خبر المسفر: دعوة الدوحة لمؤتمر إعمار غزة هدفه مساعدة الفلسطينيين فقط

الساعة 06:40 م|08 فبراير 2009

فلسطين اليوم - الدوحة

نفى مصدر قطري أن تكون مشاورات الدوحة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة رسالة مناكفة للإدارة المصرية أو محاولة للتقليل من أهمية المؤتمر الدولي للمانحين قصد إعادة إعمار غزة الذي أعلن عنه الرئيس حسني مبارك في قمة الكويت الاقتصادية العربية، وأكد أن الجهد القطري يتعلق بمحاولة صادقة لإنقاذ الفلسطينيين ومساعدتهم على مواجهة العراء في فصل الشتاء البارد.

 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة القطرية الدكتور محمد المسفر في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن الجهود القطرية لمساعدة غزة ليست موجهة ضد أحد وليست لها أي أجندة سياسية، وقال: "دعوات قطر هي دعوات صادقة وليست لها أجندة محددة أو مشروعا سياسيا محددا، وإنما هدفها التعجيل بإعمار غزة ومساعدة الفلسطينيين الذين يعيشون في العراء على مواجهة هذه المرحلة وإعادة إعمار غزة بما يتلاءم ومساحة الأراضي المخصصة للبناء وما يتناسب وطبيعة المواجهات المحتملة مع قوات الاحتلال في المستقبل".

 

وأشار المسفر إلى أن مخاوف مصر من الجهود القطرية تعود لطبيعة النوايا التي يتضمنها المشروع المصري ـ الإسرائيلي لإعادة الإعمار في غزة، وقال: "المشروع المصري ـ الإسرائيلي لإعادة إعمار غزة هو مؤامرة كبرى تقوم على نظرية تهديم غزة بالكامل وإعادة بنائها على أساس شوارع كبرى بعرض 60 مترا وأن تتم إزالة كل المواقع والعقبات لسهولة الحركة والدخول لمدينة غزة، بمعنى أن تكون غزة حسب المخطط العسكري وحسب العليات العسكرية الإسرائيلية في أي مواجهة عسكرية مرتقبة"، على حد تعبيره.

 

واستغرب المسفر تأجيل مؤتمر المانحين إلى مطلع آذار (مارس) المقبل، وأوضح أن هذا الموعد بعيد جدا ويترافق مع موعد قمتين  في الدوحة العربية واللاتينية، وربط بين ذلك وبين جولة الرئيس حسني مبارك الأروبية التي بدأها اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، وقال: "هناك تساؤل كبير عن السر في تأجيل مؤتمر المانحين إلى مطلع آذار (مارس) المقبل، مع العلم أن هذا الشهر سيشهد مؤتمر للقمة العربية والقمة اللاتينية، وغير معروف عما إذا كان ذلك يعني أن الرئيس مبارك قد لا يحضر قمة الدوحة، وهو سيأتي بعد جولة أروبية للرئيس مبارك أعتقد أنها تمثل نذير شؤم على العرب والفلسطينيين، وهي تأتي بعد بروز مؤشرات إيجابية من أروبا للتعجيل بإعادة إعمار غزة والعمل على فتح أبواب الحوار مع "حماس" وإخراجها من التصنيف القديم بأنها حركة إرهابية، والتعامل معها كحركة تحرر وطني، وبالتالي فإنه يريد إقناعهم بالعدول عن المضي قدما في هذا التوجه"، على حد تعبيره.     

 

وكانت القاهرة قد قد أعربت عن استغرابها لدعوة قطر الى مؤتمر دولي لاعمار غزة، وأشارت إلى أن مثل هذه الدعاوى تتسبب في تشتيت الجهد الدولي الهادف الى اعادة اعمار غزة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي في تصريحات صحفية له ان المؤتمر الذى تستضيفه القاهرة يوم 2 آذار (مارس) المقبل لإعادة إعمار غزة هو المؤتمر الذى سوف يتوجه إليه المجتمع الدولى للعمل على إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال:"إنه رغم أن هذا الأمر (دعوة قطر لمؤتمر لإعمار غزة) مستغرب، لكننا سنمضي في طريقنا، وفي طريق إعداد المؤتمر الذي تستضيفه القاهرة بغض النظر عن أي شيء آخر، وعندما تكون هناك ازدواجية من هذا النوع فإن هذا أمر يشتت انتباه بعض الدول لما يحدث ولما يجب أن يحدث وللجهد ككل، لكن معظم الدول واعية بأن الجهد المصري هو الأساس سواء سياسيا وكذلك في موضوع إعادة الاعمار".

 

هذا وكانت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء، قد نقلت عن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم أن بلاده ترغب في عقد مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وأنها تطلب مساندة تركيا لتلك المبادرة.