بالصور مهنة قطف ثمار البلح.. قصص مثيرة ومروعة يرويها الشاب الأغا

الساعة 04:00 م|08 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

"كُنت أصعد على جذع النخلة بحذرٍ شديد، وأثبت نفسي جيدًا لقطف ثمرة البلح، لكن قدَّر الله أن أتعرض لـ(شوكة النخل الخطيرة) والتي دفعتني لترك العمل لعدة أسابيع شعرت حينها بآلام شديدة جدًا وأجريت 4 عمليات لإزالة الشوكة، أما صديقي فقد سقط مع الشجرة على الأرض وكُسرت ذراعه وترك العمل نهائيًا".

الشاب سالم الأغا (31 عامًا) يقُص حكاياته مع مهنة قطف ثمار البلح وخطورتها لمراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، إذا كاد يفقد عمله نهائيًا بسبب الشوكة التي اخترقت يده أثناء قطف الثمار ولولا رعاية الله لأصيبت يده بخطر الشلل، ولكن بعد إجرائه 4 عمليات جراحية تمكن من ازالتها والعودة إلى العمل بهمة ونشاط.

ومهنة قطف ثمار البلح في فلسطين تبدأ مع نهاية شهر 9/ سبتمبر وحتى الأيام العشرة الاولى من شهر 10/ أكتوبر وتتطلب هذه المهنة جرأة كبيرة وخبرة لا تقل عن 5 سنوات ليتفادى صاحبها الخطورة التي قد تعرضه لفقدان حياته أو فقد جزء من جسده نتيجة الشوكة التي تسبح في الجسد بشكل جنوني.

بدأ الشاب سالم الأغا مشواره مع مهنة قطف ثمار البلح التي أحبها كثيرًا عندما كان يبلغ من العمر (11 عامًا) حيث ورث هذه المهنة عن والده وأجداده، ووجد فيها متعة شيقة وخطورة كبيرة جدًا.

عندما كان سالم يرافق والده في قطف ثمار البلح كان يجدها مسلية جدًا خاصة أثناء تناول ثمارها اللذيذة ومساعدة والده، وبعدما أصبح يمارس هذه المهنة بشكل عملي تعرف على مدى خطورتها على حياة الانسان، إلا أنه يؤكد أن المهنة تستوجب الحذر الشديد كي لا تتحول إلى خطرٍ حقيقي.

ويستذكر الشاب سالم كلام والده جيدًا خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الفلسطينيين في كل مكان وهي التي دفعته لإتقان هذه المهنة والاستمرار فيها رغم خطورتها وهي: "الي ما يشتغل بايده لا ياكل.. والي يركن على أي حدا سيتعب كثيرًا"، ولهذا بذل الشاب الأغا جهدًا كبيرًا لإتقان المهنة وتحويلها إلى متعة.

تمر شجرة البلح كي تثمر في مراحل عدة أولها تلقيح الشجرة، ثم عملية الري والسماد، ورشها بالأدوية للحفاظ عليها من سوسة النخيل القاتلة، وعندما يقترب موعد جني الثمرة يقوم المزارع بتنظيف أو إزالة الشوائب من الشجرة، ثم ربط قُطف البلح للحفاظ على الثمرة، ثم القطف وانزالها عن طريق الحبل.

ويستخدم الاغا في عملية قطف الثمار الحبل والمقص فقط كأدوات تساعده في قطف الثمار، مشيرًا إلى أنه يقوم بربط جسده بالحبل ثم يربط نفسه بالشجرة ويصعد بحذر شديد حاملًا معه المقص وفور وصوله إلى أعلى الشجرة يقوم بربط الحبل وانزاله على الأرض ليقوم أخر بسحبه بعيدًا عن جذع النخلة ليضمن انزال قطف البلح بشكل صحيح ودون أي خطأ قد يؤثر على الثمرة.

الشاب الاغا يقول الخطورة في عملية جني البلح لا تقتصر على الشوكة فقط، بل هناك مخاطر أخرى كبيرة وخاصة عندما تكون معلقًا بين السماء والأرض على ارتفاع 15-20 مترًا على حبل مربوط في الشجرة هذه كفيلة بأن تسقطك على الأرض في حال أي خطأ أو الشعور بالدوخة نتيجة الارتفاع.

وعن الدافع الذي يجبره للعمل بهذه المهنة قال: "الدافع الأول هو الحفاظ على مهنة الاباء والاجداد، والثاني أن العمل في هذه الظروف الصعبة ضعيف جدًا لاسيما وأنا اعمل في مهنة كهربائي منازل"، مستذكرًا قصة صديقه الذي سقط على الأرض مع الشجرة وكسرت ذراعه مما دفع لترك العمل في المهنة بشكل نهائي لكن الظروف الصعبة دفعته للعودة إلى مهنة قطف ثمار البلح بعد عامٍ من الاصابة.

ويمتلك الشاب سالم الاغا عملًا لقطف نحو 250 إلى 300 شجرة نخل هذا العام، مشيرًا إلى أن عملية قطف الثمار تكون متباعدة حسب نضوج الثمرة، فالشجر القريب من البحر ينضج بسرعة بسبب الرطوبة الكبيرة.

يذكر أن وزارة الزراعة في قطاع غزة افتتحت موسم قطف ثمار البلح بتاريخ (24/9/2019) بمشاركة عشرات المزارعين، مشيرة إلى أن المساحة المزروعة بأشجار النخيل في غزة تقدر بـ 11 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) منها 8800 دونم أشجار مثمرة، والبقية غير مثمرة".

ومن المتوقع أن يبلغ حجم إنتاج غزة من ثمار البلح خلال الموسم الحالي نحو 12 ألف طن، ويبلغ سعره الكيلو في السوق من ثمار البلح المنتج محليا 1 شيكل فقط، بحسب مزارعين فلسطينيين.

ويواجه المزارعون خطورة قرار قوات الاحتلال الاسرائيلي بمنع تصدير ثمار البلح إلى الضفة الغربية والأسواق الخارجية، الأمر الذي يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين في القطاع بسبب انخفاض أسعار البلح بالسوق المحلي.

1
2
3
4
5
6
7
8
9
11
10
 

كلمات دلالية