادلون على الشرف المشكوك فيه في تحرير عشرات "السجناء الثقيلين" مع ايديهم المضرجة بالدماء الاسرائيلية. فبعد كل شيء، شليت اختطف في عهد اولمرت، وهو الملزم بان يعيده وان يتصدى للصراخ، الانتقاد والدموع مقابل تحريره.

حسب مصادر في القاهرة، هذه هي الصفقة التي تنضج خلف الكواليس: فور اعلان التهدئة لمدى طويل (18 شهرا كما يعد الرئيس مبارك بتحقيقه في الاسبوع القادم) ستعقد مفاوضات على قوائم السجناء وستدخل في سباق سريع. انتبهوا كم مرة يقول اولمرت ان اسرائيل مطالبة بان تدفع ثمنا "اليما" والتعهد بـ "تنازلات كبيرة" و "ثمن باهظ". انتبهوا كم مرة تتكرر عندنا جملة انه كلما كانت الثرثرة اقل في هذا الموضوع، سنحث الصفقة اكثر. المصريون ايضا فرضوا على انفسهم الصمت. التاريخ الموعد مسجل عندنا منذ الان، وفي القاهرة وفي غزة ايضا: مسألة اسابيع، طالما لم يخلِ اولمرت مكتبه.

المسار، حسب المصريين، يملي تحرير نحو الف سجين فلسطيني مقابل اعادة شليت: 450 سجين من حماس في المرحلة الاولى (في القاهرة يدعون بان اسرائيل وافقت حتى الان على 150 اسم فقط، ولكنها تلمح الان بـ "سخاء"). ومع تحريرهم ينقل شليت الى "اياد مصرية"، في القاهرة او في شرم الشيخ، وينتظر تنفيذ المرحلة الثانية، حسب المصريين: 550 سجين فتح يتحررون الى بيوتهم كبادرة تعزيز مضادة لابو مازن. واضافة الى ذلك، "العلاوة" التي تطالب بها حماس، كل السجناء الفلسطينيين، الاطفال، اعضاء البرلمان واصحاب المناصب الرسمية المحتجزين في السجون الاسرائيلية.

وهكذا، جلعاد شليت، سيضطر الى التحلي بالصبر، في ظروف مريحة ومدللة اكثر وبرقابة مصرية حتى استكمال المرحلة الثانية من الصفقة. وفقط بعد التحرير الكامل لكل السجناء، يدعى رئيس الوزراء اولمرت الى مصر هو وابناء عائلة شليت، ليعانقوا جلعاد بحرارة ويعيدوه اخيرا الى دياره.

ملاحظتا تحذير: في الايام الاخيرة تصل الى القدس شكاوى عن مسعى من جانب ايران وسوريا لعرقلة الصفقة. محور الشر يضغط على خالد مشعل وعصابته للاملاء على الخاطفين في غزة مواصلة احتجاز شليت لتنغيص الحياة وتخريب عملية اعمار غزة برعاية المعسكر المعتدل في العالم العربي.

مشعل خرج الان في حملة مكوكية بين طهران، دمشق، السودان وقطر لكسب الوقت. ومثل نصرالله، تعلم هو ايضا كيف يمزق اعصابنا بوحشية، ويمنع، تماما بالقوة، اطلاق اشارة حياة من شليت. وفي ظل الغموض والسرية، لم ترى أي عين غريبة الجندي المخطوف.

اسرائيل علقت في وضع يتعين عليها فيها ان تعتمد على "كلمة شرف" الخاطفين ومسؤوليهم. وهؤلاء ليس فقط لا يعترفون باسرائيل، بل يواصلون التهديد، حتى تحقيق وقف النار، بمواصلة المواجهة الوحشية حتى اللحظة الاخيرة، بكل الاساليب، وبكل الوسائل.