خبر شارون بعيدا عن الانتخابات ينتظر رصاصة الرحمة

الساعة 07:01 ص|10 فبراير 2009

أحمد البهنسي

بعد أن كان الحاضر الغائب في الانتخابات التشريعية مارس 2006، تلاشى الوجود السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إريل شارون، في انتخابات الكنيست غدا الثلاثاء؛ حيث يقبع في المستشفى، منتظرا "رصاصة الرحمة" التي ستعلن وفاته رسميا.

 

وتفيد أحدث التقارير الطبية بأنه في حالة "موت سريري تام" بعد أن توقفت تقريبا جميع وظائف المخ والقلب عن العمل، ويعيش على أجهزة التنفس الصناعي وتنبيه القلب والمخ.

 

ولا يختلف الوضع السياسي لشارون عن وضعه الصحي؛ حيث لم يعد لزعيم حزب كاديما (يمين وسط) الأسبق، أي حضور على الساحة السياسية، وهو ما تجلى بوضوح خلال الحملات الانتخابية التي انتهت اليوم الإثنين، في مشهد مخالف تماما لما كان في الانتخابات الأخيرة.

 

ففي أواخر يناير 2006 أصيب شارون بنزيف حاد في المخ أبقاه طريح فراش المستشفى، حيث خضع لعدة عمليات جراحية، لكن ذلك لم يمنع حضوره بشكل قوي في انتخابات مارس من نفس العام؛ إذ إن صوره كانت الأكثر انتشارا بين الملصقات الانتخابية.

 

كما كانت تطورات صحة شارون هي المحور الأهم خلال انتخابات 2006، لدرجة أجمعت معها التقارير الصحفية الإسرائيلية على أن تدهور صحته كان العامل الأكثر حسما في جذب مزيد من الناخبين للتصويت لحزبه الناشئ حينها كاديما، بزعامة خليفته إيهود أولمرت.

 

أما في الانتخابات الحالية فقد اختفى شارون تماما من على ساحة الحملات الانتخابية عامة، والحملة الانتخابية لكاديما بشكل خاص؛ إذ طغت على الملصقات الدعائية صور زعيمة الحزب الجديدة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، كما تغير شعار الحملة من: "السير على خطى شارون"، إلى: "ليفني.. زعيمة مختلفة لمرحلة مختلفة".

 

نقطة الصفر

 

وتشارك في انتخابات الغد 33 قائمة انتخابية، بينها ثلاث قوائم عربية، ومن أبرز الأحزاب المتنافسة: الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، متصدر استطلاعات الرأي، وكاديما، وإسرائيل بيتنا بزعامة أفيجدور ليبرمان، والعمل بزعامة وزير الدفاع إيهود باراك.

 

ويرى البعض أن المشهد الانتخابي هذا العام عاد بإسرائيل إلى فترة ما قبل شارون، وتحديدا قبل إنشائه كاديما نوفمبر 2005، الذي كان يستهدف به إنهاء الصراع بين اليمين واليسار على الساحة السياسية.

 

وقال ألوف بن محرر الشئون الحزبية في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية: إن الوضع الحزبي بعد شارون عاد مرة أخرى إلى نقطة الصفر.

 

وأضاف في مقال نشرته الصحيفة يوم 2-2-2009 أن كاديما لم يتمكن بعد دخول شارون الغيبوبة من رأب الصدع بين اليمين واليسار؛ حيث عاد الصراع إلى ما كان عليه، واليوم يتسيد اليمين المشهد السياسي كما كان عام 2005.

 

القتل الرحيم

 

وأثار الوضع الصحي المعقد لشارون الكثير من التساؤلات حول مدى إمكانية استخدام وسائل القتل الرحيم معه، غير أن الحاخام الأكبر لإسرائيل يونا ميتسجير أفتى بعدم جواز رفع أجهزة التنفس عنه وإعلان وفاته، مشددا على أن الديانة اليهودية تحرم ذلك.

 

وأرجع الدكتور والحاخام نعوم زوهار، من جامعة بار إيلان في تل أبيب، إصرار السلطات الإسرائيلية على عدم إعلان وفاة شارون إلى أن ذلك يتنافى مع تعاليم اليهودية التي ترى أن ما يعرف بـ"القتل الرحيم" هو "قتل لصورة الله في الإنسان" كما جاء في التوراة، على حد قوله.

 

غير أن د.زوهار لفت إلى أن هناك بعض التفسيرات التي أجازت القتل الرحيم، كما ورد في نص التوراة الذي قال إن الانتحار محرم إلا في حالة الملك "سول"، الذي أصيب بجروح بالغة فطلب من حامل سلاحه قتله فرفض، فما كان منه إلا أن سقط على سيفه ومات.

 

واعتبر أن هذا الاستثناء المرتبط بحادثة الملك "سول" ربما يشير إلى وجود استثناء يهودي في قضية الموت الرحيم في حال كان المصاب لا شفاء له.