خبر غزة: زوجة الأسير « أبو حصيرة » .. ربع قرن من معاناة الانتظار!

الساعة 02:21 م|10 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

جاءت منذ ساعات الصباح وأخذت مكاناً بين أمهات وزوجات الأسرى، وبعد أن تلفتت يمنة ويسرة أخرجت صورة صغيرة لزوجها ورفعتها أمام عدسات وكاميرات المصورين الذين غصت بهم قاعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

على هذا المنوال تعيش زوجة الأسير أحمد عبد الرحمن أبو حصيرة بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال زوجها قبل أربعة وعشرين عاماً.

وبعد أن أطلقت تنهيدة عميقة اختصرت بها كل آلام وأوجاع الـ24 عاماً من أصل محكومتيه البالغة 35 عاماً تابعت: عشنا معاً سنتين فقط قبل أن تعتقله قوات الاحتلال وتزجه في السجن بتهمة مقاومة الاحتلال وإصابة إسرائيليين.

أغمضت عينيها لحظات وبدأت في وصف تلك الليلة قبل أربعة وعشرين عاماً، حين داهمت قوات الاحتلال المنزل لاعتقال زوجها.

قالت: كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل عندما سمعنا طرقات قوية على الباب وحين فتحنا الباب اندفع عشرات الجنود الذين كانوا يحيطون بالمنزل وبدأوا تفتيشا دقيقا لكل شيء.

وزادت: بعد أن عاثوا طويلاً في المنزل اقتادوا زوجي معهم في رحلة عذاب شملت سجون ومعتقلات الاحتلال كافة.

لم تعشْ زوجة أبو حصيرة معه سوى سنتين لم يرزقا خلالها بالأبناء إلا أنها أصرت على انتظاره أملاً في عودة سريعة.

قالت بحزن: ماذا نفعل؟ لقد طال غيابه، لكننا لم نفقد الأمل في رؤيته لنبدأ حياتنا من جديد.

هذه الأيام تنتاب أبو حصيرة مشاعر أمل وترقب مع ازدياد الحديث عن قرب إجراء صفقة تبادل يفرج بموجبها عن عشرات الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة في السجن.

وقالت أبو حصيرة وهي تراقب أهالي الأسرى الذين بدأوا بإطلاق الهتافات والدعوات لإطلاق سراح الأسرى: مازلنا صابرين ومتفائلين بخروجه من السجن.

وزادت: خلال الأيام الأخيرة أصبحت مهمتنا متابعة نشرات الأخبار لمعرفة ما يدور من أحاديث حول صفقة التبادل.

أمينة أبو حصيرة لا تخص زوجها فقط بل تشمل كما قالت جميع الأسرى في سجون الاحتلال.

بجوار أبو حصيرة جلست والدة الأسير وائل موسى الشريمي (30 عاماً) المحكوم بالسجن لمدة ثماني سنوات أمضى منها ستا.

ربما نفس الألم ونفس المعاناة لكنها تريد أن يخرج الأسرى ذوو المحكوميات العالية قبل أن يخرج ابنها.

وقالت: لا أريد أن يخرج ابني من السجن الآن رغم لهفتي الشديدة له ورغبتي القاتلة في أن أراه خارج السجن مقابل أن يخرج أسرى المؤبدات.

وزادت: هذه ليست رغبتي وحدي، لقد عبر وائل عن نفس الرغبة، ودائماً كان يرجو أن يفك الله أسر زملائه أصحاب المحكوميات العالية قبله.

كثير من الأمنيات جالت، أمس، في عقول أهالي الأسرى، وشيئ واحد جمعهم، أن يخرج الأحبة وتنتهي المعاناة.