خبر خان يونس : اعتداءات الاحتلال تمنع سكان المناطق الحدودية من العودة إلى منازلهم

الساعة 04:30 م|06 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

"لا يكاد يمر يوم على سكان الـمناطق والبلدات الحدودية شرق محافظة خان يونس دون أن يتعرضوا للاعتداءات وعمليات القصف الإسرائيلية".

هذا ما قاله الـمواطن أحمد قديح (28 عاماً) من سكان بلدة خزاعة شرق الـمحافظة، مؤكداً أن سكان الشريط الحدودي محرومون من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة وحتى بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن حياة السكان تحولت إلى رعب وخوف دائمين بفعل اعتداءات وانتهاكات قوات الاحتلال الـمنتشرة على طول الشريط الحدودي، لافتاً إلى أن مخاوف الـمواطنين ازدادت بعد أن فتحت قوات الاحتلال الـمتمركزة داخل الشريط الحدودي نيران أسلحتها الرشاشة وأطلقت عدة قذائف باتجاه مجموعة من الـمواطنين شرق البلدة أثناء تفقد منازلهم وأراضيهم الزراعية، بعد وقت قصير من إعلان وقف إطلاق النار من جانب الاحتلال.

وأوضح قديح: أن ما يثير خوف الناس ورعبهم الشديد هو استخدام قوات الاحتلال أسلوب القنص، بواسطة جنود داخل "الجيبات" والأبراج العسكرية، مشيراً إلى أن الـمواطن صبحي طافش قديح (55 عاماً) كان أحد ضحايا هذا الأسلوب، بعد إصابته بعيار ناري في الظهر أطلقه قناص إسرائيلي باتجاهه عندما كان متواجداً في وسط الشارع العام في حي آل النجار شرق خزاعة.

وقال عماد عصفور (38 عاماً) من بلدة عبسان: "لـم نعد نأمن على حياتنا وحياة أبنائنا بسبب قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار بشكل يومي باتجاه منازلنا الـمدمرة كلياً أو جزئياً، وكأنهم يريدوننا أن نرحل من هذه الـمنطقة".

وأضاف "يبدو أن جنود الاحتلال لـم يكتفوا بالدمار الهائل الذي ألحقوه بمنازلنا ومزارعنا، بل يريدون أن يلاحقونا أيضاً خلال سيرنا على هذه الأرض".

ولفت عصفور وهو يشير إلى بعض "الجيبات" الإسرائيلية التي لا تبعد أكثر من 500 متر، إلى أنهم "يدعون وقفهم لإطلاق النار من جانبهم، لكن هذا كذب ونصب على الرأي العام العالـمي"، موضحاً أن قوات الاحتلال لـم توقف يوماً عن إطلاق النار باتجاههم، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وأشار عمار السميري، من بلدة القرارة، إلى الظروف الصعبة والـمخيفة جداً التى يعيشها السكان القاطنون قرب الشريط الحدودي؛ من جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن معظم السكان يلتزمون منازلهم ولا يخرجون منها إلا للحالات الطارئة جداً؛ خوفاً من تعرضهم للقصف الإسرائيلي الذي يطال كل شيء.

وأكد السميري أنه لا يكاد يمر يوم على سكان الـمناطق والبلدات الحدودية إلا ويسجلون أكثر من حادثة إطلاق للنار باتجاه الـمواطنين والـمزارعين الذين يحاولون انتشال أي شيء يمكن الاستفادة منه من بين أنقاض منازلهم ومزارعهم، التي جرفتها الجرافات أو قصفتها الطائرات والـمدفعية الإسرائيلية فأصبحت أثراً بعد عين.

وتمنى أن يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف معاناة الـمواطنين والـمزارعين في الـمناطق الحدودية وليتمكنوا من تفقد منازلهم الـمدمرة وأراضيهم الـمجرفة.

وأشار الـمزارع أبو محمد العمور، من منطقة الفخاري، إلى الأوضاع القاسية التي يعيشها الـمزارعون في الـمناطق الحدودية بعد تجريف أراضيهم ومنعهم من الوصول لأراضيهم الزراعية، مؤكداً أن الـمزارعين بحاجة لسنوات طويلة ومبالغ طائلة لإعادة تعمير أراضيهم الزراعية الـمدمرة.

وناشد الـمنظمات الزراعية الـمانحة الدولية والعربية تخصيص جزء من منحها وتبرعاتها لدعم الـمزارعين الـمتضررين في قطاع غزة ليتمكنوا من إصلاح أراضيهم الـمجرفة من جديد.

وندد كمال النجار رئيس بلدية خزاعة، في حديث صحفي بتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في الـمناطق الحدودية رغم قرار وقف إطلاق النار، مشيراً إلى وجود الـمئات من الأسر الـمشردة في الـمناطق الحدودية حتى الآن بسبب تواصل هذه الاعتداءات، وبعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منازلها وتركها في العراء.

وطالب العالم أجمع بالتدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في الـمناطق الحدودية وتمكين الـمواطنين والـمزارعين من العودة لـمنازلهم وأراضيهم الزراعية.