خبر ليبرمان الذي لم تعرفوه - يديعوت

الساعة 10:15 ص|10 فبراير 2009

بقلم: دوف فايسغلاس "مستشار شارون"

التأييد الواسع الذي يحظى به ليبرمان في استطلاعات الرأي العام يحدث من كل صوب ردود فعل غاضبة مختلفة ومتنوعة. يمكن بالطبع قبول المعارضة لمواقفه بل وعدم الاتفاق معه، ولكن بودي أن احتج على الهجوم الشخصي الفظيع عليه، والذي يجد تعبيره اساسا في عرضه بانه مثابة "وحش" برفض طابعه والتحفظ عليه كشخص.

استنكر الانشغال الشرير بالخلفية الشخصية لليبرمان: اصله، بلاده مولده، لكنته، او مظهره الخارجي. احتج على الاستخدام الجاهل لتعابير "فاشي" او "طاغي" وما شابه من تعابير ليست ذات صلة، وتدل اساسا على من يقولها. ومثلما هي الازدواجية الاخلاقية الدارجة عندنا في افضل احوالها، فان معظم "المتحفظين" من ليبرمان الرجل ينتمون الى اولئك الذين يسارعون الى الاتهام "بالعنصرية" والصراخ بمرارة ضد كل مؤشر لتناول الشخص وليس الموضوع.

معظم المناكفين والمتحمسين بالنسبة لظاهرة ليبرمان: ليس لديهم بالطبع فكرة عمن هو الرجل وما هو طابعه وطبيعته. انا على خلافهم، اعرف الرجل جيدا. تعرفت عليه لاول مرة عندما بدأ في منصبه كمدير عام ديوان رئيس الوزراء وفي اثناء كل مناصبه العامة، وبودي أن اشهد في صالحه بايجاز.

ليبرمان هو رجل كفؤ، فهيم وسريع البديهة. ليبران يقول الحقيقة، يدقق في اقواله ويحرص على الايفاء بكلمته. ليبرمان هو صديق وفي، مستعد لان يساعد في كل وقت وفي كل شيء. ليبرمان هو رجل مثقف وواسع الافاق يبدي اطلاعا في مجالات عديدة. فهو متعمق، يحسن التعلم والخبرة. وقد كشف في كل مناصبه العامة نزعة نحو الرسمية، الجدية والمسؤولية.

التعيينات التي عينها – سواء كوزير في الوزارات الحكومية التي تسلمها ام كمسؤول عن الشركات الحكومية التي كانت تخضع لامرته كانت متوازنة ومدروسة. المتفاوضون معه، في مناصبه المختلفة، اخذوا الانطباع دوما باتجاه الايجاب من نهجه المباشر والعملي ووجدوا فيه صاحب منصب نشيط، منصت ومستعد للمساعدة. ليبرمان ليس بيروقراطيا، لا يتملص، ليس شكليا ولا يخاف الحسم واتخاذ القرارات بسرعة ونجاعة. سمعت هذا على مدى سنوات طويلة، مرات عديدة من اشخاص عديدين.

في عملنا المشترك صدف لي أن تواجدت في محيطه ونظرت اليه وهو في اوضاع شخصية معقدة للغاية: فهو رجل هادىء وبارد الاعصاب، متزن وبرباطة جأش. وهو لا يكثر في الحديث؛ لا يرد بعجلة؛ لا يقع في الفزع؛ لا ينفعل عندما لا ينبغي. وهو يمتلك ثقة بالنفس، قدرة على التحليل والقرار، وقدرة على اخذ المسؤولية عن قراراته والوقوف خلفها.

خلف مظهر "المتصلب" يختبىء شخص طيب القلب يتصرف تجاه الاخرين برقة وكياسة. ويشهد على ذلك اولئك الذين عملوا في محيطه: يشهد على ذلك – وربما على نحو خاص – خصومه السياسيون. ليبرمان حظي بمحبة وتقدير وزراء ومعظم اعضاء الكنيست، بمن فيهم اولئك الذين مستعدون لـ "قتله" بسبب مواقفه السياسية، بسبب صدقه، نزاهته وقدرته على مسايرة البشر.

يمكن بالتأكيد الجدال معه والمعارضة لمواقفه. فضلا عن ذلك فاني لا ادعو الى التصويت له. ولكن المحاولة لعرضه كرجل غير مناسب هي محاولة مثيرة للحفيظة. في مزاياه الشخصية لا يقل ليبرمان – على اقل اعتبار – عن كل مشهريه وخصومه معا. ليس صدفة أن يقف مئات الاف الاسرائيليين امام اعطائه ثقتهم؛ ليسوا جميعهم عنصريين او شاذين. وعلى أي حال فان للجمهور الغفير في نهاية المطاف، احاسيس معافاة.