من أجل الـ 25 سنة التالية -هآرتس

الساعة 12:57 م|15 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

تحيي اسرائيل والاردن هذا الشهر 25 سنة على اتفاق السلام بينهما، بينما تصبح العلاقات بين الدولتين اكثر تعقيدا فقط. فالتعاون الامني – الاستخباري تطور على مدى السنين، ولكن المشاريع المدنية الرامية الى تنمية السلام بين الشعبين عالقة.

في عمان ينتظرون منذ اكثر من 20 سنة ان تفي اسرائيل بوعودها في العمل على اقامة مطار مشترك ومشروع المياه "قناة البحرين". وتقدم مشروع جسر "بوابة الاردن" لاقامة منطقة صناعية مشتركة قليلا في السنة الاخيرة، ولكنه المشروع لا يزال ينقصه طريق وصول قصير بكلفة 60 مليون شيكل، لا نجد أي وزارة حكومية مستعدة لان تموله ولا توجد حكومة دائمة لتقره.

يحذر خبراء ومسؤولون من أن ميل حكومات اسرائيل لتنمية العلاقات مع جارتيها الاردن ومصر ولا سيما في الساحة الامنية، يؤدي الى التعلق الحصري بالحكام وبمحافل الاستخبارات على حساب تحسين الرأي العام في اوساط المواطنين أنفسهم. فقبل 25 سنة توقع الاردنيون بان يدفع التوقيع على اتفاق السلام مع اسرائيل الى الامام بمسألة اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية أيضا، ولكن كلما بدا هذا الحل ابعد، وفي اسرائيل تنطلق المزيد فالمزيد من الاصوات المؤيدة لضم المناطق المحتلة بشكل عام ومناطق الغور بشكل محدد، والادعاء بان وطن الفلسطينيين هو الاردن عمليا ("الخيار الاردني")، هكذا يتعاظم الخوف والغضب في الضفة الشرقية.

وفي نفس الوقت، فان الاستفزاز الاسرائيلي للوضع الراهن في الحرم، في الفترة التي يسمح فيها الحاخامون المزيد فالمزيد من حجيج اليهود، تتآكل المكانة التاريخية الخاصة للاسرة المالكة الهاشمية كسيدة الحرم. كما ان احداثا موضعية أثرت على التدهور في العلاقات، بما فيها الاستقبال الودي الذي أجراه بنيامين نتنياهو للحارس الذي اطلق النار على اردنيين في تموز 2017، بعد أن هاجمه احدهما بمفك.

من اجل الحفاظ على حدود اسرائيل الاطول وابقاءها ليس آمنة فقط بل ومزدهرة ونامية على مدى الزمن، وللحفاظ على الانجاز التاريخي الهائل لموقعي الاتفاق، لا يكفي اقامة علاقات سرية، مهما كانت جيدة، بين محافل الامن. فحكومة اسرائيل ملزمة بتحسين مشاعر جيرانها من الشرق، ولا سيما مكانة الاردن الخاصة في الاماكن الاسلامية المقدسة، والامتناع عن تصريحات عديمة الاساس والمسؤولية تلمح بان مكان الشعب الفلسطيني في الاردن.

اضافة الى ذلك، على اسرائيل أن تستثمر المزيد من المبادرات، الابداعية والمقدرات في التعاون الاقليمي. عليها ان تبادل الى مشاريع تشدد اهمية العلاقات للجمهور ايضا في الدولتين

وتدعم التعاون في اوساط الاكاديميين، رجال الثقافة والشبان من الطرفين. بدون هذه الخطوات، فان نصف يوبيل آخر من اتفاقات السلام ليس مضمونا من تلقاء نفسه.