التهدئة مع الاحتلال مرفوضة

الغول: الاجتماع القيادي بات ضرورة ملحة قبل المرسوم الرئاسي

الساعة 06:49 م|19 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، على ضرورة اجتماع الإطار القيادي قبل إصدار المرسوم الرئاسي الخاص بالانتخابات، لبحث كل ما يتعلق بالانتخابات من متطلبات سياسية وتنظيمية، وعوامل نجاحها واحترام نتائجها وتوفير الضمانات لانتخابات شاملة تشمل المجلس الوطني.

وأوضح القيادي الغول في حديث لـ "فلسطين اليوم"، مساء اليوم الخميس، أننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ان انتخابات المجلس الوطني هي الأهم كونه يعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وهو المؤسسة المناط بها التقرير بالسياسة التي تشكل قاسما مشتركا فيما بين الفصائل الفلسطينية والتي من خلالها ندير الصراع مع العدو الصهيوني، إضافة إلى أنه المؤسسة التي توفير عوامل الشراكة. ومن هنا نرى أن الاجتماع القيادي يجب أن يسبق إصدار المرسوم الرئاسي للانتخابات.

وأضاف، أن الحديث الآن عن عدم إجراء الانتخابات إذا رفض الاحتلال إجرائها في مدينة القدس، يؤكد على أهمية الاجتماع القيادي، متسائلاً إذا ما تم إجراء الانتخابات في القدس، هل ستبقى حالة الانقسام قائمة على ما هي عليه؟ أم أن الاجتماع القيادي الذي يسبق المرسوم الرئاسي هو الذي يؤكد على العمل المشترك لكيفية العمل لتنفيذ اتفاقات المصالحة.

وحول ردود الفعل من قبل القيادة الفلسطينية حول الاجتماع القيادي، أكد الغول أن الاجتماع القيادي يجب أن يكون موقفاً جماعيا من جميع القوى، لنقود حوارا مع الرئيس محمود عباس وحركة فتح لعقده خاصة وأن الاحتمالات القائمة بعدم إجراء الانتخابات إذا ما رفض العدو إجرائها في مدينة القدس يؤكد حاجتنا للاجتماع لنعمل على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ارتباطا بالاتفاقات. لافتاً إلى أن من يظن أن الانتخابات ستنهي الانقسام عليه مراجعة نفسه، لافتاً إلى أن الانتخابات ربما تعمق الحالة وتؤدي إلى الانفصال.

وحول التمسك بإجراء الانتخابات في القدس، شدد القيادي في الجبهة الشعبية كايد الغول أن موضوع القدس هو سياسي في الجوهر، خاصة بعد أن اعترفت الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، إضافة لوجود مساعي لتوسيع دائرة الاعتراف بها كعاصمة للكيان، مشدداً على أن تسليم الفلسطينيين بحرمانهم من الانتخابات في القدس وأن يمارس سكانها الفلسطينيون حقهم في الترشيح والانتخابات أمر في غاية الخطورة إذا وافقنا على المنطق الإسرائيلي. مشدداً على ضرورة أن نخوض المعركة باعتبارها سياسية وهذا أمر يؤكد مرة أخرى على ضرورة الاجتماع القيادي الذي يسبق إصدار مرسوم الانتخابات بل هو بات ضرورة ملحة حتى نتفق على كيفية خوض المعركة إذا توافقنا على إجراء الانتخابات الشاملة ثم كيف ندير المعركة في ظل العملية الديمقراطية.

 

وحول التهدئة طويلة الأمد التي جرى الحديث عنها من قبل وسائل الإعلام العبرية، أكد القيادي الغول أنه من الخطأ التعامل مع التهدئة سياسياً لأننا في إطار صراع شامل مع الاحتلال الإسرائيلي، ويجب أن يستمر الصراع الشامل والمفتوح في كل بقعة من فلسطين، موضحاً أن أي تهدئة بالنسبة للجبهة الشعبية يمكن أن تكون قرار تكتيكي في إطار المقاومة التي نخوضها ضد الاحتلال، أما أن تكون بشروط اتضح أن الاحتلال الإسرائيلي يريد منها تحييد قطاع غزة عن إجراءاته في الضفة الغربية، وتكريس أمر واقع يؤدي للتعامل مع التجمعات الفلسطينية بطرق مختلفة، ثم تبقي أي تفاهمات ناجمة عن هذه التهدئة هي بمثابة قيد على الفلسطينيين.

وقال:" من يراجع التجربة السابقة، يدرك أن "إسرائيل" استخدمت التهدئة لإدانة أي مقاومة للفلسطينيين حيث اعتبرت ذلك خرق للتهدئة في مقاومة الاحتلال.

وأضاف أن "إسرائيل" استطاعت في كل لحظة أن تعيد سحب التسهيلات التي كانت تقدمها فيما يتعلق بالصيد والمعابر والاحتياجات لسكان قطاع غزة، وبالتالي تحولت التسهيلات لأداة ضغط على الفلسطينيين، لذلك وبناء على هذه القاعدة فمن الخطأ استمرار التعامل مع الكيان بتهدئة معه.

وتابع قائلاً :" في كل تجارب العالم التهدئة كانت تتم مع المحتل لتوفير الظروف التي تمكنه من الانسحاب وليس تهدئة من جانب واحد لأن التهدئة جرى ترجمتها لن يقابلها توقف "إسرائيل" عن استمرار نهب الأراضي والتوغل الاستيطاني أو ضم القدس (...) من إجراءات تعمق من خلالها وتعمل على حسم المعركة ميدانياً، وقطع الطريق على حقوقنا الوطنية.

وشدد على أنه لا تهدئة مقابل تسهيلات ارتباطا مع مصالح شعبنا، والأصل أننا نحن من يحدد وقتها ارتباطا مع مصالح شعبنا، وتكون قرارا تكتيكا.

ولفت إلى أن حركة حماس سبق وأن وافقت على تهدئة مقابل تسهيلات ،داعياً الحركة إلى مراجعة هذه السياسة انطلاقاً بما سبق أن ذكرته من أسباب، ولا مجال لاتفاق على تهدئة سواء قصيرة أو طويلة الأمد.

وحيال المستشفى الميداني الأمريكي شمال قطاع غزة وأنه ناتج عن تفاهمات الفصائل مع الاحتلال الإسرائيلي، قال الغول :" إن الجبهة الشعبية أعلنت موقفا واضحا، أن التفاهمات التي جرى الحديث عنها، هي مسمومة الغرض منها تحقيق أهداف سياسية، والجبهة سجلت رفضها للمستشفى الأمريكي في هذا السياق، ورأت أنه يشكل نقطة لتواجد أمني ثم بالمعنى السياسي هذا المستشفى الذي تواجد في مناطق صراع في سوريا والعراق وكان أداة للإرهابيين في تلك البلدان، انطلق لبلادنا وهو يحمل هذه الصفة، ثم جاء خارج نطاق المنظومة الصحية الفلسطينية، حيث لا وجود رقابة فلسطينية صحية عليه ، ولا ضمانات لتعامل المستشفى برؤية المشافي الطبية، والآليات التي سيعمل بها غير معروفة، لذلك نؤكد أن الإدارة الامريكية لو كانت جادة في توفير خدمات صحية للفلسطينيين لكانت طرقت الأبواب الرسمية من خلال السلطة ووزارة الصحة وقدمت الاحتياجات المطلوبة لتطوير القطاع الصحي الفلسطيني من حيث بناء مستشفى أو توفير معدات متطورة وأدوية يمكن أن تساعد في علاج المرضى الفلسطينيين. مشدداً على أن مضمون المستشفى الميداني الأمريكي يعكس تخوفات حقيقية.

وحول تقييم مسيرات العودة واستمراريتها، أوضح الغول أن القوى الفلسطينية تقيم هذه التجربة وهناك أفكار تم تقديمها بشأن تقييم المسيرات.

وقال الغول :" عادة يجب أن لا نخشى من تقييم عميق لأي فعالية أو أي شكل من أشكال النضال الفلسطيني بحيث تشكل محطات تقييم فرصة لتطوير الفعل وإعطائه مزيدا من الزخم لتحقيق الأهداف التي انطلق من أجلها.

كلمات دلالية