خبر سياسة مختلفة.. معاريف

الساعة 10:44 ص|11 فبراير 2009

بقلم: ابرهام تيروش

1-اليوم، التالي للانتخابات يوجد توسل واحد يجب على الناخبين جميعا، ولا يهم لمن صوتوا، ان يسمعوه بصوت عال حازم للساسة: لا تبدأوا الان معركة الانتخابات للكنيست المقبلة؟ لا يهم اي ائتلاف ينشأ ومن يرأسه ومن يكون في المعارضة. يجب على جميع من انتخبوا من جميع الاحزاب ان يتفهموا مصيرية الفترة المقبلة علينا والمشكلات الصعبة، في جميع المجالات الملحة والتي تحتاج الى علاج وحل مسؤول ومن الفور. وعليهم ان يبعدوا جانبا، قدر المستطاع كل تقدير وحساب سياسي وانتخابي.

لن نبالغ. اعطونا سنتين، نقتنع فيهما ان كل مواقفكم وقراراتكم واجراءتكم بريئة من اي تقدير غريب مصلحي، وانكم تعملون عملا خالصا لمصلحة الدولة. صدقوني قد يساعدكم هذا في الانتخابات المقبلة اكثر كثيرا من جميع الحيل والخدع والاعتبارات المصلحية. حاولوا.

2- توجد مشكلتان "عينيتان"، سيجب على كل حكومة تنشأ ان تعالجهما قبل ان تبدأ العمل في المشكلات الكبيرة: جلعاد شليت، والقصر الملكي الذي استقر الرأي على بنائه لرئيس الحكومة، مع الفرق الكبير جدا. اما الاول فيجب الاتيان به سريعا الى بيته، واما الثاني فيجب قذفه سريعا من البيت.

افترض ان رئيس الحكومة يفعل كل شيء ليعود جلعاد قبل انصرافه. اذا لم ينجح فيجب ان تكون هذه اول مهمة للحكومة القادمة. اما انا فليس لي الا ان اكرر ما قد كتبته: الحديث عن وضع انقاذ نفس يبعد كل شيء، ويجب ان يكون ثمن اطلاق جلعاد على نحو مناسب مع جميع الاثار التي قد تترتب على ذلك.

وفيما يتصل بقصر الملك الذي قررت الحكومة بناءه لرئيس الحكومة بكلفة 650 مليون شيكل، فسيكون كل ما تقولون – بلادة الاحساس، والغباء والفضيحة – غير مبالغ بالنسبة اليه. ان دولة لا تملك مالا لاحتياجات اجتماعية وتربوية وصحية حيوية، لا تبني قصرا لحاكم بكلفة ستبلغ بيقين حتى نهاية البناء، بعد عشرين سنة اكثر من مليار شيكل. فليس هو شاوشيسكو ولسنا في رومانيا.

ان من ما يزال يختار التوقيت الحالي ليقرر ذلك، في حين ان المواطنين في نظام عن حياتهم والاقتصاد في ازمة والفقر يزداد ليس بليد الاحساس فحسب بل هو شرير ومجنون خالص. لكن ما الذي تريدونه ان تطعنوا العيون بسلوكهم، هذا جزء من تخصص عدد من كبار قادتنا. تعودنا اذا.

3-  لدي ما اسلي به من صوت امس مؤيدا حزبا تبين هذا الصباح انه لم يجز نسبة الحسم. لا اقصد القوائم المتطفلة، التي تنشأ قبيل كل انتخابات، منقوشا في راياتها هدف غريب ما وكل قصدها الى اشباع النزوة وحب الذات. اقصد الاحزاب الصغيرة لكن المعروفة، مع جدول عمل واضح، يرأسها أناس معروفون.

يوجد بديهية فحواها ان التصويت المؤيد لحزب كهذا، اذا لم يجز نسبة الحسم، هو بمنزلة اضاعة صوت. تحاول الاحزاب الكبيرة بهذا الزعم اقناع الناخبين الا يصوتوا لاحزاب قريبة من نسبة الحسم. اخالف عن ذلك. ارى ان من يشايع مشايعة تامة اهداف ومواقف القائمة التي صوت لها – وهو الشيء الذي لا يكاد يحدث بالتصويت لحزب كبير هو بالضرورة سوبرماركت اراء – يجب ان يكون راضيا عن نفسه وعن تصويته حتى لو تبين له من الغد ان الحزب فشل في تجاوز نسبة الحسم.

ارى ان اضاعة الصوت حقا هي عندما تصوت تصويتا لا مناص منه لحزب كبير او متوسط، مع مشايعة لبعض ارائه او جزء منها فقط، واحيانا مع التحفظ من زعيمه، وبعد ذلك يفعل بالضبط ما لا توافقه عليه. اذا تكون في الحقيقة قد طرحت صوتك في القمامة.