استشهدت والدتها وشقيقيها

تقرير الطفلة "نور السواركة" تروي الحكاية:كيف هربت من الصواريخ ولماذا صُدمت عندما عادت؟

الساعة 11:44 ص|16 نوفمبر 2019

فلسطين اليوم

"نور السواركة".. طفلة لا يزيد عمرها عن 12 عاماً ، لا تستوعب من معاني الكلمات كثيراً أو مفاهيم الحرب والسلم، تجد نفسها بين أسرة المستشفى، تراعي إخوتها الأطفال، تسكت هذا وتربت على ذاك، فهي الأخت والأم، بعد أن حرمت من والدتها الشهيدة وشقيقيها الشهيدين، الذين استشهدوا جراء 4 صواريخ "إسرائيلية" حاقدة، انهالت على بيوتهم "الزينقو" فقتلت من قتلت وأصابت من أصابت ولسان حالها يسأل ببراءة "شو ذنبنا وماذا فعلنا"؟

فالطفلة السواركة حرمت من والدتها يسرى السواركة (39 عاماً) وشقيقيها معاذ (7 سنوات)، ووسيم (13 عاماً)، ونجت من مجزرة طائرات الاحتلال "الإسرائيلي"، التي قصفت منزلاً لعائلة السواركة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فاستشهد فيه 8 من أفراد العائلة سيدتان و5 أطفال ورجل.

هذه المجزرة التي هزت أركان كل من سمع بها، حيث سوت الصواريخ منزلهم والمنازل المجاورة المصنوعة من الزينقو بالأرض، فدفن الأطفال تحت الركام، في مشاهد إنسانية لا تنم سوى عن ظلم وحقد واجرام صهيوني.

وقد شنت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي"، عدواناً كبيراً على قطاع غزة استمر يومين بدأ باغتيال قائد سرايا القدس في المنطقة الشمالية بهاء أبو العطا واستشهاده وزوجته، فضلاً عن استشهاد 33 مواطناً آخرين بينهم أطفاء ونساء.

تقول نور :"ماذا فعلنا لإسرائيل نحن الأطفال، وماذا ذنب والدتي وأخواني الشهداء وأولاد عمي يستشهدوا ويصابوا، ويطلق عليهم صواريخ كبيرة تقتلهم ويحرمونا إياهم".

راح البيت وأصحابه

وتروي نور الحكاية، فتقول: "استيقظت على صوت الصواريخ، فهربت مسرعة من البيت لأرض مجاورة وبقي أخوتي في المنزل، وقفت خائفة وأرجف، ولا أعرف ماذا حدث لهم، وبعد أن توقف الصواريخ، رجعت لبيتي ولم أجده، فتحول لحفرة واسعة عميقة، وعرفت أن والدتي استشهدت وإخوتي اثنين كذلك وأولاد عمي"، فيما جرح أخوتها نرمين وريم وسالم أما والدها محمد (40 عاماً) فيرقد في غرفة العناية المركزة.

وتضيف:" لم يطلقوا علينا صاروخ تحذيري لنخرج من المنزل، فالصواريخ سقطت فجأة علينا، ولا أعرف ماذا حدث، فأنا كنت أسمع عن القصف والتصعيد، ولكن لم أتخيل أنهم سيقصفون بيوتنا الضعيفة".

وعن اعتراف الاحتلال بقصف البيت بطريق الخطأ تقول نور ببراءة:" إسرائيل تكذب فهي تطلق الصواريخ أينما تريد، لكنها تكره أطفال غزة وفلسطين، وأطالب كل انسان شريف أن يدافع عن فلسطين وأطفالها، ولا يترك حقهم.

نور وما تبقى من إخوانها حرموا من والدتهم وشقيقيهم ولم يتبقى لهم سوى والدهم الجريح، الذي أصيب خلال القصف، سيخرجون من المستشفى للعراء بعد هدم منزلهم ليس لهم حول ولا قوة سوى الأقارب ومن حولهم من جيران ليتلقفوهم.

جريمة حرب مكتملة

من ناحيته، أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، أن الاحتلال الإسرائيلي ينكشف في كل مرة ارتكابه المجازر بحق الأطفال وعائلات فلسطينية بأكملها كما حصل مع عائلة السواركة (أبو ملحوس) في دير البلح وسط قطاع غزة.

وقال البريم في تصريح صحفي :" إن استهداف الأطفال والمدنيين والعائلات والمنازل الآمنة هو جريمة حرب مكتملة الأركان ،داعياً المؤسسات الحقوقية والإنسانية لفضح جرائم الاحتلال وتعريته، والعمل على محاكمة قادته وضباط جيشه كمجرمي حرب.

كما طالب المنظمات الدولية كافة وفي مقدمتها الأمم المتحدة للقيام بمسؤولياتها لإدانة  الاٍرهاب الاسرائيلي.

وأكد أن استمرار استهداف العائلات والمنازل لن يؤثر على إرادة الصمود لدى شعبنا الفلسطيني ولا روحه التي لا تقبل الذل والهوان وسيواصل مقاومته المشروعة دفاعا عن نفسه وأرضه.

تحقيق عاجل

وقد قدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تعازيه لعائلة السواركة (أبو ملحوس) في دير البلح وسط قطاع غزة، التي استشهد ثمانية من أفرادها جلهم نساء وأطفال جراء عدوان الاحتلال عليها.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم غوتيريش، إن "الأمين العام يعرب عن صادق تعازيه لعائلة السواركه ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك بسرعة إلى إجراء تحقيقات".

وأضاف حق في مؤتمر صحفي دوري "نحن نعارض جميع عمليات قتل المدنيين"، مضيفاً بقوله إنه "في حالة عائلة السواركه، من الواضح أنها مأساة".

كلمات دلالية