خبر حروب اليسار حمامة مفترسة- يديعوت

الساعة 11:43 ص|09 فبراير 2009

بقلم: الياكيم هعتسني-"كاتب يميني مستوطن"

(المضمون: الدرس الناشيء هو انك لا يمكنك أن تكون مع الانسحاب وضد نزعة القوة في نفس الوقت، اذ ان من ينقصه هامش أمني وظهره الى الحائط محكوم ان يعيش الى الابد على حرابه -  المصدر).

اعتدنا على التفكير بان ما من شأنه أن يعزلنا في العالم هو "سياسة الضم" لليمين، وهكذا بالفعل تهدد لفني المعارضين لتقسيم القدس. مع ذلك، فهي تتباهى بدورها في حملة "رصاص مصهور" التي اثارت مظاهرات ضخمة في العالم، تنديد اعلامي عالمي، شرخ مع تركيا، مقاطعة في جنوب افريقيا، وانخفاض التأييد لاسرائيل في الرأي العام في الولايات المتحدة.

هل سألت وزيرة الخارجية نفسها كيف حصل ان سقط كل هذا بالذات على من تتوق لحمامة 1973؟ وكيف حلت بمعسكر السلام حربان بفارق سنتين، مع تنديد دولي، وفيهما كل ما درج اليسار على ان يعزوه لليمين: القوية المتطرفة، نزعة القوة، السحق العسكري؟ وما الذي دفع رئيس الوزراء الذي "تعب من ضرب اعدائنا" ان يوجه الى غزة "ردا غير متوازن"، على حد وصفه، وان يعد بالمزيد؟

في هذه الصحيفة (30/1/09) اعترف طيار بانه في الحملة الاخيرة وصل الى "شفا رفض تنفيذ ما كلف به"، ضمن امور اخرى بسبب "المشاهد القاسية التي كنا مسؤولين عنها" وبسبب "استخدام مبالغ فيه للقوة". في مقال آخر في الصحيفة (29/1/09) وصف الجيش الاسرائيلي بانه "عديم النقد والاحتجاج"، ذو "تكنولوجيا قتل من بعيد... اغتراب كامل بين المقاتل والضحية". كما زعم في ذات المقال ايضا بان "العسكرية سيطرت تماما على السياسة، وكأنه لم يعد هناك خيار حوار".

كيف تتدبر الاراء المسبقة الصقرية هذه مع الحكومة الحمائمية لاولمرت، رامون وتمير؟ كم مرة كان 400 الف متظاهر اسطوري يملأون الميدان لو كانت هذه حكومة يمين؟

في حالة اختطاف طلب "نظام حنيبال" مطاردة الخاطفين. اليوم ملزمون باطلاق النار نحو السيارة التي يقاد فيها المخطوف، "كي لا يكون جلعاد شليت 2"، وقائد سرية يبلغ: "اصدرت تعليماتي لجنودي الا يسقطوا في الاسر حتى لو لم يخرجوا على قيد الحياة". ويضيف قائد كتيبة: "لم يختطف أي جندي، فهو يفجر القنبلة اليدوية مع من يريد أن يأخذه".

ماذا حصل لنا؟ رجل فهيم عندما تنقلب فرضياته الاساس رأسا على عقب، يفكر ويسأل – ماذا حصل؟ ربما بالذات الضعف الليبرالي – اليساري الذي دهورنا الى شفا تحرير  الف قاتل كبير مقابل اسير واحد منا، هو الذي يجبرنا اليوم على ان نكون متوحشين وان نفضل موت الجندي المخطوف التالي؟

بسبب الهوس اليساري ضد العمليات البرية ("الاحتلال") لم نحتل محور فيلادلفيا وفضلنا قصف الردع، رغم مخاطرة أكبر لذات "القتل من بعيد" للمدنيين، الذي اثار العالم ضدنا.

في اسرائيل الخط الاخضر كان هناك اجماع بموجبه اسرائيل ملزمة دوما على أن تعطي الضربة العسكرية المبكرة وان تنقل الحرب الى ارض العدو. اراض فقط اضيفت لنا في الايام الستة اعفتنا من هذه الاضطرارات، التي هي ايضا، بطبيعة الحال، تفترض المزيد من القوة والعدوانية. من هنا مطلوب اذن الصيغة المفاجئة: المزيد من الاراضي – نزعة قوة اقل، مزيد من السيطرة البرية – سفك دماء اقل، لانه لا مفر من العدوانية عندما لا يكون لديك عمق استراتيجي.

الوعد الاعتيادي لليسار بان من يهاجمنا بعد الانسحاب سيضرب دون رحمة، نفذ بكامله في غزة، ولكن نتائجه بشعة: هزيمة اخلاقية ودبلوماسية وصفر انجازات. الدرس الناشيء هو انك لا يمكنك أن تكون مع الانسحاب وضد نزعة القوة في نفس الوقت، اذ ان من ينقصه هامش أمني وظهره الى الحائط محكوم ان يعيش الى الابد على حرابه. وعليه، فليس صدفة أن الحر بين الاخيرتين، اللتين اتهمت اسرائيل فيهما بالوحشية، اديرتا وشنتا من حكومة يسارية. ايها الانسانيون – ابحثوا لكم عن بيت ايديولوجي آخر!