خبر شهاة شخصية:كفاءة نتنياهو الاقتصادية-إسرائيل اليوم

الساعة 11:37 ص|09 فبراير 2009

بقلم: عوديد تيرة

عميد احتياط، رئيس المنظمات الاقتصادية ورئيس اتحاد ارباب الصناعة سابقا

 (المضمون: مهم لي أن اشهد بان نتنياهو، كوزير مالية، يتمتع برؤيا اقتصادية، وجد الطريق لحل المشاكل الاليمة وشق طريقه برباطة جأش، بتصميم وبتحكم ذاتي جدير بالثناء - المصدر).

هذه الاقوال لا تكتب عبثا، بل انطلاقا من شهادة شخصية. كنت الى جانب بنيامين نتنياهو عندما كان وزيرا للمالية وقاد في عامي 2003 و 2004 الاصلاحات الاقتصادية. وكنت في حينه رئيسا لمكتب تنسيق المنظمات الاقتصادية في الوقت الذي كان فيه النائب عمير بيرتس رئيسا للهستدروت الجديدة.

وزارة المالية، الهستدروت والمنظمات الاقتصادية كانت في حينه اطرافا في عملية مفاوضات شديدة، انفعالية ومشحونة بالتوتر الهائل. كل ذلك على خلفية وضع اقتصادي صعب غير مسبوق تقريبا. مقدرات الدولة ضعفت تماما، صناديق التقاعد وقفت في ميزان سلبي، على شفا الانهيار، البطالة كانت من منزلتين والاقتصاد الاسرائيلي محكوم من منظمات مهنية وجبابرة المال من جهة اخرى.

المفاوضات كانت على انقاذ الاقتصاد، انقاذ صناديق التقاعد، تقليص البطالة، تقليص الدين القومي وتحرير المقدرات للنمو.

في الوضع اياه كانت المفاوضات مثابة لعبة نتيجتها الصفر. من جهة وقفت احتياجات الاقتصاد على المدى البعيد ومن جهة اخرى – احتياجات المواطنين عديمي القدرة في ذاك الوقت.

عمير بيرتس هو زعيم عمالي فائق ومن افضل المفاوضين. في ذات الفترة كان بيرتس في ذروة شعبيته كزعيم العمال ويتمتع باسناد من عاملي القطاع العام. مقابله، نتنياهو، المسنود جزئيا من رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون، انطلق في صراع بدا عديم الاحتمال.

نجاح نتنياهو في الخطوة كان في انه جلب العناصر الثلاثة في الاقتصاد – الحكومة، الهستدروت والمنظمات الاقتصادية – للانخراط واعطاء نتيجة ممتازة. كل ذلك في ظل ادارة مفاوضات ناجحة، اظهار رباطة جأش، تحليل سليم للمواقف المختلفة، تصميم واصرار. كانت في هذه المفاوضات لحظات صعبة من الحسم والمناورة، ونتنياهو فعل ذلك بشكل يبعث على الثناء.

الاقوال وكأن نتنياهو قابل للضغط ويعيش حالة ضغط ليست صحيحة. العكس هو الصحيح.

الطريقة التي وقف فيها في الصراعات لتغيير بنية الاقتصاد كانت تشبه سلوك جنرال في ميدان المعركة. كان فيها – بالخلاصة – تحكم ذاتي ورباطة جأش، حتى عندما وقف امام استفزازات شديدة جدا. وقد وجد الامر تعبيرا بارزا له عندما حصل في احدى المفاوضات مع عاملي الموانىء، في لقاء عقد في معاليه هحميشاه في اثناء العام 2004، أن شتم رجال اللجان نتنياهو حقا، فرد برباطة جأش جديرة بالثناء. في ذاك اللقاء ولد الحل الذي شكل في السياق الاساس للاتفاق في موضوع الموانىء. نحن، الذين كنا في ذاك اللقاء وسطاء، وجدنا من السليم دعوة اللجان للكف عن الشتائم احتراما للمكانة والاشخاص فيه.

الإصلاحات التي انتهجت في حينه، من نتنياهو، بيرتس وأنا، ادت الى الا ينهار اليوم الاقتصاد الاسرائيلي وصناديق التقاعد وان كانت هبطت في قيمتها الا انها لم تندثر مثلما كان متوقعا حصوله في لحظة الازمة – لولا الاصلاحات. منذ الاصلاحات نشأت اماكن عمل عديدة ورغم الازمة، التي نوجد نحن في ذروتها، البطالة لا ترتفع الى حجوم كان ممكنا التخوف من أن تصل اليها، وفي صندوق الدولة بقيت عملة صعبة بكميات قادرة على أن تساعد في انقاذ القطاع المالي او الاقتصاد الحقيقي اذا ما وصلنا لا سمح الله الى درك اسفل.

خلاصة الامر من المهم لي أن اشهد بان نتنياهو، كوزير مالية، يتمتع برؤيا اقتصادية، وجد الطريق لحل المشاكل الاليمة وشق طريقه برباطة جأش، بتصميم وبتحكم ذاتي جدير بالثناء. واني واثق بانه هكذا سيتصرف في المستقبل، كرئيس وزراء، وسيحافظ على الحصانة الاقتصادية وعلى اماكن عملنا جميعا.