خبر رسائل التهديد الهاتفية لا تزال تنهال على الـمواطنين في غزة

الساعة 06:54 ص|07 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

يتساءل المواطن محمد بركات بدهشة واستغراب إزاء استمرار الاتصالات الإسرائيلية باللغة العربية على الهواتف الثابتة والنقالة حتى اللحظة، مشيراً إلى أنه تلقى، أمس، ذات الرسالة التي كان يعممها جيش الاحتلال على هواتف الفلسطينيين خلال الحرب، ولكن بصيغة أخرى.

ولا تزال الحرب الإعلامية الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة مستمرة، رغم انتهاء الحرب على غزة وعودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، إلا أنها تترك نوعا من القلق لدى المواطنين الذين رأوا وعايشوا الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين.

ويشير بركات إلى أنه وأسرته لم يتركوا بيتهم بعد انتهاء الحرب، رغم تواصل الرسائل الإسرائيلية، منوهاً إلى أن الموت والحياة سيان بالنسبة له، بعد أن عايش مشاهد الحرب ونهاياتها الظالمة.

وأوضح أن الرسالة التي تلقاها على هاتف البيت كانت تحرض ضد من وصفتهم بالإرهابيين وضد المقاومة، معتبرا أن الحرب أثبتت أن قوات الاحتلال رأس الارهاب وتتحدث عن محاربة الارهاب والمقاومة.

وأشار بركات إلى أن الكثير من سكان غزة تلقوا مثل هذه الاتصالات، وبعضهم اضطروا لإخلاء منازلهم وآخرون لم يجدوا مكانا يذهبون إليه، وفي ظل وجود أطفال ورضع تزامنا مع البرد الشديد اضطر البعض للبقاء في منازلهم ومواجهة مصير الموت في أي لحظة.

وتعتبر المناطق المحاذية للشريط الحدوي الفاصل بين قطاع غزة وحدود العام 1967 ومنطقة الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر أكثر المناطق تضرراً وتعرضاً للاتصالات الاسرائيلية يومياًَ.

عائلة المواطن محمد عاشور "28 عاماً" الذي يقطن جنوب قطاع غزة على الحدود الفاصلة بين رفح ومصر لم تجد هي الأخرى مكانا يؤويها، بعد أن تلقت اتصالا هاتفيا من قوات الاحتلال يطالب أفراد العائلة بمغادرة المنزل.

وأوضح عاشور أن اتصالات قوات الاحتلال عبر الهواتف ما زالت مستمرة، مشيراً إلى أن البيوت المجاورة للشريط الحدودي تتعرض يومياً للتهديدات، وتتلقى "المسجات" المستمرة بالتهديد والتحريض.

عائلة عاشور ليست وحدها التي تلقت مثل هذا الاتصال، فقد اضطرت مئات العائلات الموجودة على الشريط الحدودي لمغادرة منازلها والفرار إلى الشوارع حيث لا مأوى آخر.

وأوضح عاشور أن سلطات الاحتلال اتصلت على هاتفه النقال وأخبرته بضرورة مغادرة المنزل بشكل فوري، مشيرة في رسالة مسجلة الى أن دولة إسرائيل لا تتحمل مسؤولية أي ضرر يحدث له ولأبنائه إذا لم يغادروا بشكل فوري.

وأشار إلى أنه ورغم انسحاب قوات الاحتلال بعد الحرب الا أنه اضطر لترك بيته واللجوء إلى إحدى المدارس التابعة لوكالة الغوث "أونروا" والنوم فيها ليلاً، والعودة إلى المنزل نهاراً.

وأكد عاشور أن التهديدات متواصلة يوميا، معرباً عن قلقه إزاء حصول جنود الاحتلال على رقم هاتفه وأرقام من اتصلوا عليهم، مشيراً الى أنه لم يعد يستطيع العودة إلى بيته أو النوم نوما عميقا.

وتلقى مواطنون فلسطينيون في قطاع غزة أيضاً مزيداً من رسائل التهديد الإسرائيلية عبر الهواتف المحمولة والثابتة ورسائل الجوال القصيرة التي تعرف بـ"sms".

وأوضح هيثم أبو شعر "30 عاماً" أن رسائل التهديد الإسرائيلية الجديدة حملت معاني خطيرة ومقلقة، منها مطالبة السكان في القطاع بالتعاون مع جيش الدفاع الإسرائيلي لإنهاء حكم "حماس" وضرب كل معالم الحياة في غزة.

وأوضح أبو شعر أن أحدث رسائل التهديد الإسرائيلي تبث الرعب في قلوب المواطنين بقولها "جيش الدفاع الإسرائيلي سيكون بينكم الأيام القليلة القادمة"، في إشارة إلى أن هذه القوات تستعد للتوغل في مناطق سكنية في القطاع من جديد لإنهاء حكم حركة حماس.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلب منهم عبر اتصالاتها ورسائلها على الهواتف التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، والإبلاغ عن أماكن وجود قيادات "حماس" والمسلحين و"المخربين"، بحسب ما جاء في الرسائل.

وأفادت الحاجة أم محمد عيسى "42 عاماً" أنها تلقت اتصالاً من مجهولين يعرفون أنفسهم بأنهم من الجيش الإسرائيلي، يحذرونها من حيازة السلاح والمتفجرات والقنابل والصواريخ في منازلهم لأنها ستكون عرضة للقصف الإسرائيلي.

وأكد أحد المواطنين أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من جيش الاحتلال يطالبه بالتخلص من الأسلحة فوراً وعدم حماية المقاومين وإيوائهم في منازلهم، لأن ذلك سيكون بمثابة مساعدة لـ"المخربين" ووقوفاً في وجه إسرائيل.

وأشار إلى أن المتحدثين عبر الهاتف من الجانب الإسرائيلي هددوا المواطنين الفلسطينيين بأن بيوتهم ومنشآتهم ستكون عرضة للقصف دون سابق إنذار، وبأن إسرائيل لن تقف صامتة أمام ما تسميه "الإرهاب" الفلسطيني.

وأوضح المواطن أبو بيان شتات أن هذه الاتصالات والرسائل ما هي إلا حرب نفسية يستخدمها الجيش الإسرائيلي لإخافة المواطنين في القطاع، مشيراً إلى أن الكثير من المواطنين اضطروا إلى إخلاء منازلهم والذهاب إلى منازل الأقارب أو إلى المدارس خوفاً من هذه التهديدات المتواصلة للمدنيين العزل في القطاع.

وطالبت إسرائيل خلال رسائلها التي تكررت مؤخراً في أكثر من اتجاه، المواطنين بالابتعاد عن مقار الأمن المتبقية في غزة وعدم الاقتراب من مناطق التماس مع إسرائيل والوقوف في وجه مطلقي الصواريخ عليها.