خبر كاهانا انتصر-هآرتس

الساعة 10:59 ص|08 فبراير 2009

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: بامكان العنصري حاخام كاهانا ان يرقد في قبره بسلام فنهجه ينتصر الان على يد ليبرمان ويصبح مقبولا على المجتمع الاسرائيلي كله وسنندم ذات يوم حين لا ينفع الندم - المصدر).

بإمكان الحاخام مئير كاهانا ان يرتاح في مرقده بسلام: نظريته انتصرت. الكاهانية تحولت الى نهج شرعي في الخطاب الشعبي المركزي في اسرائيل، بعد عشرين عاما من استبعاد قائمته وبعد سنوات طويلة من اغتياله. ان كان هناك شيء ما يميز الحملة الانتخابية الخاوية المقبلة، التي ستنتهي بعد غد، فهو تحويل العنصرية والشوفونية القومية الى قيم مقبولة دارجة.

لو كان كاهانا حيا وخاض انتخابات الكنيست الثامن عشر، فلن يتوقف الامر على عدم استبعاد قائمته وانما كان ليفوز باصوات كثيرة على غرار ما يتوقع لقائمة "اسرائيل بيتنا". المحظور اصبح مباحا، والمنبوذ اصبح مقبولا والمكروه اصبح مسلما به – هذا هو المنحدر الشديد الذي تدهور اليه المجتمع في اسرائيل خلال العقدين الاخيرين.

لا حاجة للتوقف عند الاكتشاف المدوي الذي توصلت اليه هارتس، عندما كشفت النقاب عن ان افيغدور ليبرمان كان عضوا في حركة "كاخ" في شبابه. الجواد الاسود لهذه الحملة الانتخابية كان وبقي كاهانيا. الفوارق بين كاخ وبين اسرائيل بيتنا ضئيلة، ليست مبدئية وهي بالتاكيد ليست موجودة في المستوى الاخلاقي. الاختلاف موجود في تفاصيل تكتيكية: ليبرمان يدعو الى "اختبار ولاء" فاشي كشرط لاعطاء المواطنة لعرب اسرائيل، وكاهانا دعى لحرمانهم من مواطنتهم من دون شروط. عنصري واحد (ليبرمان) يدعو لنقلهم للدولة الفلسطينية، واخر (كاهانا) دعى الى طردهم.

الان ها هو مبتدع العنصرية الاسرائيلية الجديدة يوشك في التحول الى قائد لحزب كبير على ما يبدو سيكون شريكا في الحكم مرة اخرى: نتنياهو قد تعهد بان ليبرمان سيكون في حكومته وزيرا هاما. لو ان شخصا شبيها به انضم الى حكومة ما في اوروبا لقطعت اسرائيل العلاقات معها. ولو ان احدا ما كان قد توقع في عهد كاهانا البائس بان الوعد بتحويل خليفته الى وزير هام سيعتبر هنا ذات يوم مكسبا هاما من الناحية الانتخابية، لقالوا ان هذا كابوس ليلي. ولكن الكابوس اصبح هنا والان.

ليبرمان وجنوده يمتطون موجة الكراهية للعرب والديمقراطية وسلطة القانون، والشوفينية القومية والعنصرية والتعطش للدم، تلك الامور التي تحولت ويا للفزع الى ذخر انتخابي ساخن في السوق. هو مثل كل الشخصيات السياسية على شاكلته يؤجج المشاعر المتدنية في الصهيونية، خصوصا في اواساط ابناء الشرائح الفقيرة المنبوذة والقادمين الجدد، و ليس هناك فقط. شبان كثيرون ومن بينهم جنود مغسولي الادمغة سيعطونه صوتهم. لا ينبذهم احد. هو حدد لنفسه هدفا سهلا وضعيفا نسبيا، عرب اسرائيل، وها هو يضرب انصاره بهم. ولكن نظريته ونهجه قد تغلغلا الى ما هو ابعد من ذلك.

ليبرمان وصلت الشارع والجمهور، وهذا الجمهور متعطش للكراهية والانتقام والدم. حرب عدمية مع مئات الاطفال القتلى استقبلت هنا بالتعاطف، ان لم نقل بالفرحة. حاولوا استبعاد القوائم العربية بمبادرة من احزاب من الوسط ومن اليسار، وهذه القوائم مستبعدة مسبقا من اية حسابات سياسية. الطلاب العرب لا يستطيعون اسئجار شقة. عندما ستندلع هنا ذات مرة انتفاضة عرب اسرائيل سنعرف من الذي نوجه اليه اصابع الاتهام – من حرض بصورة اجرامية ضدهم، وبدرجة لا تقل عن ذلك من حول هذا التحريض الى مسألة دارجة مقبولة وشرعية. الورم الخبيث قد ارسل اوراما شبيهة به لكافة انحاء الجسد الاجتماعي ولم يتبق الان الا توجيه نداء يائس وصرخة اللحظة الاخيرة: ابعدوا اياديكم عن هذا العمل الشرير. اياكم ان تنتخبوا اسرائيل بيتنا حتى لا تتحول لا سمح الله الى بيت اسرائيلي حقا.