في ذكرى حدّ السّيف..الحرب الصامتة لا تتوقف!!/ بقلم: عماد الإفرنجي

الساعة 10:00 ص|11 نوفمبر 2019

فلسطين اليوم

في مثل هذا اليوم من العام الماضي حققت المقاومة الفلسطينية في عملية "حد السيف" إنجازا تاريخيا في الحرب الدائرة مع الاحتلال وأجهزته الأمنية المتعجرفة، التي لو حدثت في أي دولة في العالم لعدّوها عيدا وطنيا يُحتفَل به كل عام.

المعركة الأمنية عادة لا ترى، وتبقى خفية لا يرى إلا أثرها، لكن هذه المرة يقظة أبطال القسام وسرعة وحكمة تصرفهم أوقعت بفريق من وحدة "سيريت متكال" التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ذات المهام المعقدة على مستوى فلسطين وخارجها، حيث قُتل قائد الوحدة وأصيب آخر بجراح خطيرة، ولم يتمكن باقي الفريق من الخروج من شرق خانيونس إلا بعد تدخل جوي نفذ نحو 80 غارة خلال خمس دقائق، ولولا ذلك لظفرت القسام بأسرى جدد لا شك سيغيرون معادلة الصراع مع الاحتلال.

ورغم تدمير كل أدوات العملية من مركبات ومعدات وتقنيات فإن المقاومة حظيت بما وصفته الكنز الاستخباري، وتمكنت من فك شيفرات الكثير من أساليب "سيريت متكال"، وهوية أعضاء الفريق، وأسمائهم الحقيقية، وكشفت صورهم، ما أصاب الاحتلال بالذهول والصدمة اللذين يعاني منهما حتى الآن.

إن إعداد فريق عملياتي إسرائيلي بهذه المهارات والتدريبات العالية وإتقان اللغة العربية، وحتى اللهجة المناطقية، لا يمكن توفير بديل عنه بسهولة، وسيفكر ألف مرة قبل أن يدخل غزة لينفذ عملياته.

الاستخبارات الإسرائيلية أرادت اختراق عقل المقاومة التي أصبحت تدير عملياتها كاملة وبحرية، بعدما تمكنت كتائب القسام من إنجاز شبكة اتصالات آمنة، وغامرت بوحدة سرية خاصة لتنفيذ عمليات أهمها "حد السيف" للسيطرة على الاتصالات ومعرفة ما تفكر فيه المقاومة، وتدرك الأخيرة أن عمليات الاحتلال قد تتغير أشكالها وأساليبها لتحقيق هذا الهدف، لكنها لن تتوقف.

كشفت العملية للمقاومة الكثير من خبايا عمل الاستخبارات الإسرائيلية في غزة وخارجها، ونقلت العمل الأمني للمقاومة نقلات نوعية ما زالت تصيب الاحتلال بالقلق والتردد، وفي الوقت نفسه أصابت الساحة السياسية الإسرائيلية بالاضطراب من استقالة وزير الجيش ليبرمان وجولتين انتخابيتين قد تصلان إلى الثالثة، وحالة من الجمود السياسي غير مسبوق ، في حين ما زالت "سيريت متكال" تعاني وستبقى تعاني!

العملية تفرض على المقاومة تطوير عملها وأدائها في صراع الأدمغة والحرب الأمنية الصامتة، وهو ما نعتقد أنها تقوم به، فالعمل الأمني هو العين التي ترى بها القيادة العسكرية، وحتى السياسية، بيد أنها تفرض على كل فلسطيني أن يكون عينا للمقاومة في تحصين نفسه وأسرته ابتداء، ومن ثم ألا يمر أي حدث أو موقف مريب وملفت أو معلومة دون إبلاغ المقاومة بها، فالمقاومة واعية، وعلينا جميعا أن نكون واعين.