"صدمة أن ترى أحد شباب قطاع غزة ، بعد أن كان بكامل حيويته ، وإقباله على الحياة وطموحه لإكمال دراسته كمنحة من مؤسسة الـundb في تركيا ، أن تراه بحال لا يسر عدو أو صديق، بعد أن أُغلقت الأبواب فجأة أمام عينيه ، وأن يُصدم بفكرة السفر التي طالما حلم بها للهروب من واقع قطاع غزة المرير، ليصبح في شوارع تركيا بعد أن دخل في صدمة كبيرة .
الشاب محمد ربيع دلول ابن الـ29 عاماً ، والذي ضجت صورته المؤثرة مواقع التواصل الاجتماعي وشكلت صدمة لدي الجميع كون أن الشاب الأنيق ، ذو الخلق الرفيع والمجتهد تم تصويره بملابس رثة ، ومتسخة ، وبشعر "منكوش" وكأنه يعيش في الشارع منذ عدة شهور .
رائد دلول شقيق الشاب محمد ، بدأ بالحديث عن قصة شقيقه والصدمة التي حلت به وأدخلته في حالة نفسية سيئة ، حيث قال أن البداية كانت عندما قرر محمد السفر لتركيا كونه خريج تجارة انجليزي ، للدارسة بالمنحة التي حصل عليها منالـundb ، إضافة إلى البحث عن آفاق عمل لديه لتُخرجه من حال الركود التي كان يعاني منها في قطاع غزة .
7/3/2019 هو اليوم الذي سافر فيه محمد من قطاع غزة، ليشق طريقه وتكون البداية في صدمة أن المنحة التي كانت مخصصة له أصبحت لغيره ، مما دفعه إلى عدم اليأس كونه كان شديد الذكاء، ومصر على مواصلة الطريق.
الاتصالات وفقاً لرائد الذي تحدث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" ، كانت متواصلة مع شقيقه حتى فقدان الاتصال به قبل خمسة شهور مما أدخل العائلة في حالة من القلق الشديد بشأن وضعه ، لتكون المكالمة التي وصلت العائلة في شهر أغسطس ، طوق النجاة بأن نجلها لازال على قيد الحياة ، رغم إبلاغنا أنه معتقل أحد السجون التركية وأنه يُعاني من حالة نفسية وصحية سيئة، ولا يتحدث مع أحد .
وتابع رائد قصة شقيقه محمد:"بعد التأكد أنه في أحد السجون تم التوصل لتوكيل محامي ولكن ، تم التأكيد لنا أن سبب الحبس هي انتهاء الاقامة وسيتم الإفراج عنه بعد بضعة أيام" .
وبشيء من الحسرة، قال رائد: لم نعرف أن محمد قد غادر السجن سوى من اتصال قد تلقيته في تمام الساعة الواحد ليلاً من أحد الأقارب بضرورة الحضور لأن لديه معلومات عن شقيقه ، لتكون المفاجأة تلك الصورة التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمحمد ، وهو في حالة يرثى لها ...!!.
وأضاف: حاولنا الاتصال بمحمد ، ولكن لصعوبة وضعه وعدم استجابته لأحد وتركه في حديقة المستشفى لـ20 يوماً ، أدى لتدهور آخر على حالته الصحية، كان يرد علينا بالبكاء فقط وهي اللغة الوحيدة التي بيننا وبينه خلال الاتصال الذي جرى أخيراً بعد كل هذه الأيام .
الاتصالات التي قامت بها العائلة أفضت للوصول إلى القنصل العام في تركيا هناء أبو رمضان ، والتي ساعدت العائلة على استخراج أوراق ثبوتيه "كانت ضائعة"، في حين استجاب الفنان "فريد أو مسلم " لمناشدات العائلة وقام بالإعتناء بأخي حتي يتم استلامه من أحد من عائلته.
شقيق محمد ، ناشد الجهاد المختصة لتسهيل خروجه لمساعدة نجله الذي يحتاج إلى أحد من الدرجة الأولى من العائلة لمساعدته على المغادرة ، مشيراً إلى أنه تم رفض مغادرته من السلطات المصرية .
وناشد رائد حركة حماس والجانب المصري لتسهيل خروجه من قطاع غزة ، وخاصة أن شقيقه يعاني ظروفاً صحية صعبة ، وأن حالته لا يمكنها الانتظار.