خبر المنكوبون في غزة يرابطون في منازلهم المدمرة انتظاراً لحصر الأضرار

الساعة 06:17 ص|11 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

لا يتردد مواطنو المناطق والأحياء المنكوبة في استيقاف واللحاق بأي شخص قادم من خارج المنطقة ظناً منهم أنه أحد الذين يحصرون الأضرار.

ويركز هؤلاء المواطنون المتضررون على الأشخاص الذين يحملون الحقائب أو الدفاتر للاستفسار عن معونة أو مساعدة أو معلومة تريحهم.

ولم تتوقف نظرات المواطن محمود عبد ربه الذي يتخذ من أنقاض منزله المدمر مكاناً شبه دائم في النهار عن مراقبة الأشخاص الذين يأتون إلى الحي لتفقد الدمار.

ولم يتوان عبد ربه عن اللحاق بأحد الشبان كان يحمل حقيبة ليسأله عن موعد تلقيه التعويض ليعرف بعد ذلك أن هذا الشخص طالب جامعي جاء من منطقة النصر للاطلاع على الأضرار التي لحقت بالمنطقة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

واضطر عبد ربه إلى الاعتذار للشخص بعد أن شرح له سوء الأوضاع التي يمر بها منذ أن دمرت منزله قوات الاحتلال في بداية الحرب البرية على القطاع.

وخطى العديد من أصحاب البيوت المدمرة على خطى عبد ربه ولحقوا بالشخص نفسه للتعرف على عمله.

ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع أصبحت المناطق المتضررة وخصوصا حي عزبة عبد ربه شرق مدينة جباليا مكاناً يرتاده الآلاف من سكان القطاع يوميا للتعرف على آثار الدمار الإسرائيلي، حيث تعتبر المنطقة من أكثر المناطق في القطاع تعرضا للدمار والخراب.

ويبرر عبد ربه الذي فقد أحد أبنائه في الحرب لحاقه بالشخص بكثرة أعداد الأشخاص الذين يأتون لحصر الأضرار، مؤكداً أنه يسمع من الجميع وعوداً طيبة ولكن حتى الآن لم يتم تعويضه.

وفي مشهد آخر تسابق أصحاب المنازل المدمرة لاصطحاب بعض المهندسين الذين جاؤوا بسيارات تابعة لمنظمة دولية للاطلاع على المنطقة لتفقد بيوتهم المدمرة.

واضطر هؤلاء إلى المكوث فترة طويلة وتفقد كل بيوت هؤلاء المواطنين الذين يعيشون ظروفا صعبة.

ويقول أحد المهندسين إنهم جاؤوا فقط لتفقد المنطقة وليس بدافع الحصر أو تقديم مساعدات أو تعويض ولكن ظروف المواطنين أجبرتهم على السماع وتلبية مطالبهم.

وفضل أحد الشبان المارين من المنطقة أن يبلغ أصحاب المنازل الذين يصطفون على الطريق لشرح أوضاعهم لكل شخص بأنه لا يحصي أضرارا ولا يتبع إي جمعيات خيرية وإنما جاء لتفقد الدمار.

وأحياناً تواجه الجمعيات الخيرية صعوبة في توزيع المساعدات في المناطق المدمرة بسبب ارتفاع أعداد المتضررين.

وفي مشهد آخر استغل عدد من المتضررين حفل افتتاح مخيم العزة لإيواء المهجرين في منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا ووجود عدد كبير من المسؤولين لشرح أوضاعهم.

واستمع المسؤولون الذين مثلوا مؤسسات أهلية ووزارات إلى شكاوى المواطنين ووعدوهم بحل مشاكلهم.

ورغم أن المخيم الذي أسس لإيواء نحو 90 أسرة هدمت منازلها إلا أن العشرات من المواطنين الذين تعرضوا لأضرار سواء في بيوتهم أو مصالحهم تدفقوا على المخيم لشرح أوضاعهم للمسؤولين.

واضطر هؤلاء المسؤولون وممثلو الجمعيات والمؤسسات إلى المكوث لفترة طويلة وحتى ساعة متأخرة من الليل للاستماع إلى شكاوى المواطنين.

وحتى الصحافيون الأجانب الذين جاؤوا لتغطية الحدث لم يسلموا من أسئلة وإلحاح المتضررين، وشكلت هذه الحالة مادة صحافية دسمة لأحد الصحافيين اليابانيين الذين تواجدوا في المكان.

وطلب هذا الصحافي من مترجمه الشخصي ترجمة كلام المواطنين الذين تجمعوا حوله.

وتراوحت معاناة وشكاوى المواطنين بين عدم شمولهم ضمن المخيم أو عدم تلقيهم المعونة التي أعلن عنها والتي خصصت لأصحاب البيوت المدمرة أو عدم قيام بعض لجان الأضرار بحصر أضرارهم.

وأياً كان الدافع فإن الأضرار التي لحقت بهؤلاء المواطنين كبيرة وتفوق قدرتهم على التحمل، سيما في ظل الضبابية التي تكتنف عملية إعادة الإعمار والتعويض.