خبر الأنفاق برفح.. عمليات تهريب مكثفة نهاراً وغارات إسرائيلية ليلاً

الساعة 06:20 ص|08 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

مع بزوغ فجر كل يوم تعج مناطق جنوب مدينة رفح، أو ما بات يعرف محليا بـ "مجمع الأنفاق" بالحياة، فأصوات محركات السحب المنبعثة من الأنفاق تدوي وتسمع عن بعد، والمركبات تكاد لا تتوقف عن نقل كميات كبيرة من السلع، أما صهاريج الوقود فتواصل توافدها على تلك المنطقة لتنقل آلاف اللترات من الوقود السائل إلى أسواق القطاع.

 

الأمر يتغير خلال ساعات الليل، فبعد غياب الشمس تصمت أصوات المحركات، ويبدأ عمال الأنفاق بمغادرة منطقة الحدود فرادى وجماعات، كما تخلو المنطقة من المركبات والشاحنات، وكذلك السكان المدنيون ممن يقيمون بجوار الأنفاق يغادرون منازلهم تحسبا من غارات ليلية متوقعة.

ويشير المواطن "عماد" مالك لنفق جنوب رفح إلى أن الغارات الإسرائيلية التي باتت تنفذ معظم الليالي دفعت أصحاب الأنفاق لاختصار العمل ليصبح 12 ساعة بدلا من 24.

 

وأوضح أنه نتيجة لذلك استعان مالكو الأنفاق بمزيد من العمال في محاولة لإخراج أكبر كمية ممكنة من البضائع قبل حلول الليل، الذي بات مكروها.

 

وبين أنه ورغم المحاولات الحثيثة التي يبذلها أصحاب الأنفاق لإخراج كميات كبيرة من البضائع خلال ساعات النهار، إلا أن هناك تناقصا واضحا في كميات البضائع المهربة والوقود، موضحا أن ذلك انعكس سلبا على أسعارها التي بدأت ترتفع بصورة تدريجية.

 

أما الشاب "سامي" وهو من سكان محافظة خان يونس ويعمل في أحد الأنفاق فأكد أن مالك النفق الذي يعمل فيه يسارع مع نهاية العمل في كل يوم لنقل المعدات المستخدمة في عمليات التهريب، مثل ماكينات السحب وأغراض أخرى، ويبعدها عن "منطقة الخطر"، تحسبا لتعرض النفق لقصف محتمل قد يدمر تلك المعدات الباهظة الثمن.

 

وأوضح أنه ورغم أن الغارات التي نفذت بعد انتهاء الحرب كانت ليلية إلا أن العمل خلال النهار لا يبدو آمنا، فكثيرا ما يخلي أصحاب الأنفاق والعاملون فيها مناطق الحدود خلال النهار، خاصة إذا ما حدث تحليق مفاجئ للطائرات الحربية الإسرائيلية.

 

وأشار إلى أن الغارات الليلية شبه اليومية دفعت معظم مالكي الأنفاق التي تضررت خلال أيام الحرب إلى وقف عمليات صيانتها خشية تعرضها للقصف مجددا.

ومع دخول الليل يبدأ عشرات المواطنين من سكان المناطق الحدودية بإخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق أكثر أمنا خشية تعرض المنطقة للقصف.

 

من جهته، أكد المواطن صلاح الفرع من سكان مناطق جنوب المدينة أنه وأبناءه يشعرون بخوف شديد بعد حلول الظلام، موضحا أن الليل بات مرتبطا لديهم بشن غارات جديدة، ما يدفعهم لمغادرة المنزل كل ليلة والتوجه للمبيت عند أحد أقربائهم على أن يعودوا لمنزلهم صباحا.

 

المواطن محمود الشيخ أكد أن مشهد عشرات العمال وهم يغادرون منطقة الأنفاق وبصحبتهم معدات التهريب يثير مخاوفهم ويشعرهم بأن القصف سيتجدد خلال الفترة المقبلة، ما يجعلهم يغادرون منزلهم برفقة العشرات من جيرانهم.

 

وأكد الشيخ أنه وجيرانه أصبحوا يكرهون الليل نظرا لارتباطه بتهجيرهم وحالة التوتر والخوف التي يعيشونها.