خبر لا مبالاة الإسرائيليين.. وجو عاصف يهددان بتدني نسبة التصويت للكنيست اليوم

الساعة 06:11 ص|10 فبراير 2009

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

كمن يقوم بعمل مكرهاً، وبشعور أن الانتخابات البرلمانية لاختيار الكنيست الثامن عشر في الدولة العبرية زائدة لا لزوم لها، يذهب الناخبون الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع اليوم للتصويت عملياً على الحكومة المقبلة وسط توقعات بأن لا تفرز النتائج صورة واضحة أو أن تأتي بحزبين كبيرين، كما حصل في الماضي، إنما بأحزاب ثلاثة أو أربعة متوسطة ما ينذر بحكومة غير مستقرة.

 

ويخشى أركان الأحزاب أن تتدنى نسبة التصويت تحت 63 في المئة التي سجلت في انتخابات العام 2003 وكانت الأدنى في تاريخ الانتخابات العامة. ويزيد قلق هؤلاء توقعات الأرصاد الجوية بيوم ماطر وعاصف قد يحمل اللا مبالين على البقاء في بيوتهم.

 

ومع بلوغ الحملة الانتخابية خط النهاية ما زال نحو ربع الإسرائيليين يتردد في اختيار الحزب الذي سيقترع له. ويأتي هذا التردد حيال حقيقة غياب فوارق جوهرية بين الأحزاب الثلاثة الرئيسة "كديما" و"العمل" و"ليكود" التي لم تجتهد كثيراً لتقدم للإسرائيليين برامجها إنما اعتمدت أساساً على الترويج لرؤسائها ولقدرة كل منهم على إدارة دفة الأمور، في القضايا الأمنية والاقتصادية.

 

وبالرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن تكتل أحزاب اليمين سيفوز بغالبية مطلقة من المقاعد (66 مقعدا من مجموع 120)، فإن السباق بين "ليكود" اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو و"كديما" "الوسطي" بزعامة تسيبي ليفني على الريادة متلاصق جداً، بعد أن فقد "ليكود" مقاعد كثيرة لمصلحة الحزب اليميني المتطرف "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان الذي أقام حملته الانتخابية على التحريض على العرب وتوعدهم بقوانين متشددة وبقوة مفرطة.

 

وفي حال أصابت الاستطلاعات فإن حزب ليبرمان سيكون المفتاح الأهم لأي ائتلاف حكومي. وبالرغم من أنه من الطبيعي أن يدعم ليبرمان ترشيح نتانياهو لترؤس الحكومة المقبلة فإنه يرفض الالتزام مسبقاً بذلك في محاولة منه لابتزاز زعيم "ليكود" بإسناد حقائب وزارية رفيعة له ولممثلي الحزب.

 

ويبدو حزب "العمل" مؤسس الدولة العبرية وحاكمها لنحو أربعة قرون، كمن يضيع بين أرجل الأحزاب الثلاثة آنفة الذكر إذ يتوقع أن يخرج مع 15 مقعداً فقط تضعف مكانته وفرص بقاء زعيمه ايهود بارك في منصبه الحالي وزيراً للحرب.

 

وثمة إجماع بأن من سيفوز بثقة غالبية الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة سيواجه صعوبات حقيقية في مهمته، إذ في كل الأحوال لن يكون حزب رئيس الحكومة قوياً وحر التصرف حيال مشاركة عدد كبير من الأحزاب في الحكومة.

 

على الورق تبدو فرص نتانياهو لتشكيل الحكومة أقوى من فرص ليفني، إذا ما جاءت النتائج حقاً بغالبية يمينية في الكنيست. فالخيار الأول أمامه سيكون تشكيل حكومة يمينية متشددة يقال إنه لا يحبذها. وهناك خيار آخر بتشكيل حكومة بمشاركة "ليكود" و"كديما" و"العمل" و"إسرائيل بيتنا" و"شاس"، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كان "كديما" مستعداً لذلك أو هل يوافق "العمل" على الشراكة مع "إسرائيل بيتنا".

 

وثمة خيار ثالث يقضي باستبعاد "كديما" عن التوليفة لكن هذا الخيار أيضاً ليس سهلاً حيال الخلافات في معظم القضايا بين "إسرائيل بيتنا" و"شاس". وفي كل الأحوال فإن الثمن الذي قد يدفعه نتانياهو قد يبقي "ليكود" بلا حقائب وزارية رفيعة (مثل الحرب والخارجية والمال).

 

في المقابل تبدو مهمة ليفني أصعب حتى في حال حظيت بدعم "إسرائيل بيتنا"، ووافق "العمل" على الشراكة، إذ في هذه الحال ستكون لديها حكومة ضيقة القاعدة البرلمانية ومتعلقة إلى حد كبير بأهواء زعيم "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الذي لم يبق في الحكومتين اللتين شارك فيهما أكثر من عام.

 

يشار أخيراً إلى أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس سيبدأ مشاوراته مع ممثلي الأحزاب المختلفة لاختيار مرشح الغالبية لتشكيل الحكومة، الثلاثاء المقبل بعد نشر النتائج النهائية للانتخابات بشكل رسمي.