خبر مشاركة فلسطينيي الـ 48 في انتخابات « الكنيست » لهم أم عليهم؟

الساعة 06:53 ص|10 فبراير 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

كما في جولات انتخابية سابقة ينقسم فلسطينيو48 بين موقفين أحدهما يؤيد المشاركة في الانتخابات ل”الكنيست” بغية الحفاظ على حقوقهم وبين مقاطع لها مبدئيا أو تشكيكا بجدواها.

 

وعلاوة على دعوات المقاطعة الأيديولوجية لانتخابات “الكنيست” لدى أوساط في أراضي 48 يتوقع المراقبون تزايد نسبة المقاطعين جراء اللامبالاة خاصة بعد محرقة غزة وجراء حالة الطقس العاصف المتوقعة اليوم.

 

وأصدرت حركة “أبناء البلد” وهي امتداد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانا، أمس، دعت فيه المواطنين العرب للامتناع عن المشاركة بالتصويت باعتبارها عليهم وليست لهم.

 

وقالت الحركة إنه من المؤسف أن يصبح خيار مقاطعة برلمان الاحتلال أمرًا يدعو للتبرير، بدلا من أن يقوم بدوره كل من يشارك بمثل هذه الخطوة، خاصة عندما تتطلب المشاركة الاعتراف ب”يهودية الدولة” و”حق اليهود” بتقرير مصيرهم على أرض فلسطين.

 

كما نوهت الحركة للمطالبة “الإسرائيلية” بالقبول بقواعد لعبة وضعها المحتل، سقفها الأعلى مرصوف ببقائنا “أقلية”، وبالتالي إلغاء حق العودة وتثبيت وتشريع هجرة يهود العالم الى فلسطين.

 

وأكدت “أبناء البلد” أن البرلمان الصهيوني هو العمود الفقري للنظام الاستعماري على أرض فلسطين، وإن مشاركتنا في انتخابات لا تضرنا سياسيا ومعنويا فحسب، بل تحتم تكريس آفات وقيم رجعية، تخلق مصالح حزبية وفردية ضيقة وبذلك تشرذم محاولاتنا لبناء هيئاتنا المستقلة.

 

يشار إلى أن الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 التي تأسست نهاية السبعينات انقسمت على ذاتها لشقين شمالي وجنوبي على خلفية نقاش ساخن حول موضوع انتخابات الكنيست عام 1996.

 

ويقلل الشق الشمالي، بقيادة الشيخ رائد صلاح، المؤمن بالعمل الميداني والعصامي، من أهمية التمثيل العربي في “الكنيست” وترى به أصلا من أصول المشروع الصهيوني.

 

وترى الحركة أن الاستراتيجية الأفضل لبقاء فلسطينيي الداخل تكمن بتجذرهم في وطنهم، وتمسكهم بمنازلهم ومقدساتهم وبناء مؤسساتهم وتنظيم صفوفهم وليس التعلق “بسراب الكنيست”.

 

وترى الحركة بالتمثيل العربي في “الكنيست” الثامنة عشرة مجرد “باقة ورد” على طاولة الديمقراطية وعملية تجميل للوجه القبيح ل”إسرائيل”.

 

 ولا يؤمن الشيخ أمجد ابو عرار من الشق الشمالي بتحصيل الحقوق الدينية أو الوطنية أو حتى الاجتماعية من خلال “الكنيست”، ويقول إن المتتبع لإنجازات أعضاء “الكنيست” العرب يجد أنها من الناحية الجوهرية تكاد تكون صفراً. ويتساءل في تصريح ل”الخليج” هل أوقفوا تدنيس المقدسات؟ هل أوقفوا الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك؟ هل أوقفوا الاعتداءات علينا من قبل الشرطة أو سوائب المستوطنين؟ هل أوقفوا واحدا من قتلة أبنائنا في هبة القدس والاقصى أو بعدها للمحاكمة؟ هل أوقفوا مصادرة الأراضي وهدم البيوت في النقب؟ هل أوقفوا تدخل جهاز الامن العام في جهاز التربية والتعليم العربي؟ هل سنوا قانوناً لإعادة اللاجئين وتعويضهم؟ وبذلك يكون ادعاء دخول الكنيست من أجل تحصيل حقوقنا المشروعة أمر لا أساس له من الصحة. وردا على سؤال أوضح أن الكنيست لا تعدو كونها منبرا احتجاجيا لفلسطينيي الداخل وهي تستخدم لتنفيس غضب الجماهير العربية في الداخل.

 

ومن جانبه (ا.ف.ب)، يؤيد الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية - فرع الشمال، انتخاب هيئة مستقلة تمثل الفلسطينيين داخل ال 48 خارج “الكنيست” التي يقول انها لن تسن يوماً تشريعات تلغي التمييز وتعطي العرب حقوقاً متساوية مع اليهود.

 

ورغم موقفه هذا، فهو لم يدع صراحة لعدم المشاركة في انتخابات اليوم يقول “لا نريد أن نكون أوصياء على تفكير جماهيرنا”.

 

وأضاف الشيخ صلاح “من خلال قراءتنا لتجربة كل أعضاء “الكنيست” العرب، وجدنا أن الكنيست لم تحقق لنا حقاً ولم ترفع عنا ظلماً، بل على العكس تماماً المؤسسة “الإسرائيلية” استخدمت وجود أعضاء كنيست عرب فيها من أجل تلميع وجهها في الخارج والادعاء بأنها مؤسسة ديمقراطية وهي ليست كذلك.. وأنها مؤسسة تحرص على المساواة بين كل مواطنيها وهي ليست كذلك”.

 

ويكمن البديل برأيه في “قيادة منتخبة من جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، يكون لها التعاطي المحلي مباشرة مع المؤسسة “الإسرائيلية”. والمؤسسات العالمية”، لأنه موقن بأن قضايا “مصادرة أرضنا ومقدساتنا وملف شهدائنا وسجنائنا لن تعالج إلا إذا أخذت بعداً عالمياً”.

 

في المقابل يرى أنصار المشاركة العربية بالكنيست أنها فرصة لرفع صوت المواطنين العرب، ومحاولة التأثير في التشريع وصناعة القرارات نحو خدمة حقوقهم المدنية والقومية وتفويت الفرصة على المؤسسة الحاكمة واليمين لشيطنتهم ونزع شرعيتهم تمهيدا لترحيلهم السياسي والفعلي.