اعتبروه تسحيج عابر للقارات.. اوبريت "ملاك السلام" لفخامته يثير جدلاً حاداً

الساعة 10:27 ص|06 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

اثار اوبريت "ملاك السلام" الذي يتغزل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس جدلاً حاداً على "السوشال ميديا"، فبعد ان خططت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي انتجت الاوبريت للتغزل بالرئيس انقلب السحر على الساحر ليتحول الاوبريت لمحل نقد كبير، بينما حاول البعض الدفاع عن فكرة الاوبريت الذي اثار نقاشاً بأبعاد سياسية.

واوبريت "ملاك السلام" من انتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي يديرها أحمد عساف، ووصف الاوبريت بانه ضمن سياسة احمد عساف التي تهدف لتوطيد العلاقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ ظهر واضحاً حجم التحشيد من خلال الإعلام الرسمي للأوبريت الذي تم تقديمه على أنه منجز وطني كبير.

وعبَّر فلسطينيون على السوشال ميديا عن غضبهم سخريتهم الكبيرة من الاوبريت، لأسبابٍ عديدة منها تبجيل الرئيس بطريقة مبتذلة، ومحاولة بعض الوصوليين لاستغلال الاوبريت، والتكلفة الكبيرة للأوبريت، وكونه لا يعبر عن حقيقة عدم رضا الفلسطينيين عن سياسات محمود عباس سواء على الصعيد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، أو معاملته لأهالي غزة الذين كان لهم نصيب الأسد في السخرية من الاوبريت.

لكن اوبريت ملاك السلام سرعان ما كشف عن حجم غضب الفلسطينيين من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من سياسات عباس، لاسيما أن مشاعرهم تتضارب ربما مع ما يروج له الأوبريت، لأن الفيديو حُذف عن منصة "يوتيوب" مرّة واحدة على الأقل، بسبب العدد المهول للضاغطين على زرّ "لم يعجبني"، وحتى بعدما أعادت صفحة "تلفزيون فلسطين" نشره أمس، كانت محصلة الأشخاص الذين ضغطوا على زر "لم يعجبني" تعادل نحو 90 بالمئة من مجمل الذين أبدوا رأيهم في العمل على "يوتيوب"، ما يشي أن الاوبريت اعطى نتائج سلبية، وكشف عن حجم الجماهير التي تعارض سياسات محمود عباس.

وعبَّر نشطا مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم الشديد من العمل الفني على عدّة مستويات، حيث رأى البعض أن الاوبريت فيه افراط في التبجيل والتفخيم لسيادته، وان تلك الحالة من التبجيل لم تعد أمرا مقبولا كما كان في الأزمنة الغابرة، إضافة إلى أن الكثير من الكلمات التي ذُكرت في الأوبريت الذي يستمر لأكثر من 10 دقائق، تتناقض مع نهج عبّاس السياسي التفاوضي، لاسيما في المقطع الذي يقول " أنفُض غُبار العابرين ..لقد دنا فجرُ الخلاص ..في كفّك غُصنُ السّلام ..وبكفّك الأخرى رصاص !!"."

كما انتقد الفلسطينيون وصف الرئيس بـ"ملاك السلام" بينما تعج سجون السلطة في بالمعارضين لنهجه السياسي وتمارس أجهزة السلطة اقسى وابشع الانتهاكات، كما يرمى عوائل الشهداء والأسرى على مفترقات رام الله والبيرة مطالبين بفتات من حقهم.

رازي النابلسي كتب على صفحته في تويتر "ملاك السلام" هاي هديّة للمُجتمع الإسرائيلي صح ؟ لأنّه ملاك السلام بمناطق (أ) بتغيّر مجال شغله، وبيصير يسحل ويقمع ويضرب ويشحط وعنده مُخابرات وأمن وقصّة..."

وكتب علي عبيدات على تويتر "مغناة "ملاك السلام" فيها مقاطع تتعارض مع برنامج الرئيس وتأكيده على النضال السياسي والمقاومة الشعبية السلمية: مثال أنفُض غُبار العابرين لقد دنا فجرُ الخلاص في كفّك غُصنُ السّلام وبكفّك الأخرى رصاص !".

وكتب ماهر الشاويش على تويتر "عدد الوزارات والهيئات والدوائر الحكومية المشاركة في أوبريت ملاك السلام يحتاج ثورة على حجم الفراغ الذي تعيشه السلطة الفلسطينية؟! للعلم الاتحاد الفلسطيني للجودو مشارك مابعرف ليش ؟! يبدو محاصصة على التسحيج مع جبريل رجوب".

وكتب سليم سلامة على صفحته في فيس بوك " نعم، نعم، نعم... هذا دليلنا وبرهاننا نحن على هذه المقولة: الشعوب هي التي تصنع طغاتها! شعبنا يكرس الآن طاغيته. شعبنا، الذي لا ينتفض على هذه العصابات وحثالاتها المارقة، يضع نفسه في مصاف الشعوب التي تصنع طغاتها، تقدسهم وتعبدهم، فلا تبقى ثقافة العبودية والذل والهوان وبيع الأنفس بأرخص الأثمان حكراً على عصابات المنتفعين من الدم وحثالات المتسلقين على المعاناة.

وأضاف في منشوره على فيس بوك: مقزز مُغثٍ، نعم، لكن مؤلم ومفجع أكثر بكثير هذا "الأوبريت" الذي يجعل من شخص دمّر مؤسسات الشعب الفلسطيني وهيئاته الوطنية التمثيلية، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، تنازل عن حق العودة وغيره من ثوابت الحق الفلسطيني المقدس، أذكى فتنة الشقاق والتفتيت، رفع "التنسيق الأمني" (ما يجري بين قوة الاحتلال والقابعين تحت بساطيره لا يسمى "تنسيقاً"، بل تعاوناً، عمالةً وخيانة!!) إلى درجة القداسة المطلقة وربى حوله عصابات من المرتزقة، في السياسة والأمن وغيرهما ـ مؤلم ومفجع أن يُغنّى لهذا الشخص ما تخصصه الشعوب (إن هي فعلت، أصلا!) لمحرريها ومعتقيها، لمؤسسي كياناتها ومشيدي أوطانها، لبناة عزها ورافعي مجدها!".

 

كلمات دلالية