خبر ماذا ينتظر غزة: أيمن خالد

الساعة 07:03 م|08 فبراير 2009

بلال الحبشي رضي الله عنه عندما كان ملقى على رمال مكة المكرمة، ويضربه الجلادون بالسياط، كان قراره بأن يقول أحد أحد..، هذه الكلمات التي لو قال غيرها، لبقي بلال الحبشي عبداً بيد السادة، ولما تبدل أي شيء في المعادلة، ولكنه مع اصراره على الرفض، نال حريته، وكان عنوان حرية الملايين من العبيد من بعده.

غزة وهي مصلوبة الآن، وسياط الجلادين من مختلف الأنواع تطلب منها أن تغير في النهج والسلوك، ولكنها تصر على ذات الكلمة، لأن كلمة احد أحد اليوم تعني، ان تتحمل الأمة أعباء هذه الكلمة، وان لا تخضع لليهود، العدو الطبيعي للإسلام والمسلمين، فهي إلى حد بعيد، تشبه بلال الحبشي، وهي تدرك أن قبول الهزيمة لن يمنحها الحرية، وأن الموافقة على الشروط الإسرائيلية لن يجعل منها ذات يوم حرة، وستظل تعيش داخل عصر مرير من العبودية.

ما تفعله غزة، هو أنها تصر على الرفض، رغم القيود ومرارة الحياة، وبالتالي اذا كان صبر بلال قد حرره وحرر العبيد، فان غزة سيكون لصبرها ذات الرسالة، وستكون حرة وتكون مفتاح حرية كل المكبلين في هذا العالم، ليس لان غزة خارجة على المنطق، ولكن لا غزة ضمن قاعدة المنطق، فالتدبير الالهي في الكون هو اكبر بكل تاكيد من كل صنوف التخطيط  والتكبيل، ويبقى دائما الصبر عنوان الانتقال من حال الى حال، فإذا صبرت غزة، فهو بعض العذاب الذي ستتحمله، لكن الدنيا ستتغير، وإذا لم تصبر فان غزة ستعيش العذاب بشكل متواصل وعبر طرق عدة.

ما ينتظر غزة، هو بعض الألم، الذي اعتادت عليه، والكثير من الكلام في السياسة الذي لن يبدل من الواقع شيئا، وما ينتظره العالم من غزة، هو أن تتوقف عن هذا التحدي، وهذه الصرخات، لأن صبرها على هذه المرارة  يلاحق كل الظلمة، فالقاتل عندما لا يستطيع إسكات صوت الضحية، يعني له ذلك أن صوتها قادم لا محالة، وعليه أن يغير إن استطاع من تلك النبرات القادمة، بغية أن يحافظ على ما اكتسبه من قبل.

لا تستطيع غزة أن تكون غير غزة، ولا تستطيع أن تكون صوتاً يطمئن إليه قاتلها، ولا تستطيع أن تطمئن إليه كما يريد، فهي تعلم أن بعض الألم الذي تعيشه، خير مما يمكرون.