رب البيت جن جنونه- يديعوت

الساعة 12:43 م|10 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: شمريت مئير

(المضمون: آخر الترامبيين، من الرياض وحتى القدس، يفترض ان يفهموا بان الرئيس الامريكي هو سند متهاون، آخذ في الخروج عن السيطرة - المصدر).

تركيا، ايران، سوريا، داعش – كل من له عينان في رأسه في محور شر كهذا أو غيره في الشرق الاوسط يفهم بان رب البيت في واشنطن جن جنونه وان هذا هو الوقت للتحرك وأخذ ما يمكن أخذه. كل من يسبق يفوز.

لقد أجاد اردوغان في استغلال اللحظة المناسبة، فضغط في مكالمة هاتفية على ترامب، وما ان نال موافقته على سحب القوات الامريكية، وعمليا هجر حلفاء أمريكا الاكراد لمصيرهم، لم يضيع وقتا وشرع على الفور بحملة عسكرية في شمال سوريا. والاسم الذي اعطاه للحملة، بينما تفر العائلات الكردية للنجاة بحياتها من تل عبيد خشية الذبح، هو "نبع السلام"، فليس هناك ما هو مناسب اكثر من هذا: في العصر الذي تكون فيه الكذبة هي الحقيقة والحرب هي السلام.

ما الذي يريده اردوغان؟ ضربة عسكرية للاكراد ولكن ايضا، في ذات الفرصة، خلق "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، مثابة منطقة ملحقة يمكن اعادة اسكان قسم من اربعة ملايين لاجيء سوري يتواجدون في تركيا ويثقلون جدا على اقتصادها. ثمة من سيسمي هذا تطهيرا عرقيا او تبديلا لسكان ما، اكراد، بآخرين، عربا. فهل سينجح؟ الاكراد، مهما كانوا من مقاتلين ماجدين، هم تعبون من سنوات القتال ضد داعش، خسروا في اثنائه اكثر من 10 الاف مقاتل، وهم يقفون امام اردوغان وحدهم، بعد ان هجرتهم الولايات المتحدة واعلان رئيس الناتو بانه "يثق بتركيا بانها ستبدي ضبط النفس".

 

في ضوء الهدية لاردوغان، الذي يتخذ خطا مناهضا لامريكا، مناهضا لاسرائيل واسلاميا فظا، عدم استعداده للتعاون ضد داعش والقاعدة هو الذي دفع الامريكيين للعمل مع الاكراد منذ البداية، والخوف من تحرير جماهيري لنشطاء داعش المعتقلين مما من شأنه ان يحيي التنظيم، فحتى جزء من مؤيدي ترامب خرجوا ضده. في البنتاغون حاولوا تقزيم الاضرار، وفي اسرائيل فوجئوا وتخوفوا من الخطوة، اما ترامب فعلى موقفه، يتسلق عاليا على الشجرة، أعلن بانه سيستضيف اردوغان في البيت الابيض قريبا وشرع في سلسلة تغريدات عن نهاية عصر "الحروب التي لا تنتهي" في الشرق الاوسط.

"سنسحق داعش مرة اخرى اذا ما اقتربوا منا"، غرد ترامب. وباستثناء السخافة الاساسية – لماذا سترغب في ان تقاتل مرة اخرى في حرب سبق أن انتصرت فيها – سيتعين على الولايات

المتحدة ان تسأل نفسها من بالضبط سيساعدها في الجولة التالية، بعد أن كان الاكراد الذين تطوعوا (لاسبابهم بالطبع) بالقيام بمعظم العمل مقابل المال الصغير، قد ضحي بهم هكذا.

لقد ذكر نشطاء حزب الله الاكراد في اليوم الاخير، بشماتة بالطبع، بتحذير نصرالله لهم، وذلك قبل بضعة اشهر فقط: "في نهاية المطاف سيبيعكم الامريكيون في سوق العبيد". فقد فهم الايرانيون ما الذي يجري حتى قبل اردوغان ورفعوا مبلغ الرهان في الخليج، لافتراضهم ان ترامب لن يرد. في هذه المرحلة فان آخر الترامبيين، من الرياض وحتى القدس، يفترض ان يفهموا بان الرئيس الامريكي هو سند متهاون، آخذ في الخروج عن السيطرة.

كلمات دلالية