الطريق الجديد للقاصر المتهم بقتل عائلة دوابشة- يديعوت

الساعة 12:54 م|10 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: اليشع بن كيمون

(المضمون: القاصر المتهم بالمشاركة في عملية حرق عائلة دوابشة في دوما يجتاز مسيرة اعادة تأهيل في الكلية العسكرية التمهيدية للتجند للجيش او الخدمة المدنية - المصدر).

 

كانت هذه عملية وحشية، هزت نتائجها المجتمع الاسرائيلي. قبل نحو أربع سنوات ونصف القيت زجاجات حارقة نحو بيت عائلة دوابشة في قرية دوما الفلسطينية. وسرعان ما أكلت النار البيت. الزوجان سعد وريهام دوابشة وابنهما الرضيع ابن السنة والنصف علي قضوا نحبهم. ووحده الطفل أحمد ابن الاربعة نجا، فيما كان يعاني من حروق شديدة. عمل الشاباك بسرعة واعتقل مجموعة من السكان. احدهم كان أ، ابن 16 في حينه. اما الان، قبل لحظة من قرار حكمه، تكشف "يديعوت احرونوت" النقاب عن حياة أ الجديدة، الذي يجتاز مسيرة دراماتيكية من التغيير فيما يتطلع الى التجند للجيش الاسرائيلي.

 

مؤخرا ادخل أ الى الكلية العسكرية التمهيدية. والنية هي السماح له بالتجند للجيش او دمجه في الخدمة المدنية الوطنية. وهو يعيش في اطار تعليمي، يتطوع في اعمال زراعية، يمكث مع فتيان من عائلات تعالجها محافل الرفاه ويقوم بتدريبات رياضية ستساعده اذا كان سينجح في التجند.

 

لقد بدأ ادخال أ الى الكلية التمهيدية قبل عدة اسابيع، وذلك بعد أن امرت المحكمة المركزية في اللد بدمجه في اعادة التأهيل في الكلية العسكرية التمهيدية. في الكلية، التي توجد في وسط البلاد، يجري نمط حياة من الضبط والربط مع ساعة استيقاظ محددة، تدريبات لياقة بدنية قبيل التجنيد واحاديث مع محافل الجيش. أ، كما تروي محافل في محيط الكلية، يشارك في كل النشاطات وينغرس بين رفاقه الجدد.

 

لقد وقعت العملية الرهيبة في قرية دوما في تموز 2015. في ضوء حقيقة أن هذا كان الحدث الاخطر من نوعه الذي حصل في اسرائيل في السنوات الاخيرة، اداروا في الشاباك تحقيقا عنيفا. في نهاية تشرين الثاني من العام ذاته، بدأت الاعتقالات، في اطارها اعتقل عميرام بن اوليئيل – لاحقا المتهم بالقتل – أ، وعدة شبان آخرين.

 

في اثناء التحقيقات، التي اجتازه بن اوليئيل و أ استخدم رجال الشاباك وسائل خاصة. في كانون الثاني 2016 رفعت ضد الاثنين لوائح اتهام. تهم بن اوليئيل بالقتل، اما أ فاتهم بالمساعدة. واضافة الى ذلك اتهم الاثنان بمادة العضوية في تنظيم ارهابي.

 

قبل ادارة الملف الاساس، ادار محامو بن اوليئيل محاكمة صغرى عنيت بمصداقية الافادات التي تقدما بها. في نيسان 2018 رفضت المحكمة المركزية تماما افاداتهما، بعد أن تقرر بانهما انتزعتا منهما بشكل غير قانوني.

 

قبل نحو خمسة اشهر، وقعت النيابة العامة على تسوية قضائية مع أ، في اطارها تم تغيير مادة الاتهام التي نسبت له التخطيط بالقتل في دوما الى مادة تنسب له التآمر على تنفيذ جريمة بدافع عنصري وتفصله عمليا عن الحدث في دوما. ومع ذلك فان مسألة ادانته بالعضوية في منظمة ارهابية بقيت قيد الخلاف وقريبا من المتوقع للمحكمة المركزية أن تحسم هذه المسألة.

 

في المداولات التي جرت قبل بضعة اسابيع أوصى القضاة النيابة العامة للنظر في مواصلة ادارة المحكمة ضد القاصر بتهمة العضوية في منظمة ارهابية. رئيسة الهيئة، القاضية روت لورخ، تحدثت حتى بشكل بعيد المدى وقدرت بان احتمال الادانة في هذه المادة متدن.

 

المحامي عدي كيدار، الذي يمثل القاصر بتكليف من منظمة حوننو، الى جانب المحامي تسيون امير، أفاد معقبا بانه "ليس في وسعنا أن نتطرق للاجراء القضائي وعليه فسنعرب فقط عن تقديرنا لاجراء اعادة التأهيل الهامة والرائعة التي اجتازها ويجتازها أ. علينا الا ننسى بانه بموجب قرار المحاكمة الصغرى التي رفضت الافادات، تقررت نتائج قاسية ضد الشاباك الذي مس جسديا ونفسيا بـ أ، مسا لم ينته أثره حتى اليوم.

 

وجاء من الكلية ان "أ قبل في الكلية بعد ترددات كثيرة اتضحت بعدها الصورة بانه معني في أن يقبل التقاليد التعليمية الخاصة في الكلية. وظيفتنا كرجال تعليم هي أن نعطي فرصة متساوية للفتيان بهدف اخضاعهم لمسيرة تعيدهم الى المجتمع الاسرائيلي، الى الجيش والى الخدمة المدنية. نحن مربون ولسنا قضاة. نحن نثق بالمحكمة".