كيف تحاصر غزة المشروع الصهيوني -كما قال الأخ- زياد النخالة ؟

الساعة 10:17 م|10 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

كتب: صابر أحمد

منذ العام 67 عندما اجتاحت قوات الاحتلال غزة وارتكبت فيها مجازر عدة وشكل خروج الجيش المصري منها في اصعب مشهد للهزيمة المدوية صدمة مؤقته استفاقت منها غزة بسرعة وتشكلت مجموعات مقاتلة ، قام العدو بملاحقة المجموعات المسلحة مثل جيش التحرير وقوات التحرير الشعبية ومجموعات حركة فتح والجبهة الشعبية وكافة القوى المقاتلة الأخرى، فاستشهد واعتقل المئات منهم .

مارس المحتل هواياته في القتل والاستيطان وحاول عبثا أن يقتل الوطنية في صدور المقاومين، حتى أرغمته المقاومة على الانسحاب عام 2005 تحت وطأة ضرباتها ..

لم يرق ذلك لبعض الأطراف الفلسطينية التي تعاقدت مع المحتل على إدارة القطاع واعترفت بشرعيته على 78% من أرض فلسطين، مقابل القبول بسلطتهم عبر مشروع غزة اريحا أولا فحدث الانقسام والاقتتال والصراع الذي أوصلنا اليه المشروع السياسي للمتنفذين في الحكم، والتمسك بفلسفة الإقصاء وغياب مفهوم الشراكة وتبادل السلطة والحكم واحترام رغبة الجماهير وسائر المصالح، ذلك المشروع الذي لم تشارك فيه الجهاد الإسلامي، فبدأ مسلسل فرض الحصار على غزة، وتجويع أهلها، وقطع عنهم الدواء والكهرباء وأغلقت عليهم المعابر والمنافذ، وفرضوا عليهم آليات (روبرت سيري) لإعادة الإعمار بعد أن سكتوا على عدوان عام 2014 الذي دمر غزة.

من جانبها المقاومة وجماهيرها عززت من قوتها وابتكرت الجماهير مسيرات العودة وكسر الحصار، وأبدعت المقاومة في غزة أشكالا أخرى قادرة على إيذاء العدو ووضع مستوطنيه في الملاجئ لأسابيع، وأشهر اذا شنت اسرائيل حربا على غزة، لذلك صار العدو يتحاشاها.

وعلى صعيد العمل الشعبي لجمت المسيرات المستوطنين شرق القطاع مما اضطر الامريكان للضغط على بعض الأطراف للتدخل، وبدأ العدو يبحث عن وسطاء لتخفيف وطأة أدوات المسيرات الجماهيرية والشعبية على مستوطنيه حتى سمعنا مؤخرا المجرم " بيني غانتس " يقول في تصريح صحفي له : إذا لم ينعم مستوطنو الغلاف بالهدوء لن ينعم سكان القطاع بالهدوء"

فتحولت غزة بفعل قوة إرادتها إلى صاعق قنبلة يتحاشى العدو الاقتراب منه ولو مؤقتا.

أما على صعيد الشأن الصهيوني السياسي، فقد أرغمت جولات القتال مع المقاومة المجرم ليبرمان على الاستقالة وأسقطت غزة بعد ذلك حكومة نتنياهو ..بل ودفعتهم لانتخابات مبكرة مرتين عجزت خلالها الاحزاب الصهيونية عن تشكيل حكومة يرفع كل الأحزاب فيها شعار العدوان على غزة.

ورغم ذلك يتجنب العدو غزة ولو بشكل مؤقت مرة أخرى لحين إيجاد صيغة تسمح له بشن حرب بخسائر قليلة يتكبدها أثناء المواجهات مع المقاتلين في القطاع.

في المقابل يستمر التنسيق الأمني والرضوخ لشروط الاحتلال، ونرى المجرم الصهيوني كحلون يفرض شروطه على السلطة ويجبرها على تسليم مجموعات المقاومة بالضفة مقابل صرف الاموال للسلطة.

لذلك تحاصر غزة المشروع الصهيوني بجماهيرها ومقاومتها وتحمي حق العودة وتحرير الأسرى بصفقات تبادل مشرفة قطعا للطريق على صفقة القرن ومشروع تصفية القضية، فتحولت الى شوكة في حلق التطبيع الصهيوني العربي والتنسيق الأمني، وصارت عقبة في وجه مشروع ضم الضفة والأغوار وقلب الخليل.

لذلك يزداد الضغط على قطاع غزة لتمرير مشروع ضم الضفة والاغوار وقبول القدس عاصمة للعدو لتسكت وتبتلع ذلك.

ولكل ما سبق، فإن قطاع غزة كجزء من الشعب والأرض الفلسطينية يحاصر المشروع الصهيوني ويمنع نجاح مشروع التصفية.