خبر نسبة التصويت لدى فلسطينيي 48 الأدنى في تاريخ « الكنيست »

الساعة 06:50 ص|11 فبراير 2009

فلسطين اليوم - القدس المحتلة

شهدت الانتخابات للكنيست "الإسرائيلي"، أمس، ارتفاعا في حجم الإقبال على التصويت في الشارع اليهودي مقابل انخفاض لدى فلسطينيي الداخل جراء عدة أسباب منها حالة الطقس العاصف.

 

ويبدو أن أكثر من نصف أصحاب حق الاقتراع العرب لم تمارس حقها بالتصويت وفق استطلاعات وعمليات احتساب ميدانية. ويأتي ذلك استمرارا لظاهرة تدني نسبة التصويت لدى فلسطينيي ال 48 ببلوغها (18%) حيث بلغت 62% عام 2003 لتنحدر إلى 56% في انتخابات 2006 بعدما كانت 77% عام 1992.

 

وجراء ذلك اضطرت الأحزاب العربية لمخاطبة الجمهور في المدن والقرى العربية وحثهم على التصويت عبر مكبرات الصوت في المساجد والمراكب علاوة على المناشدات الوحدوية بالإذاعات المحلية.

 

وكان بعض المسؤولين العرب قد خاطبوا فلسطينيي 48 منذ أيام عبر الفضائيات العربية كالجزيرة، سوريا، المنار و”الجديد” وغيرها. وقال الباحث في العلوم السياسية في جامعة حيفا مهند مصطفى ل”الخليج” إن إحجام العرب عن المشاركة بالانتخابات ناتج عن عوامل ذاتية وموضوعية، مباشرة ومتراكمة.

 

وأكد أن الحرب على غزة زادت من نسبة الممتنعين العرب بعد شيوع أجواء من السخط والغضب على المؤسسة “الإسرائيلية” الحاكمة إلى جانب تصاعد قوة الدعوات لمقاطعة الانتخابات بشكل مثابر أكثر من الماضي خاصة من قبل الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح وحركة أبناء البلد التي تعتبر امتدادا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

 

كما أوضح الباحث الذي يرصد قضية السلوك الانتخابي العربي منذ سنوات أن عدم تشكيل الأحزاب العربية قائمة مشتركة عمق حالة العزوف عن التصويت للبرلمان، وتابع “لا شك أن الامتناع عن التصويت يجسد احتجاجاً سياسيا نابعا من تراكم التمييز العنصري ضد العرب علاوة على هبوط الثقة بجدوى العمل البرلماني بالنسبة لواقع حياتهم وقضاياهم المطلبية والسياسية”.

 

ولفت مهند إلى أن ما جرى بالأمس هو في حلقة مستمرة بدأت منذ عام 1996 حيث تنحصر نسبة التصويت لدى العرب من انتخابات إلى أخرى، منوهاً إلى أن نسبة 56% لدى العرب عام 2006 هي الأدنى منذ 1949. وحول دلالات هذا التحول في السلوك الانتخابي العربي أشار مصطفى إلى أن الاحتجاج السياسي لدى العرب أخذ منحى جديداً ودرامياً منوها إلى أن أغلبية المقاطعين للانتخابات أحجموا عن ممارسة حقهم بالاقتراع جراء دوافع سياسية لا أيديولوجية. ويرى أن إحجام أغلبية فلسطينيي 48 عن المشاركة بالتصويت تستبطن رسالة مزدوجة الأولى للمؤسسة “الإسرائيلية” مرتبطة بالاحتجاج على تكريس التمييز والتحريض المنفلت عليهم خاصة منذ عام 2000. كما تحمل النتائج رسالة للقيادات العربية ذاتها التي لم تتساوق مع رغبة الجماهير بالوحدة إضافة لعدم رضا عن مستوى الأداء السياسي.

 

ورداً على سؤال حول انعكاسات ذلك على علاقات العرب من جهة مع اليهود والدولة من جهة أخرى قال مصطفى إن العزوف عن التصويت سيزيد من حالة الاستقطاب داخل المجتمع العربي بين من يؤيد العمل البرلماني وبين من يؤمن بالعمل الميداني. وتابع “من شأن هذا أن يهدد العمل الجماعي لدى العرب ويعمق نزعات الانعزالية والانفصالية لديهم ما يزيد التوتر بين الشعبين في البلاد”.