خبر الغزيون متفائلون ومنشغلون برسم خطط جديدة للأيام المقبلة

الساعة 06:35 ص|09 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

ينشغل المواطن الفلسطيني في قطاع غزة هذه الأيام في رسم خارطة القطاع مع توارد أنباء ايجابية عن قرب الإعلان عن تهدئة مع الاحتلال تستمر لمدة عام ونصف، وأخرى عن قرب التوصل لصفقة تبادل للأسرى، خاصة بعد الحرب الضروس التي عانى منها المواطنون على مدار ثلاثة أسابيع، أحدثت دماراً كبيراً وسقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى.

 

ولعل حال المواطن الفلسطيني في غزة، فتجده ينتظر نشرات الأخبار الرئيسية على مدار الساعة، ليتلقى خبراً ساراًً عن قرب التوصل إلى تهدئة تتيح له ممارسة حياته بشكل طبيعي وترفع الحصار الذي شل قطاعات حيوية على مدار أكثر من عام ونصف العام.

 

ويخوض وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يرأسه القيادي في الحركة د. محمود الزهار مفاوضات ماراثونية مع المسؤولين المصريين للتوصل لقرار نهائي بشان التهدئة، وذلك عقب محادثات استمرت على مدار أكثر من أسبوع. ويلتقي الوفد اليوم الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية لتسليمه الرد النهائي لحماس والفصائل حول التهدئة.

 

وبدا المواطن طه خليفة ( 20 عاما) متفائلاً من المرحلة القادمة، في حال أعلن عن التهدئة وأطلق سراح الأسرى مقابل "جلعاد شاليط". يشاطره الرأي محمد درويش ( 36 عاما) ويقول:" فالزهار لم يخرج من غزة إلا لينهي ترتيبات كلا الأمرين، وبعدها سترى كيف ستصبح الأوضاع في غزة".

 

المسنة أم محمد (67 عاماً) تقول بلهجة متفائلة: "أعتقد أنهم إذا أطلقوا سراح شاليط فإن الأمور في غزة سوف تتحسن، كفانا عذابا ومرارة، خاصة ما خضناه خلال الحرب الأخيرة"

 

وتضيف: "التهدئة القادمة ستكون أفضل، وخير ما في الموضوع أنهم سيطلقون سراح الأسرى والأسيرات ليعودوا إلى أسرهم سالمين، أنا أم، وعندي ثلاث بنات، لذلك أستطيع أن أتفهم مشاعر أهلهم جيدا ".

 

وكان د.محمود الزهار القيادي في حركة "حماس" ورئيس وفد حماس لبحث ملف التهدئة أكد على أن حركته راغبة في إبرام تهدئة مع الاحتلال بشروط غير مجحفة بحق الشعب الفلسطيني, وترميم ما دمره الاحتلال في حربه على قطاع غزة.

 

وشدد الزهار على أن المشاورات التي أجراها وفد الحركة سابقا مهدت الطريق أمام وصول الوفد برئاسته إلى القاهرة, حيث سيعمل الوفد على تسلم التوضيحات التي طلبتها الحركة بشأن فتح المعابر ورفع الحصار.

محمود خليل (21عاماً) ، طالب في جامعة الأقصى، يرى أن الأمور تسير باتجاه تحسين الوضع المعيشي للمواطنين في قطاع غزة، ويضيف: "لأن المرحلة الآن مرحلة بناء حسب اعتقادي، وفي حال ما إذا أرادت (إسرائيل) القيام بحرب ضدنا – وهو أسوأ احتمال لدي- فماذا ستفعل أكثر مما فعلته؟".

 

وشنت (إسرائيل) حرباً قاسية على قطاع غزة في السابع والعشرين من كانون أول/ديسمبر الماضي، أحدثت دماراً كبيراً في البنية التحتية ومنازل المواطنين، إلى جانب سقوط آلاف الشهداء والجرحى نصفهم من الأطفال والنساء.

 

ويتابع محمود مؤكدا أن إتمام صفقة تبادل الأسرى ستكون في صالح المقاومة، مقدما براهينه على ذلك، لا سيما أن أسر "جلعاد شاليط" فرصة قد لا تتكرر لتحرير الأسرى ذوي المحكومات العالية، "وهي فرصة لنا أيضا للتخلص من وجه هذا الجندي النحس، الذي لم نر خيرا منذ أسره!".

 

وكانت صحيفة "الحياة اللندنية" نقلت عن مصادر فلسطينية في غزة أن (إسرائيل) وافقت في إطار صفقة تبادل الأسرى على إطلاق نحو ألف أسير فلسطيني، من بينهم النساء والأطفال والوزراء والنواب.

 

ورجحت تلك المصادر أن توافق (إسرائيل) على إطلاق 25 أسيراً ممن أمضوا سنوات طويلة في الأسر أو المحكومين عشرات السنين، أو ممن قتلوا يهوداً أو جنوداً إسرائيليين.

 

لكن حركة حماس الفصيل الذي شارك في أسر الجندي شاليط، والتي تحتفظ به أكدت عدم وجود أي تقدم في هذا الملف.

 

ويشاركه الرأي زميله الطالب هاني عبد الله من مدينة رفح، ويضيف " محمود محق تماما فيما قاله، لأن اليهود لن يفعلوا أكثر مما فعلوه، لكن من المهم أن يتم بناء ما تهدم، وأنا أتوقع ذلك، لأن حجم الدمار الموجود في غزة كبير جدا، وسيتطلب حملة إعمار طويلة الأمد قد تساهم في تخفيف حجم البطالة الكاسحة لدينا".

 

ويتابع" أما بالنسبة لشاليط، فأنا سعيد بأن قضيته على وشك الانتهاء، خاصة وأننا كنا نعتقد أن وجوده في غزة سيمنع (إسرائيل) من مهاجمتنا، لتكتشف الحرب الأخيرة أن ذلك كان وهما".

 

ويطالب هاني، المقاومة بعدم تقديم شاليط بثمن شبه مجاني لـ(إسرائيل)، فيقول: "أطلب من المقاومة ألا تسلم شاليط بثمن بخس، خاصة من الأسرى ذوي الأحكام التي شارفت على الانتهاء، أو أن يتم تسليمه مقابل عدد تافه من الأسرى، بل يجب أن يكون ثمنه باهظاً، كما كان الحفاظ عليه بالنسبة لنا باهظاً".