خبر قيادي في حركة أبناء البلد :التمثيل العربي في البرلمان لم يحقق لفلسطينيي الـ 48 شيئا

الساعة 12:36 م|10 فبراير 2009

فلسطين اليوم-القدس

تتوقع مصادر فلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، تصاعد نسبة المقاطعة لانتخابات البرلمان الإسرائيلي التي تجري اليوم الثلاثاء (10/2)، في صفوف فلسطينيي الـ 48، لا سيما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويقود حملة المقاطعة الحركة الإسلامية، بزعامة الشيخ رائد صلح، التي تصنف على أنها القوة الأولى في صفوف فلسطيني الـ 48، وكذلك حركة أبناء البلد، إضافة إلى شخصيات وطنية وأكاديمية فلسطينية مستقلة.

ويقول سكرتير حركة أبناء البلد، رجا اغبارية "إن المشاركة في انتخابات الكنيست، يعني إعطاء الشرعية للبرلمان الصهيوني، الذي يمثل الكيان الصهيوني، ويجلس بداخل هذا البرلمان، قادة الحركة الصهيونية، المسوؤلين عن تشريد الشعب الفلسطيني، وعن المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجزرة غزة ، لذلك علينا أن لا نمنح الشرعية لهذا البرلمان، وأي مشاركة في التصويت، يعني إعطاء الشرعية لهذا البرلمان، حتى لو انك لم توافق على رأي الأغلبية".

التمثيل العربي في الكنيست لم يحقق شيئا

وأضاف اغبارية في تصريحات خاصة لـ"قدس برس"، أن التمثيل العربي في البرلمان لم يحقق شيئا، ولم يجدي نفعا لا على صعيد القضايا اليومية المطلبية، ولا على صعيد القضايا القومية من مساواة بين اليهود والعرب، وعدم مصادرة الأراضي، وميزانيات التطوير المخصصة للوسط العربي في الداخل، وغيرها من القضايا التي تهم الوسط العربي في الداخل، كما أن المبنى العنصري، للبرلمان الصهيوني، والأغلبية الكاسحة الصهيونية داخل البرلمان، تحول دون تمكين أعضاء الكنيست العرب، من تقديم أي خدمة لفلسطيني الداخل، ولذلك بعد 60 عاما من التجربة علينا جميعا في الداخل الفلسطيني، أن نفتش عن مخرج آخر، ونحن في أبناء البلد، نقترح أن لا نصوت، وأن نبدأ بخطوات باتجاه برلمان عربي يبدأ بانتخاب لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل، يتم انتخابها بشكل مباشر من قبل الجماهير، بصفتها قيادة سياسية، تغير معالة المواطنة، والعلاقة بين الأقلية القومية الفلسطينية في الداخل، والأغلبية الصهيونية، أسوة بما ينص عليه مجلس الأمن، وما يسري على الأقليات القومية في العالم، والتي يحق لها أن تقيم برلمانا لها وأن تنتزع حقوقها المطلبية والقومية المستقلة ذاتيا، كمجموعة قومية، من الأغلبية الحاكمة، وهذا ما نقترحه.

وأشار اغبارية، إلى أن هناك تأييدا كبيرا في الشارع الفلسطيني في الداخل لهذا المطلب، وأن الاستطلاعات أظهرت أن 80 في المائة من فلسطينيي الداخل يؤيدون هذا المطلب، حتى من قبل الأحزاب العربية التي تشارك في انتخابات الكنيست.

وأوضح الناشط الفلسطيني، أن القوى المعارضة للمشاركة في انتخابات البرلمان، لا تحارب الأحزاب العربية المشاركة في الانتخابات، بل هناك اتفاق معها على عدم التصويت للأحزاب اليهودية وضرورة كنسها من المجتمع العربي في الداخل.

انخفاض نسبة المصوتين العرب

وأكد اغبارية، أنه رغم الضغط والتخجيل الذي تمارسه الأحزاب العربية، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر من 50 في المائة من فلسطيني الـ 48 سيقاطعون انتخابات البرلمان الإسرائيلي، ونحن نتوقع أن ترتفع هذه النسبة بسبب العدوان الإجرامي الذي شنه أولمرت وبراك وليفني وكل الأحزاب الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وانتقد اغبارية، هجوم الأحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست على القوى الداعمة لمقاطعتها واتهامها بأنها تخدم ليبرمان واليمين الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا التي يتوقع أن تتصاعد قوته في هذه الانتخابات، هو الظاهرة الصوتية التي تمثل جميع الأحزاب الصهيونية، وأن من ينفذ شعارات وبرامج ليبرمان من قتل وتشريد للشعب الفلسطيني، هو حزب العمل في المقام الأول، يليه حزب الليكود ثم كاديما، وحزب ميرتس اليساري، فجميع هذه الأحزاب هي التي تنفذ الجرائم بحق شعبنا، وهم الذين يقتلون شعبنا، ويشردونه، لكن الذي يتحدث باسمهم هو ليبرمان، ونحن لا نرى فرقا كبيرا أو حتى ملموسا بين الأحزاب الصهيونية فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني.

وحول موقف الأحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست، قال اغبارية: إن هذه الأحزاب تبرر مشاركتها في انتخابات الكنيست، قائلة أنه مسموح لنا كعرب أن نقارع الأحزاب الصهيونية في هذا الموقع، وهم يدعون أنهم حققوا إنجازات، وحين نسألهم عن هذه الانجازات، لا نجد منهم أجوبة مقنعة، لكن هذه الأحزاب تعتاش على الأموال والميزانيات التي تلقاها لقاء وجودها في البرلمان، وهم يأخذون ميزانيات على كل عضو فيه، وخلال المعركة الانتخابية الحالية يحصلون عن كل عضو برلمان على أكثر من مليون شيكل، يشغلون من خلال هذه الأموال مقراتهم ومؤسساتهم وصحفهم.

وأضاف المتحدث أنه بعد 60 عاما، ثبت أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية لم تجدي نفعا فلسطينيي الـ 48، وأن المستفيد هو الإسرائيليين، لأن مشاركة عرب الداخل في الانتخابات، تجمل "الديمقراطية اليهودية" المبنية على أساس عنصري أصلا، ومن خلال هذه المشاركة تزعم إسرائيل، أن هناك هامش ديمقراطي، من خلال ادعائها أن عرب الداخل يشاركون في الانتخابات، لكنهم في الحقيقة ليس لهم أي تأثير ملموس على القرار السياسي في إسرائيل، ولا يؤثرون في عملية السلام، ولا يوجد لهم أي تأثير على أي شيء.

تصاعد قوة اليمين وليبرمان

وأكد اغبارية أن جميع الأحزاب الصهيونية هي أحزاب عنصرية، فإسرائيل تعرف كدولة يهودية، وهذا هو أول أساس عنصري، مضيفا أن تصاعد قوة ليبرمان، جاءت على حساب المفدال والليكود، وليس على حساب الأحزاب العربية، فهو يزداد قوة داخل الشارع اليهودي، وهو يستخدم الشعارات العنصرية، من أجل أن يقوي نفسه داخل الشارع اليهودي.

وأشار إلى أنه ليس هناك فارق بين الأحزاب الصهيونية المختلفة، لأنها جميعها تنطلق من جوهر الدولة العبرية العنصري، كدولة يهودية، كما تعرف، وكل عضو كنيست عربي يجب أن يعترف بإسرائيل كدولة لليهود، وللشعب اليهودي، وهو يقسم يمين الولاء في الجلسة الأولى، وبالتالي أعضاء الكنيست العرب يتجاوبون مع مطالب ليبرمان، فشعار ليبرمان يقول مواطنة كاملة مقابل اعتراف كامل بإسرائيل، وجميع أعضاء الكنيست العرب، يعلنون ولاءهم لدولة إسرائيل، في الجلسة الأولى، ولا تقبل لوائحهم إذا لم يعترفوا أن هذه دولة اليهود، وبالتالي هذه دولة عنصرية، والفروقات بين الأحزاب الصهيونية لا تعني شيئا، لا سيما في الموضوع الفلسطيني.

الاتجاه العام يميني

وأشار اغبارية إلى أن الاتجاه العام في إسرائيل يسير نحو التطرف واليمين، ولا فرق بين اليمين واليسار في الموقف من المسألة الفلسطينية، فحزب العمل وزعيمه ايهود باراك، هم أكثر من ارتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، مع أن الحزب يعتبر نفسه حزب يساري، ويدعم السلام، فنحن نساهم في تغليط أنفسنا، فاليمين واليسار هو شأن داخلي إسرائيلي، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين والعرب، نجد الأحزاب الصهيونية من يسار ويمين، تقف في صف واحد، فحركة ميرتس، وهي في أقصى اليسار، وأكثر يسارية من حزب العمل، تعارض حق العودة، وأيدت الحرب على غزة، وبالتالي هم يعتبرون الشعب الفلسطيني عدوهم سواء اليمين منهم أو اليسار.

مخاوف عربية             

وحول وجود مخاوف من جانب الفلسطينيين والعرب،رمن فوز اليمين الإسرائيلي، أعرب اغبارية، عن استغرابه من الفلسطينيين والعرب، الذين يراهنون على رحمة حكام إسرائيل، "بدلا من أن يراهنوا على القوة الموجودة عندنا، والسلطة الفلسطينية وأمثالها ومن لف لفها، ومعسكرها بما في ذلك الأحزاب العربية في الداخل التي تشارك في انتخابات الكنيست، يراهنون على رحمة حكام إسرائيل، بأن يقيموا لنا دولة فلسطينية، لكن القطاع الممانع والمقاوم في الشعب الفلسطيني، ومعه الشعب الفلسطيني والعربي، لا يراهن على صعود اليمين أو اليسار، فقد جربنا نتنياهو، وجربنا ليبرمان عندما كان وزيرا، وسيكون وزيرا، فإذا كنا أقوياء، فسنفرض شروطنا، وشروط المعركة على الأرض، وإذا كنا ضعفاء ونستجدي حكام إسرائيل، فيجب أن نعلم أن حكام إسرائيل، لن يعطونا شيئا"، على حد تعبيره.