خبر عرب إسرائيل..التغلب على الغضب والاغتراب-يديعوت

الساعة 10:51 ص|08 فبراير 2009

بقلم: أ. ب يهوشع "كاتب روائي شهير"

(المضمون: الاغتراب وعدم الاكتراث في يوم الانتخابات، بسبب حساب سياسي هذا او ذاك، سيشكلان خطرا على الحقوق الاساس لنا جميعا، من يهود وعرب على حد سواء - المصدر).

ومرة اخرى، مثلما هو دوما عشية الانتخابات في اسرائيل، من المهم أن نتوقع من عرب اسرائيل، او من الفلسطينيين الاسرائيليين، المشاركة بشكل نشط في المعركة الانتخابية. هذه الانتخابات، اكثر من الانتخابات السابقة، مجرد تصويت عرب اسرائيل مهم، حتى بدون صلة اي حزب يختارون.

عندما يقوم المواطن بواجبه ويمارس حقه في التصويت لا يمكنه ألا يفكر الى الامام ايضا، كيف سيجدي تصويته في الوصول الى الهدف الذي يتطلع اليه وكيف سينخرط في منظومة القوى التي ستتبلور بعد الانتخابات. تفكير وهوية الناخب موجودان في المعركة وليس خارجها. عرب اسرائيل، الذين مشاكلهم الوجودية والسياسية على درجة من الكبر، لا يمكنهم أن يسمحوا لانفسهم بان يغتربوا عن الانتخابات، حتى لو كانوا غاضبين، ولديهم اسباب وجيهة لذلك، على دولة اسرائيل.

اذا كان اغتراب لعرب اسرائيل عن دولة اسرائيل ومؤسساتها، ويجد هذا تعبيره بعدم الاكتراث من الانتخابات، فستستغله دوائر اليمين لتبرير ازاحة المسؤولية والتكافل السلطوي تجاه الاقلية العربية القومية. عدم مشاركة، او قلة مشاركة عرب اسرائيل في الانتخابات القريبة ليس فقط ستضعف جوهريا معسكر الحل الوسط والسلام وبالتالي تعرقل اكثر فأكثر حل اقامة دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل، بل هذه المرة عبر ايديولوجيا حزب اسرائيل بيتنا وعبر الشعار الخطير والجديد "بلا ولاء لا مواطنة" سيستشري سم خطير في الجمهور اليهودي الاسرائيلي تجاه عرب اسرائيل، وهذا السم يجب وقفه فورا وبحزم. ثمة مجال للتخوف من الا يتمكن الجمهور الليبرالي الاسرائيلي العام من وقف هذا السم دون مساعدة جدية من جانب عرب اسرائيل في الساحة السياسية.

رغم المشاكل التي كانت ولا تزال قائمة بين الاقلية العربية والاغلبية اليهودية في دولة اسرائيل، فعلى مدى 62 سنة الاخيرة عرف الطرفان كيف يحافظان على التعايش المحتمل في داخل جحيم الحروب، الارهاب والاحتلال حولهما. كان واضحا أن الطرفين يجندان حكمة ضرورة التعايش المعقول والضروري، والا لكان واضحا ان الاغلبية والاقلية المتداخلتين جغرافيا الواحدة بالاخرى دون امكانيات الفصل من شأنهما أن يتدهورا الى هوة خطيرة.

ايديولوجيا "بلا ولاء لا مواطنة" والاخذة في التغلغل في الجمهور اليهودي، مصدرها غريب عن تاريخ الصهيونية. فهي لم تطلق من محافل اليمين الكلاسيكي، ليس من حركة بيتار وليس من ورثته في الليكود. كما أن الحركة الوطنية – الدينية، حتى بمفهوم ارض اسرائيل الكاملة، امتنعت عن هذا النوع من الاستفزاز.

فلا يدور الحديث عن ولاء بمعنى العلاقة بمنظمات الارهاب او اعمال الخيانة، مثلما حاول بنيامين نتنياهو اعطاء شرعية ديماغوجية لهذه الايديولوجيا. اعمال الارهاب والخيانة تبحث في المحاكم وفي الشرطة وليس في لجان فحص الولاء.

يدور الحديث بصراحة عن ولاء ايديولوجي مثلما حاول ليبرمان ورجاله صياغة ذلك. فمن يأخذ لنفسه الحرية لفحص ولاء العرب الاسرائيليين من شأنه في المستقبل أن يغرى بفحص ولاء اليهود ايضا. من هنا حيوي القضاء على هذا الميل ذي نزعة القوة وهو في مهده، على يد كل القوى الديمقراطية الاسرائيلية والا فان من شأنه أن يحظى بزخم خطير.

وعليه، ففي هذه الانتخابات على عرب اسرائيل أن يفهموا بان لا يدور الحديث فقط عن مساعدة برلمانية لمسيرة السلام، بل عن سلامة القيم الاساس للديمقراطية الاسرائيلية. الاغتراب وعدم الاكتراث في يوم الانتخابات، بسبب حساب سياسي هذا او ذاك، سيشكلان خطرا على الحقوق الاساس لنا جميعا، من يهود وعرب على حد سواء.