خبر اختتام أعمال « مؤتمر ميونيخ الدولي للسياسة الأمنية »

الساعة 07:53 ص|08 فبراير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تختتم اليوم الأحد أعمال "مؤتمر ميونيخ الدولي للسياسة الأمنية" بمناقشات حول تطورات الوضع في أفغانستان واستمرار العنف رغم تمركز عشرات الآلاف من قوات الأجنبية تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

 

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اليوم جيمس جونز مستشار الأمن القومي الاميركي لإجراء مباحثات في ظل التخوفات الأميركية من عدم قدرة كرزاي في السيطرة على الوضع. ومن المنتظر أن يشارك في المباحثات حول أفغانستان، وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونغ وأمين عام حلف الأطلسي ياب هوب دي شيفر والمبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك.

 

وشهد أمس أول النتائج الإيجابية للمؤتمر الذي تستضيفه ألمانيا حيث عادت الأصوات المتصالحة بين الغرب وروسيا ودعوة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا لمنح روسيا دور أكبر في الجهود المتعلقة بإيجاد حلول للصراعات الدولية وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني.

 

وفي الوقت نفسه، أحدثت "النغمة الجديدة" التي استخدمها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن حول نظام الدرع الصاروخي المزمع نشره في شرق أوروبا واهتمامه بالتشاور مع الحلفاء وموسكو رد فعل إيجابي لدى روسيا التي أبدت استعدادها لخفض ترسانتها النووية. وأعربت أيضا دول حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي عن رغبتها في فتح طرق جديدة للتعاون مع موسكو رغم إدانة الحرب الروسية في جورجيا والخلاف مع أوكرانيا حول إمدادات الغاز.

 

ومن ناحية أخرى، طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المجتمع الدولي بالعمل على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وقالت ميركل في معرض كلمة ألقتها أمس السبت أمام المؤتمر إن "منع إيران من الحصول على السلاح النووي سيكون اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولي".

 

وذكرت ميركل أن عروضا عديدة بإجراء المباحثات قدمت إلى إيران ، وأضافت: "نحن على استعداد للسير معا في هذا الطريق المشترك إلا أننا على استعداد كذلك لفرض عقوبات أشد حدة إذا لم نتوصل إلى حلول". وطالبت ميركل الدول الأعضاء في حلف الأطلسي باتخاذ خطوات شجاعة بشأن نزع الأسلحة. وأوضحت أن الهدف هو أن "نحيا في عالم خال من الأسلحة النووية.. غير أننا يجب أن نبدأ بتقليل أعداد الأسلحة النووية بصورة كبيرة".

 

كما ذكرت ميركل أن تعزيز التعاون العسكري بين الدول الأوروبية يمثل قوة لحلف الأطلسي. وأوضحت أن التعاون الأوروبي في السياسات الأمنية لن يمثل تنافسا مع الشراكة عبر الأطلسي، حيث أن ما تخشاه الولايات المتحدة هو محاولات الانفراد الأوروبية وتعدد المسارات في هياكل حلف الأطلسي.

 

وقالت ميركل أيضا إن هناك العديد من أوجه القصور في الإمكانيات العسكرية الأوروبية، وأضافت أن هذا المجال يمثل طريقا طويلا ما زال أمامه عمل كبير. وأوضحت أنه رغم ذلك فإن الاتحاد الأوروبي صار اليوم في وضع يمكنه من تولي مهام عسكرية في العالم. وكانت المستشارة الألمانية دعت إلى تبني استراتيجية جديدة لحلف شمال الأطلسي بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسه. وقالت ميركل في كلمتها أيضا إن الإجابة الصحيحة على هدف تكوين الاستراتيجية الجديدة يتمثل في بناء "شبكة أمن مشترك". وأضافت أن الطبيعة العسكرية للناتو يجب أن تشمل مستقبل عناصر الشرطة وجوانب السياسة الحضارية.

 

ووصفت ميركل الحلف بأنه "الركيزة الأساسية للعلاقات بين الجانبين عبر المحيط الأطلسي"، وأكدت في الوقت نفسه عدم قدرة دولة بمفردها على إيجاد حلول للنزاعات العالمية وطالبت بالمشاركة الدولية للتوصل إلى حل للقضايا العالمية. وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن العام الجاري سيكون بمثابة الاختبار الحقيقي لما أطلقت عليه "نظام العولمة السلمي" في ظل تقييم التقدم في خطوات التعاون الدولي. وشددت ميركل على ضرورة التوصل إلى اتفاقيات من شأنها تحقيق السلام في نظام العولمة وإيجاد حلول للقضايا والصراعات الرئيسية مثل قضية الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني وتطورات الوضع في أفغانستان والأحداث "المفزعة" في أفريقيا.

 

ودعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تجديد حلف شمال الأطلسي لجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. وأشار بايدن أمام "مؤتمر ميونيخ الدولي للسياسة الأمنية" أمس إلى ضرورة تجديد الحلف حتى يستطيع العمل بنجاح خلال القرن الحادي والعشرين كما كان عليه الحال خلال القرن الماضي. ورأى بايدن ضرورة استحداث قدرات وصلاحيات جديدة لحف الأطلسي لمواجهة الجرائم المتعلقة بالكمبيوتر وكذلك لتأمين الطاقة. وقال بايدن، مشيرا إلى الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس حلف الأطلسي: "هناك الكثير مما يجب الاحتفال به، ولكن يبقى الكثير مما ينبغي فعله".