خبر دعوا المنتصر يسيطر-هآرتس

الساعة 10:25 ص|10 فبراير 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: يجب تغيير طريقة الانتخابات في اسرائيل لانها تتسبب بعدم استقرار الحكم بكثرة الاحزاب وشرذمة الساحة السياسية - المصدر).

رغم ان غولدا مئير لم ترتدي البنطال ابدا، الا ان معجبيها اعتادوا القول عنها انها "الرجل الوحيد في الحكومة" تسيبي لفني تحديدا تكثر من ارتداء البناطيل. ولكن السياسيين المسترجلين في ساحتنا اصدروا عليها حكما بكونها "غير جديرة". رغم المعركة الشخصية التي تخاض ضدها الا انها كانت بالامس متفائلة. ليس واضحا ان كان هذا التفاؤل نابعا من شعور نسوي، ام انه نتيجة لاستطلاع داخلي يمنحها تفوقا – ولكنها تشعر انها ستتغلب على الليكود.

ولكن المشكلة ليست مشاعر لفني وانما طريقة الانتخابات غير السليمة المتبعة في اسرائيل. في الماضي كان هناك حزب مركزي اسمه المباي منح حكما مركزيا شبه اوحد لبن غوريون خلال السنوات التي كان فيها يعكف على تصميم صورة الدولة. بعد ذلك كان هناك حزبان المباي وحيروت. سادت سنوات طويلة كان فيها تقاسم بين اليسار واليمين. في عام 1977 انتقلت الشعلة لليكود، ومنذ 1981 حتى 92 انتصب المعسكران في مواجهة بعضهما البعض.

مع مرور الزمن تحولت الساحة السياسة الى قدر تحدث فيه عمليات التفكك والانفصال والانشقاقات. قي انتخابات الكنيست السادس عشر خاضت الانتخابات 28 قائمة انتخابية اما الكنيست السابعة عشر الذي ينهي مهامه فقد تنافست عليه اكثر من 31 قائمة. اليكم مجموعة منتقاة منها: تفنيت، حيتس، غيل، ليف، ليحم، ليدار، بريت عولام، عوز لعانييم، مستقبل واحد، العدالة للجميع، الخدر، علييروك، حزب مكافحة البنوك، فاتس، الجبهة اليهودية الوطنية وغيرها الكثير. ربع مليون صوت تبددت وتبلغ 9 مقاعد برلمانية.

في الولايات المتحدة انتشرت مقولة مفادها ان بامكان كل صبي ان يكون رئيسا. ولكن من اللحظة التي يصبح فيها هناك يحكم باربع سنوات على الاقل مع توازنات واليات رقابة من الكونغرس. ان ادى دوره بشكل سيء فلن ينتخب مرة اخرى في اسوء الاحوال. رئيس وزراء في بريطانيا والمانيا لن يتبقى بالتاكيد فوق سدة الحكم بفضل "الميتسوبيشي" كما حدث عندنا. هذه الدول تحافظ على استقراره السلطوي لان زعيم الدولة ينتخب من خلال مجموعة صغيرة من الاحزاب. في ايطاليا كثيرة الاحزاب التي تقوم الحكومات وتسقط على امور تافهة، وفي اسرائيل سقطت حكومة لان رابين سمح لطائرات حربية جديدة بالهبوط في اسرائيل بعد دخول يوم السبت.

من يحصي عدد المتنافسين على مقاعد الكنيست الثامن عشر يمكنه القول على وزن المقولة القديمة، بان "الديمقراطية تعربد": التشرذم السياسي يحول دون قيام تكتلات كبيرة. ما الفرق بين العمل وبين ميرتس؟ وبين شيلي يحموفيتش وزهافا جالئون؟ الاحزاب تهاجم بعضهما البعض، حيث لا يكون واضحا لماذا لا تكون في جسم واحد. الامر الوحيد الذي يفصل بين شاس ويهودت هتوراه مثلا هو ان هؤلاء شرقيون واولئك اشكنازيون، وفي اخر المطاف يكون الحكم الحاخام الي شيف. لماذا لا يكونون في قائمة واحدة؟ او لنأخذ مثلا مواطني اسرائيل العرب الذين كان بامكانهم ان يدخلوا للكنيست 16 الى 20 نائبا لولا الانقسامات في صفوفهم. ليس هناك اي سبب يحول دون ارتكاز الوسط السياسي على خمسة احزاب: احزاب دينية، احزاب عربية، يمين ويسار. من الواضح ان الطريقة معطوبة مهما كانت النتائج اليوم.

من المهم ايجاد طريقة تتيح لرئيس الوزراء التمتع باغلبية راسخة يعمل معها بدلا من ان يكرس وقته للحفاظ على بقائه. في هذه الطريقة تشكل حزب كاديما، بسبب ثلاثة عشر متمردا في الليكود. صعود افيغدور ليبرمان هو نتيجة لخدعة تمركز بيبي. ان كان ليبرمان يحتل المرتبة الثالثة في الاستطلاعات فقد ينهي في المرتبة الاولى ايضا في اخر المطاف. نتيجة حتمية وتجسيدا لنظرية ارتور فنكل شتايم في قضية "النبضتين" للناخب الاسرائيلي، القلق والخوف. ما يقوله عن العرب وولائهم للدولة – لم يتجرأ على قوله لايورغ هايدر ولا اي سياسي اخر في الغرب حول المواطنين اليهود هناك. على اية حال ان كان صحيحا ان الشرطة تشرع في تحقيق ضد ليبرمان بتهمة تبيض الاموال، فليس من المؤكد انه سيتمكن من تبوء منصب الوزير، ولذلك قد تجدون عوزي لاندو المتطرف فجأة على راس الهرم.

ان نشأت في انتخابات اليوم فجوة تبلغ حد الشعرة بين بيبي ولفني، فمن الممكن تجربة طريقة التناوب مرة اخرى، التي ادت دورها بنجاح بين شامير وبيرس في السابق (مع ازالة التضخم بمئات النسب المئوية ووضع نهاية لحرب لبنان). الا ان التناوب هو حل لمرة واحدة ومحاولة الانتقال لطريقة الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء فشلت هي الاخرى. احدى المهمات الاولى للكنيست الجديد هي اقامة لجنة لتغيير ركائز واسس طريقة الانتخابات وزيادة نسبة الحسم اولا.

مع كل مشاكلنا الوجودية، ليس بامكاننا ان نسمح لانفسنا بقواعد حكم على طريقة جمهوريات الموز.