خبر منازل بلا نوافذ تقي أصحابها البرد مع انعدام الـمواد الخام بعد العدوان على غزة

الساعة 06:17 ص|08 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

منازل بلا نوافذ ولا أبواب، تسترها أغطية من القماش والبلاستيك، تؤوي أصحابها وتستضيف أقاربهم ممن دمر الاحتلال منازلهم خلال الحرب على غزة، تكتظ بهم جميعاً غرف صغيرة بانتظار القادم من إعمار وإدخال لمواد البناء، من ألفها حتى يائها.

أسرة المواطن طارق السعافين تعيش في منزل مكون من ثلاث غرف، محطمة النوافذ والأبواب الداخلية، وتعيش معها أسرة شقيقه الذي دمر الاحتلال منزله في منطقة "التوام" شمال غربي غزة، يعانون البرد القارس وعدم الشعور بالأمان.

يقول السعافين: إن غزة تفتقر للزجاج والألمنيوم ومواد البناء كافة، جراء إغلاق المعابر المستمر، مشيراً إلى أن ما تبقى من إمكانات لتجهيز النوافذ مرتفعة الأسعار، ولا تكفي البيوت والمؤسسات والأماكن المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي.

وأوضح أنه دق أبواب كل المحال المتخصصة في غزة ولم يجد حلاً سوى أغطية النايلون والقماش حتى يشاء الله أمرا آخر للمعابر، وتعود الحياة للإعمار من جديد بعد أن دمر الاحتلال كل شيء فيها.

وتعتبر المنازل الصالحة للسكن وتعاني أضرارا جزئية أحسن حالا من غيرها مقارنة مع المنازل التي سويت بالأرض وباتت أثرا بعد عين.

المواطن فواز برهوم (32 عاماً) الحق القصف الإسرائيلي الذي يستهدف يومياً الشريط الحدودي الفاصل بين رفح ومصر جنوب قطاع غزة، أضراراً كبيرة في نوافذ منزله وأبوابه الداخلية وخزانات المياه، ويقول: إنه لا ينوي إعادة ترميم منزله من جديد أو حتى شراء النوافذ والأبواب إن وجدت، ليس لأنها غالية الثمن فقط، بل لكون القصف الإسرائيلي على الشريط الحدودي مستمرا بعد انتهاء الحرب على غزة والانسحاب الإسرائيلي.

وأوضح برهوم أن منزله واحد من عشرات المنازل التي أصيبت بأضرار كبيرة ولا يمكن إصلاحها بسبب نقص المواد واستمرار القصف وحالة المواطنين الاقتصادية والنفسية.

وأوضح جاره محمد الهمص (30 عاماً) أنه لا يستطيع في الوقت الحاضر ترميم منزله نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال مواد البناء اللازمة، وارتفاع أسعار الزجاج والأخشاب ومواد البناء اللازمة للترميم.

وفي إحدى البنايات الكبيرة التي تضررت غالبية شققها، أوضح سامر أبو عيادة (31 عاماً) أن شقته دمرت فيها جميع النوافذ وتحطم كل زجاجها، لافتاً إلى أنه لم يعد بإمكانه شراء نوافذ جديدة لارتفاع أسعارها، ما اضطره لشراء البلاستيك وبعض الأشرطة اللاصقة لتغطية نوافذ الشقة، رغم ارتفاع أسعارها.

ويزيد عدد المنازل والشقق التي لحقت بها أضرار جزئية في قطاع غزة على 6 آلاف منزل وشقة، إضافة إلى آلاف غيرها دمرت بالكامل.

وطالب المواطن أبو محمد (42 عاماً) الأونروا العمل على توفير بلاستيك وأشرطة لاصقة وأبواب حتى يصبح منزله الكائن في مخيم الشعوت جنوب قطاع غزة صالحا للسكن، مشيرا إلى أن تجار البلاستيك قاموا برفع سعر المتر الواحد من 5 الى 10 شواكل، ولم يعد باستطاعته شراء البلاستيك بهذا السعر.

وأوضح ماهر العاصي (50 عاماً) أن منزله المدمر لا يحتاج فقط للبلاستيك بدلاً من الزجاج، أو بعض ألواح الخشب بدلاً من الأبواب، أو حتى بعض الأواني اللازمة للطبخ، أو خزان للمياه بدلاً من الخزان المدمر فوق المنزل، مشيراً إلى أن منزله يحتاج إلى الكثير من الترميم في ظل ارتفاع الاسعار وعدم إدخال مواد البناء في ظل الحصار المتواصل على قطاع غزة.

وأكد عدنان أبو لبدة (34 عاماً) أنه حاول بالفعل إعادة ترميم منزله وتركيب البلاستيك المرتفع الثمن بدلاً من النوافذ وشراء بعض أواني الطبخ والأخشاب لوضعها بدلا من الأبواب، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية المتواصلة أفشلت كل محاولاته، ما أجبره على القيام باستئجار منزل بالقرب من منزل أخيه وسط المدينة وإغلاق منزله المهدم بشكل جزئي حتى تهدأ الاوضاع ويتمكن من إعادة ترميمه.

وبنبرة ساخرة، قال أبو علاء (32 عاماً): رغم البرد القارس أبقيت نوافذ منازلي مفتوحة بسبب انعدام الزجاج والالمنيوم، وارتفاع أسعار البلاستيك والقماش التي باتت مطلوبة ولا يمكن شراؤها، مشيراً إلى أن منزله تضرر عندما استهدفت قوات الاحتلال إحدى السيارات التي كانت تمر بالقرب من منزله، ما أدى إلى تكسير جميع زجاج المنزل.