خبر انتخابات 2009: القصص الحقيقية.. يديعوت

الساعة 10:42 ص|11 فبراير 2009

بقلم: سيبر بلوتسكر

لم تكن القصة الحقيقة الاولى في انتخابات 2009 اخر الامر هي افيغدور ليبرمان. كانت القصة الحقيقية هي حزب العمل. ان الانتخابات التي دفع العمل اليها، واحدثها بقدر كبير، جلبت عليه كارثة انتخابية.

في السنة التي يتجدد فيها كل اليسار المعتدل في جميع انحاء العالم ويقوى ويبسط جناحيه – يهبط حزب العمل الى رتبة حزب هامشي. والسبب هو القيادة المختلة لوزير الدفاع ايهود باراك والجماعة المحيطة به. كاد باراك ورفاق طريقه ينجحون في اخفاء الرسائل الاقتصادية والاجتماعية لحزبهم اخفاءا تاما. ونجحوا في التهرب من عرض خطة شاملة لمواجهة الازمة الاقتصادية التي تهدد اسرائيل وكانوا بذلك خاطئين بالنسبة لاهدافهم. بدل ان يقولوا لعشرات الاف الاسرائيليين الذين يخافون من ان يفقدوا في القريب اماكن عملهم: "لن ننضم الى اي حكومة لا تجعل المحاربة العملية للبطالة في رأس جدول اعمالها"، ادار حزب العمل حملة انتخابات مؤكدا الموضوع الامني فقط. بالنسبة الى الناخبين المحتملين لحزب العمل كانت "لحظة الحقيقة" هي لحظة الاقالات والتقليصات. في لحظة كهذه ارادوا برفرمان لا باراك.

يستطيع حزب العمل ان يعزي نفسه بشيء واحد هو انه في قمة الحضيض. من هنا اذا نشأ له قيادة جديدة فانه يستطيع ان ينعش نفسه.

القصة الحقيقة الثانية في انتخابات 2009 هي كاديما وزعامة تسيبي لفني. اعتقد كثيرون انه لا يوجد في اسرائيل مكان لحزب مركز متزن يعرض مصالح الطبقة الوسطى التي تشمئز من التطرف، والغلو والثورات وتبحث عن الاستقرار وعن الصراط المستقيم. وبرئاسة امرأة ايضا؟ ان الاحزاب الجديدة غير المركزة سياسيا من نوع كاديما تعلو في معركة انتخابات وتتحطم في التي تليها. ان انجاز كاديما مهم على نحو خاص مع الاخذ بعين الاعتبار ظروف حياته القصيرة والعاصفة.

اقيم كاديما قبل اربع سنوات فقط على يد زعيم قوي الحضور هو اريئيل شارون، ومنذ ذلك الحين تلقى ضربة بعد ضربة، بدأت بمرض شارون، الى النتائج البائسة لحرب لبنان الثانية، مرورا بالتحقيق مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت والتوصية بتقديم لائحة اتهام عليه، الى الانتخابات التمهيدية التي حسمت بفارق اصوات ضئيلة – الى اللحظة التي يئست فيها لفني من اقامة حكومة جديدة. كانت جملة هذه الاحداث قادرة على هدم حزب قديم طويل التراث. ان حقيقة ان كاديما اجتازت ذلك بل خرجت من معركة الانتخابات ويدها العليا (هذا صحيح حتى حين كتابة هذه السطور) تشهد بكونه عاملا حاسما ذا بقاء في السياسة الاسرائيلية.

وربما يمكن ان نصوغ الامر على نحو مختلف: ان طبقة العمال التي صوتت في الماضي للعمل اصبحت برجوازية، واثرت، وتمركزت وهي تجد الان في كاديما بيتها السياسي والفكري. وليست هي فقط فكاديما قوية على نحو خاص بين ابناء البلاد الذين يريدون دولة طبيعية.

القصة الحقيقة الثالثة في انتخابات 2009 هي افيغدور ليبرمان. ان حزب ليبرمان هو بقدر كبير جدا مخلوق استطلاعات الرأي. في المحصل العام جمعت اسرائيل بيتنا جميع اصوات المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق والقليل من الهوامش. لا يوجد لها قاعدة قوة حقيقية. ولا يوجد لها برنامج اقتصادي واجتماعي خاص، وبرنامجها السياسي – الامني حالم لا يمكن تحقيقه. لولا الاعلام الذي سكب محيطا من الكلمات على ظاهرة ليبرمان، لانهى حزب ليبرمان معركة الانتخابات الحالية مع اثني عشرة نائبا. الزيادة فوق هذا العدد تصور تصويت جماعات احتجاج مختلفة تبحث لنفسها من آن لاخر عن حزب اكبر للتمسك به، وقد صوت غير قليل من ناخبي ليبرمان له كي لا يصوتوا لليكود.

القصة الحقيقية الرابعة في انتخابات 2009 هي الليكود مع كل ذلك. لا يمكن ان نتجاهل انجاز هذا الحزب، الذي هزم هزيمة ساحقة في معركة الانتخابات في 2006، ولم يفعل شيئا منذ ذلك الحين سوى الجلوس في المعارضة بلا عمل – وبرغم ذلك نجح في تهديد اكثرية كاديما وهو قريب من رئاسة الحكومة. صحيح ان بيبي نتنياهو ادار حملة انتخابات مختلة جدا، وصحيح انه سيصعب عليه جدا ان ينشىء الحكومة القادمة. لا يستطيع نتنياهو ان يسمح لنفسه بان يكون رئيس حكومة اسيرا لاحزاب اليمين المتطرف ولن تمضي هذه الاحزاب معه. مع ذلك يستطيع بيبي ان يسجل لنفسه عودة سياسية مدهشة، يحدث قليل مثلها في السياسة.

القصة الحقيقية الخامسة في انتخابات 2009 هي حاجة الحكومة المقبلة الى مواجهة احدى اشد الازمات الاقتصادية التي تمر بالعالم. في اليوم الذي مضى فيه ناخبو اسرائيل الى صناديق الاقتراع، اقترح وزير مالية الولايات المتحدة خطة انقاذ اخرى للقطاع المالي بكلفة تزيد على 1000 مليار دولار – وردت البورصة بانخفاضات حادة لان هذا "قليل جدا ومتردد جدا". واول من امس حذر رئيس الولايات المتحدة براك اوباما من "عقد خاسر لاقتصاد امريكا والعالم" اذا لم يستقر الرأي من الفور على رزمة حوافز ضخمة.

هذا في امريكا. اما عندنا فيبدو ان حملة الانتخابات غطت بضعة اسابيع على الواقع الاقتصادي الصعب، لكن ستحتاج الحكومة المقبلة الى مواجهته من الفور. فهي ستقوم عليه او تسقط.