خبر الصحف الإسرائيلية: شعبية ليبرمان ناجمة عن الكراهية المتعاظمة للعرب في إسرائيل!

الساعة 09:22 ص|07 فبراير 2009

فلسطين اليوم-عرب48

"ليبرمانيا"، هو التوصيف الذي اختاره معلق إسرائيلي أمس لما أضحى معروفاً لدى الإسرائيليين بـ "ظاهرة ليبرمان"، في إشارة إلى تعاظم شعبية حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف بقيادة أفيغدور ليبرمان إلى درجة أنه سيكون، في حال أصابت استطلاعات الرأي، "بيضة القبان" في التوليفة الحكومية المقبلة في إسرائيل والحاسم في هوية من يقودها.

 

وأجمعت استطلاعات أمس في كبرى الصحف الإسرائيلية الثلاث، "يديعوت أحرنوت" و "معاريف" و "هآرتس"، على أن "إسرائيل بيتنا" سيخرج ثالثاً على لائحة أقوى الأحزاب، في الانتخابات البرلمانية الثلثاء المقبل، تاركاً وراءه أعرق الأحزاب الإسرائيلية ومؤسس الدولة العبرية حزب "العمل" بقيادة وزير الأمن ايهود باراك في المكان الرابع.

 

ووفقاً للاستطلاعات فإن تكتل أحزاب اليمين الداعم لترشيح زعيم "ليكود" بنيامين نتانياهو سيفوز بغالبية مطلقة تتأرجح بين 65 و67 مقعداً (من مجموع 120)، لكنها تقول أكثر من ذلك بأن المفتاح الأهم لاختيار رئيس الحكومة المقبلة هو بيد ليبرمان الذي يتوقع ان يدعم ترشيح نتانياهو، وإن لم يعلن ذلك في دعايته الانتخابية في محاولة منه لابتزاز حقائب وزارية رفيعة. ويرى معلقون أنه من الطبيعي أن يعلن ليبرمان دعمه لنتانياهو حيال التقارب في مواقف الحزبين السياسية المتشددة.

 

وحفلت صحف نهاية الأسبوع أمس بسيل من المقالات حاول أصحابها تفسير تحليق شعبية حزب متطرف مثل "إسرائيل بيتنا" في استطلاعات الرأي على حساب "ليكود" اليميني، وبالذات في أسبوع أعلنت الشرطة أنها تحقق في شبهات بارتكاب ليبرمان شبهات جنائية (ما قد يحول دون توزيره).

 

وخلص معظم المعلقين إلى استنتاجين أساسيين الأول حقيقة أن الشارع الإسرائيلي انجرف في السنوات الأخيرة نحو اليمين واشتدت كراهيته للعرب في إسرائيل بعد الحرب على غزة.

 

والثاني أن أوساط اليمين معجبة بصراحة ليبرمان الذي يقول ما يفكر به معظم أركان الأحزاب الكبرى الأخرى لكنهم لا يجرؤون على الإفصاح عنه. ولفتوا إلى أن اعتماد ليبرمان في دعايته الانتخابية شعار "لا مواطنة بلا ولاء" حقق له نجاحاً فاق توقعاته وأذهل الساحة الحزبية كلها. كما أشاروا إلى حقيقة أن أكثر من نصف المهاجرين الروس يحبذون رؤية زعيم "يبث قوة وجبروتاً ولا يهاب". وبحسب الاستطلاعات فإن حزب ليبرمان سيحصل على عشرة مقاعد من أوساط المهاجرين الروس.

 

ويرى المعلق السياسي في "هآرتس" ألوف بن أن ليبرمان نجح في الاستطلاعات بفعل استغلاله الفراغ الذي تركه قادة "ليكود" و "كديما" و "العمل" في حملتهم الانتخابية بسبب رسائلهم الضبابية للناخب الإسرائيلي. وأضاف أن "ليبرمان جاء بابتكار أكثر وضوحاً من نتانياهو: أنا بلطجي أزعر وأكره العرب"، وأنه خرج به فور انتهاء الحرب "فيما الوطنية (الإسرائيلية) والكراهية للعرب في أوجهما".

 

وعزا المعلق الأول في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع نجاح ليبرمان في الاستطلاعات إلى "حجم الفزع في المجتمع الإسرائيلي من العرب". وأضاف أن الإسرائيليين المغمورين بالخوف يرون في ليبرمان "الفزّاعة" التي يريدون وضعها في وسط الملعب السياسي، "على أمل أن العرب هم العصافير، يرونها فيفزعون".

 

ووصف المعلق المخضرم المعركة الانتخابية الحالية بأنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، فالخطاب متشدد وليس فقط في أوساط أحزاب اليمين إنما أيضاً في أوساط حزبي "كديما" و "العمل"، فبينما الأول يفاخر بأن زعيمته تسيبي ليفني كانت وراء الخروج في الحرب على غزة، يسمح باراك لنفسه بمهاجمة ليبرمان على أنه لم يحمل مرة السلاح ويطلق النار على العرب (كما فعل هو كثيرا) "وكأن في هذا الأمر الامتحان لأهليته ولكفاءاته، وليس امتحانات أخرى.. أيضاً في تصريحه أمام الناخبين الروس وبلغتهم بأنه يجب مطاردة المخربين حتى المراحيض".

 

وكتبت معلقة الشؤون الحزبية في الصحيفة سيما كدمون أنه "بينما في اوروبا ينبع تعاظم أحزاب اليمين من الكراهية للمهاجرين، فإن منبعه هنا الكراهية للعرب". وأضافت أن الجمهور المؤيد لليبرمان يعرف أن الأخير لن يحل المشكلة «لكنه يريد شخصاً يخيف العرب على الأقل...

 

القبضة المفرطة هي ما يريد الجمهور الإسرائيلي بثها الآن للعرب: "إذا واصلتم على هذا النحو، فنحن أيضاً سنعرف كيف نكسر الأواني". وتابعت: "ليبرمان هو بطاقتنا الصفراء (التحذيرية) للعرب، ليست الحمراء. لأن الجميع يعرف أن ليبرمان ليس هو من سيعتقنا من الخوف العتيق من عرب إسرائيل.. لكنه في موقع رفيع وجدي ليهددهم".

 

من جهته، كتب الأديب نير برعام ان ليبرمان ليس بعيداً بأفكاره عما يفكر به نتانياهو أو باراك أو ليفني لكنه يختلف عنهم بأنه "عنصري مكشوف وليس مقنّعاً. إنه يرى أن إسرائيل هي مكان لليهود بينما البقية هم ضيوف موقتون".

 

وأضاف أن باراك لن يصرح بمثل هذه الأفكار، "لكنه المسؤول كرئيس للحكومة عن قتل 13 مواطنا فلسطينيا برصاص قوات الأمن الإسرائيلية عام 2000. واضح أنه ما كان ليطلق النار على مواطنين يهود. إطلاق النار السهل نجم عن حقيقة أن هؤلاء الناس (الفلسطينيين)، أيضاً بالنسبة الى باراك، يشكلون خطراً دائماً".

 

وتابع أن المعركة الانتخابية الحالية أتاحت للعقيدة الإثنو - يهودية أن تظهر بأقبح تجلياتها خصوصاً أن "كديما" و "العمل" سيشاركان هذا العنصري في الحكومة العتيدة... وفي الواقع فإن العمل مع باراك وكديما، "هما ليبرمانيان اكثر من كونهما يساريين".

 

وتطرق الكاتب إلى حقيقة أن حزب "إسرائيل بيتنا" حصل على المكان الأول في أوساط طلبة الثواني عشر في إسرائيل، ليقول إن هذا معناه أنه في أوساط غالبية جيل الشباب، فإن إسرائيل اليوم هي جنوب افريقيا العنصرية "من دون اعتذارات أو تبرّج".

 

من جهتها، خلصت المعلقة أبيراما غولان إلى الاستنتاج بأن "التطرف القومي هو ملاذ الأوغاد، لكن في وقت الضائقة هو ملاذ المفزوعين من يوم الغد، ملاذ الذين تلاحقهم الكراهية والخوف من العرب، فيهرولون للانضمام إلى مركز القوة المثابر والذي يتمتع بصدقية والمسمى ليبرمان".