خبر المتعطلون عن العمل يعلقون آمالاً كبيرة على إعادة الإعمار بغزة

الساعة 06:54 ص|09 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

مع كل حديث عن عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة يتزايد الأمل لدى المتعطلين عن العمل بإمكانية عودتهم إلى أشغالهم الذين حرموا منها منذ أكثر من سنتين.

ويتفاوت الأمل والتفاؤل بإمكانية البدء بعملية الإعمار من شخص لآخر ولكن جميعهم يجمع على أن إعادة الاعمار ستفضي إلى تشغيل الغالبية العظمى منهم.

ويعزو هؤلاء ذلك إلى حجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 22 يوما.

ويتطلع المواطن حسين شحادة إلى العودة إلى عمله في مجال البناء والذي فارقه قسرا منذ ثلاث سنوات تقريباً، حين أغلقت إسرائيل الحدود أمام عمال القطاع في بداية شهر آذار من العام 2006 في أعقاب فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية.

ويؤكد "شحادة" في أواخر الأربعينيات من عمره أنه ومنذ ذلك الحين يعيش أوضاعا اقتصادية غاية في الصعوبة لعدم وجود مصدر رزق.

وقال: إنه اضطر خلال تلك الفترة إلى إخراج أبنائه من الجامعة وإجبارهم على العمل بأجور زهيدة في بعض الورش، ولكن كل شيء انتهى وأغلق منذ أن شددت إسرائيل من حصارها على القطاع في أعقاب سيطرة حركة حماس على القطاع قبل نحو عامين.

ويعول شحادة كثيرا على إعادة الإعمار التي قد تفتح له ولأبنائه المجال للعمل، مؤكدا أن هذه العملية هي الفرصة المتاحة أمام المتعطلين للخلاص من الأزمة الاقتصادية وآثارها المدمرة.

وعبر عن مخاوفه من إمكانية تأخر البدء في عملية إعادة الإعمار بسبب المناكفات السياسية والاختلاف على الآلية، داعيا المتنازعين على ذلك إلى تغليب المصلحة الوطنية.

ويؤكد "طه سعيد" أنه ينتظر إعادة الإعمار أكثر من أصحاب البيوت والمصالح المدمرة كونها النافذة الوحيدة التي قد تنقذه من الفقر المدقع.

وأشار سعيد المتعطل عن العمل إلى أنه ونظراءه المتعطلين عن العمل يتبادلون يوميا الحديث عن العمل وإمكانية العودة إليه، لافتا إلى أن عملية إعادة اعمار حقيقية ستساهم في تشغيل المتعطلين سنوات طويلة.

ووصلت مستويات الفقر في قطاع غزة خلال السنتين الأخيرتين إلى مستويات قياسية، إذ بلغت أكثر من 70%، فيما تعدت نسبة البطالة هذا الرقم.

وارتفعت نسبة البطالة بعد شهر حزيران من العام 2007 بعد أن منعت إسرائيل المواد الخام من الدخول إلى القطاع وتوقفت جميع المصانع وورش العمل وانضم عشرات الآلاف من الذين يعملون في هذه المنشآت إلى صفوف العاطلين عن العمل.

ويؤكد حاتم معروف في الثلاثينيات من عمره أنه يراقب الأخبار عن كثب لمتابعة عملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى أنه بدأ يجهز بعض المعدات الخاصة بعمله في مجال البناء.

ويتوقع أن يفتح مجال العمل له ولجميع المتعطلين خلال الفترة القادمة إذا ما صدقت إسرائيل وفتحت المعابر أمام الاسمنت ومواد البناء.

ولفت إلى أن غالبية المتعطلين عن العمل يجهزون أنفسهم لاستئناف العمل مع قرب التوصل إلى تهدئة قد تفضي إلى فتح المعابر والبدء بتنفيذ عملية إعادة الإعمار.

وقال معروف الذي توقف عن العمل في أحد المشاريع الإسكانية منذ أكثر من عام ونصف: إن أوضاعه المادية وصلت إلى حد لا يمكن تصوره واضطر معها إلى الاستدانة والعمل في أشغال شاقة جدا لقاء أجور زهيدة.

وأشار إلى أنه لا يعرف حتى اللحظة كيف تدبر أوضاع أسرته الكبيرة خلال تلك الفترة التي لم يعمل خلالها إلا أسابيع معدودة.

ويتوقع الخبير الاقتصادي عمر شعبان أن يتمكن أكثر من مئة ألف عامل من العمل في عملية إعادة الاعمار التي ستستغرق شهورا طويلة، مبررا ذلك بحجم الدمار الهائل الذي طال عشرات آلاف المنازل والمصانع والورش.

وقال شعبان لـ "الأيام": إن عملية إعادة الاعمار ستفتح المجال لجميع التخصصات بالعمل، بدءا من عمال الحفر إلى المهندسين والمشرفين والإداريين.

وتوقع شعبان أن يشهد القطاع حال فتحت إسرائيل المعابر وبدأت عملية إعادة الاعمار دورة تجارية وتشغيلية نشطة جداً.