خلصت ندوة سياسية اليوم السبت 21/12/2019، إلى أن أمريكا هي الخطر الأكبر الذي يُهدد المنطقة العربية والإسلامية برمتها، وأكبر التهديدات للقضية الفلسطينية ومحور المقاومة.
وأكد متحدثون أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، تحارب بكل ما لديها محور المقاومة وكل من يعارض مخططاتها ومشاريعها في المنطقة، بكل الطرق والوسائل، بالهيمنة والسيطرة.
جاءت الندوة بعنوان "أمريكا الشيطان الأكبر" الدور الأمريكي في مواجهة محور المقاومة وسياسة "إسرائيل" التوسعية، وأقيمت في مقر مركز أطلس للدراسات، وحضرها لفيف من الساسة والمحللين والمهتمين.
التغيرات في المنطقة لمصلحة محور المقاومة
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أوضح أن أمريكا هي أخطر التهديدات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية، ومن أخطر التهديدات على القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن معظم الإدارات الأمريكية المتعاقبة قريبة للمعتقدات الصهيونية، وتسعى لتحقيق مصالحها فقط في المنطقة.
وبين المدلل، أن الثورة الإيرانية ومنذ أن انتصرت أعلنت أنها تساند القضية الفلسطينية، بينما حاولت أمريكا إضعاف الدور الإيراني في المنطقة، من خلال ضرب حلفائها في المنطقة، حيث تعتبر أمريكا نفسها هي من تحدد سياسات العالم، إلى أن إيران استطاعت أن تبني نفسها أمام ذلك.
ولفت إلى أن إيران استطاعت رغم الحصار الأمريكي والغربي لها أن تتجاوزه وتبني الجبهة الداخلية وتتفوق من الناحية العسكرية، خلافاً للدهاء السياسي بالتعامل مع قضايا أساسية كقضية تخصيب اليورانيوم.
وأكد القيادي في حركة الجهاد، أن إيران قدمت المساعدة للمقاومة الفلسطينية، ولولا دعمها للمقاومة لم تستطع الأخيرة أن تصنع توازن في الرعب أمام "إسرائيل" وتطور من أدواتها العسكرية.
وشدد على أن "إسرائيل" لم تستطع أن تنهي المقاومة وأن تعيد احتلال غزة، فيما حققت المقاومة نصراً وآخرها في معركة صيحة الفجر، لافتاً إلى أن سرايا القدس وكتائب القسام والمجاهدين استطاعوا أن يدقوا العمق الاستراتيجي لإسرائيل.
وانتقد المدلل، الأنظمة التي تحاول الهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال، بالحصول على تذكرة أمريكية لتحافظ على عروشها، منوهاً إلى رفض سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، كما أن "إسرائيل" باتت تعيش أزمات متتالية.
وأكد أن محور المقاومة مازال يسجل نقاط إيجابية على الأرض، وكل التغيرات في المنطقة تصب باتجاه مصلحة محور المقاومة.
حرب بالوكالة في المنطقة العربية
من ناحيته، أوضح نائل أبو عودة القيادي في كتائب المجاهدين، أن أمريكا حاولت اللعب بأوراق عدة في المنطقة كالدخول في الدول العربية والإسلامية وافتعال الأزمات.
وأشار إلى أن أمريكا مارست الإرهاب الحقيقي بتدمير مقدرات الأمة العربية والإسلامية واستهدفت محور المقاومة وكل من يواجه المخططات الأمريكية ومشاريعها وليس الشعوب بعينها.
وبين، أن أمريكا تفتعل الأزمات من خلال استغلال حالة الانشغال العربي والإسلامي فلم تعد فلسطين أولوية، كما تستغل حالة التيه السياسي لحرف البوصلة ليس باتجاه فلسطين، كما تهدف كل من يحاول بناء مقدرات شعبنا.
ونوه أبو عودة، إلى الحرب بالوكالة حيث فشلت أمريكا في محاربة محور المقاومة بشكل مباشر، فلجأت لعملائها في المنطقة للعبث بمقدرات شعبنا.
محور المقاومة يرفض السيطرة والهيمنة
أما المحلل والكاتب السياسي حسن عبدو، فرأى أن هناك استهداف لكل محور المقاومة في المنطقة، فيما تتعامل أمريكا بمنطق العبد والسيد، فخلقت أمريكا مصطلح الفوضى الخلاقة، لخلق فرص لضرب مشروع المقاومة الذي يرفض السيطرة والهيمنة.
وبين، أن محور المقاومة محور دفاعي لا يرغب بالهيمنة والسيطرة.
وبين، أن الثورة الإيرانية إسلامية تقبل الحداثة وترفض التحديث على الطريقة الأمريكية، ناصرت القوى المستضعفة وعلى رأسها فلسطين، من عميق الأيدولوجيا التي تقوم عليها إيران.
وفي نهاية الندوة، دار نقاش طويل بين الحضور والمتحدثين حول المخاطر الأمريكية في المنطقة وتأثيرها على مستقبل القضية الفلسطينية.