خبر على طريق الحكم السياسي-هآرتس

الساعة 10:20 ص|10 فبراير 2009

بقلم: امير اورن

 (المضمون: الامور تسير نحو حكم ثلاثي لدولة اسرائيل بسبب التقارب بين الاحزاب الرئيسية الثلاثة مع استبعاد ليبرمان وشل قدراته - المصدر).

بعد انتخابات 2006 بثلاثة ايام اجتمع عامير بيرتس ومستشاروه في منزل بني غاؤون في هرتسليا بيتوح. امام بيرتس كان هناك اغراء لذيذ ومنتوج سري من عملية المساومة بواسطة المقربين مع بنيامين نتنياهو (19 عضو كنيست لبيرتس مقابل 29 لكاديما و 12 لليكود في ذلك الحين): حكومة برئاسة بيرتس مع وزارة الدفاع لنتنياهو. عوزي برعام حذر بيرتس من عدم وضع الطعم في فمه، فقام بيرتس برفض اقتراح نتنياهو (لصالح بديل اشكالي اخر يتمثل بتولي حقيبة الدفاع في حكومة اولمرت بكل ما ينطوي عليه ذلك من اخطاء ووصمات).

من الجدير تذكر هذه السابقة، التي تشير بان الكبر ليس هو الحاسم في نظر نتنياهو، ان حصل الليكود هذه الليلة على عضو كنيست واحد اكثر من كاديما ونتنياهو سيسارع للادعاء بانه قد انتصر على تسيبي لفني وانه هو الذي يمتلك حق الاولوية بتكليف رئيس الوزراء له بتشكيل الحكومة.

الانتخابات في اسرائيل تجري على مرحلتين. مهمة الناخبين تنتهي مع اغلاق صناديق الاقتراع، عندما فتحت عملية الجدال والمساومة بين المنتخبين. الناخبون يرون امام اعينهم اوراق – الملك بيبي، الملكة تسيبورا، الامير باراك، الجوكر ليبرمان، ولكن هذه في الواقع لعبة قمار معكوسة – الاوراق هي التي تتلاعب باللاعبين وليس العكس.

الحيرة بين احزاب في الشريط الواسع من الوسط نبع بالاساس من عدم الارتياح من تشكيل القوائم التي تقف من وراءها: الناخب مستعد للتفكير بزواج مع ابنة الملياردير ولكنه لا يتحمس لفكرة اقامة الحماة مع الزوجين. الادراك بان الرأس سيدخل الذنب الى الكنيست حول الانتخابات التمهيدية في الاحزاب الى شيء اكثر ابداعا واثارة للاهتمام من الانتخابات العامة. في اللعبة الختامية لعب رؤساء الاحزاب البوكر وكان يكفيهم التوصل الى التعادل. المنافسة بين لفني ونتنياهو وباراك نحن امام لعبة قد تم بيعها مسبقا. لثلاثتهم مصلحة عليا بالحفاظ على بقائهم كشركاء في الحكم. من لا يرغب بواحد – واحدة منهم كرئيس للوزراء، سيحصل عليه – عليها كشبه رئيس للوزراء، ومن لا يرغب كشبه رئيس للوزراء سيحصل عليه كوزير للدفاع. القائمة تحددت: السؤال الوحيد هو من الذي سيقدم كوجبة اولى ومن الذي سيقدم كوجبة اساسية او كتحلية. من الذي يطلب المرقة ومن الذي يأكلها كتحلية.

من هذه النتيجة يتوجب ان يخشى افيغدور ليبرمان ايضا، وهذا من قبل ان يتحقق التهديد الذي يحلق فوق رأسه بالانتقال من حزب اسرائيل بيتنا الى سجن "مع سياه سجننا". حتى ان تحول رتل ليبرمان الشوفيني الى فصيل، ان اتفق الثلاثة فيما بينهم على تقاسم الغنائم فقدرته على المساومة ستصبح معدومة.

ورغم ذلك من المهم ان نعرف من الذي سيكون الاول بين المتكافئين من بين اعضاء اللجنة الريادية الثلاثة في الدولة. وجه رئيس الوزراء هو وجه اسرائيل ومن الاجدر ان يكون هذا الوجه نظيفا نزيها معتدلا خاليا من الجشع والخداع والمراوغة. نتنياهو وباراك مثل اولمرت ينتمون الى حزب الخدر، على اساس المفهوم الدولاري باعتبارهما قد استثروا جدا عندما كانوا شخصيات عامة شعبية، او في اقسى حد خلال مدة زمنية قصيرة فصلت بين الفترات التي خدموا فيها الجمهور. كل واحد منهم راكم ثروات لا تتيح له ان يتضامن مع الاسرائيليين العاديين. هما يشبهان بعضهما البعض اكثر من شبه اي واحد منهما لناخبيه. الحلم الوحيد الذي يمكنهما ان يطرحا هو "المزيد من نفس الشيء".

لفني، التي تمثل اكثر من الاثنين الاسرائيلي ابن القرن الواحد والعشرين، بكل الامور الاضطرارية التي يحملها والتطلعات والطموحات، ولدت بتأخر مؤسف يبلغ عشرون عاما. لو كانت تتقدمهما في السن لكان باراك ونتنياهو مثل موشيه ديان وايغال الون في ظل غولدا السعي لتركيبة الثلاثية لراس الحكم ليست معقدة كثيرة التحدي الحقيقي مع اقامة الحكومة سيكون منع الشلل المتبادل من خلال الارتياب وتسوية الحسابات: يتوجب عليهم التوصل الى اتفاق حول برنامج العمل واخراج اسرائيل من الحصار. السوابق التي حدثت في هذا المضمار ليست مشجعة، ولكن هناك دائما مرة اخرى.