خبر الدكتور شلّح يؤكد: منظمة التحرير مظلة للمشروع الوطني ولا أحد يريد إلغاءها

الساعة 02:04 م|06 فبراير 2009

فلسطين اليوم- دمشق

نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة، مهرجاناً حاشداً في العاصمة السورية دمشق بحضور الأمناء العامين ولفيف من قيادات الصف الأول فيها، احتفاءً بانتصار المقاومة في قطاع غزة، حيث شددوا على ضرورة الوحدة والتلاحم وعدم الخضوع للمطالب الصهيونية.

 

فقد أكد الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن لا أحد يريد إلغاء منظمة التحرير الفلسطينية، مشدداً على اعتبارها مظلةً للمشروع الوطني وعنواناً لحركات التحرير.

 

وبيّن الدكتور شلّح في كلمةٍ ألقاها وسط ترديد آلاف المحتشدين لعبارات التأييد للمقاومة في قصر الفيحاء بالعاصمة السورية دمشق خلال مهرجان "وانتصرت غزة" أن ما تريده قوى المقاومة هو إعادة بناء منظمة التحرير لتستوعب كل القوى والفصائل الفلسطينية لا أن تبقى على وضعها الحالي مخطوفة ومسروقة في ثلاجة الموتى.

 

ودعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قيادات حركة "حماس" وكواردها في غزة إلى عدم المطابقة في الموقف بين الدخلاء والخاطفين لحركة "فتح" في رام الله، وبين أبناء الحركة المعروفين بنضالاتهم و تضحياتهم، قائلاً :" إذا كنتم تتصورون أنه يمكنكم بناء مشروع وطني بدون "فتح" فأنتم مخطئون ... "فتح" كانت ولازالت جزءاً أساسياً وعصباً رئيسياً في المشروع الوطني الفلسطيني (..) إننا نريد استعادة "فتح"".

 

وخاطب الدكتور شلّح في كلمته من يريد أن يحرم الشعب الفلسطيني هذا الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة قائلاً:" اقرؤوا وتابعوا الجدل الذي يدور في الكيان الصهيوني ومحاسبتهم لبضعهم البعض وقولهم فيما بينهم أي انتصار الذي حققناه"، مشدداً على أن الواقع وإمكانات وقوة المقاومة في غزة لم تتأثر إطلاقاً جرّاء العدوان الوحشي.

 

وأوضح الدكتور شلّح أن انتصار غزة انتصارٌ للأمة وجماهيرها ولكل أحرار العالم الذين وقفوا معها وساندوها، مشيراً بالقول:" لقد انتصرت إرادة أهلنا في غزة، وانتصرت المقاومة، وانتصر الجرح الفلسطيني الذي ما زال ينزف".

 

ومضى يقول:" ندرك اختلال موازين القوى، وندرك حجم هذا الانتصار في مشوارنا ومعركتنا طويلة الأمد"، مجدداً تأكيده أن هذا الانتصار يكمن في منع العدو من تحقيق أياً من أهدافه وأن الانتصار الكبير والنهائي فهو في تحرير كامل أرضنا وفي عودتنا لفلسطين كل فلسطين.  

 

وأشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى أن الحرب التي شنت على غزة مؤخراً لم تبدأ في السابع والعشرين من ديسمبر/ كانون أول ولم تتوقف في الثامن عشر من يناير / كانون ثاني المنصرم، وإنما هي حرب على فلسطين كل فلسطين منذ بداية احتلالها، لافتاً إلى أن المعركة بدأت فصولها فعلياً منذ توقيع اتفاق "أوسلو" على شرعية المقاومة.

 

كما ولفت إلى أن الحرب على شرعية المقاومة دخلت فصلاً جديداً بعد فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، قائلاً:" لقد أراد العالم الظالم أن يعاقب شعبنا على اختيار المقاومة فلجأوا إلى أخس الأساليب وهو فرض الحصار المطبق على غزة"، مشدداً في الوقت ذاته على اعتباره أبشع أشكال العدوان والإرهاب.

 

ورأى الدكتور شلّح أن الحل الوحيد للخروج من حالة الانقسام القائمة على الساحة الفلسطينية، يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية كما نص على ذلك اتفاق مكة المكرمة.  

 

من جانبه، قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس":" إن ما فشل العدو في إنجازه في الميدان وعبر النار والإف 16 والفسفور يسعى جاهداً اليوم لانتزاعه منا في ميدان السياسة والمفاوضات المريرة".

 

وشدد مشعل في كلمةٍ مطولة له على أن "حماس" لن تقبل بتهدئة ما لم يتسجب الصهاينة لشروطها المتمثلة بكسر الحصار وفتح المعابر وسرعة الإعمار، موضحاً أن العدو "قدّم عبر الإخوة في مصر عروضاً مغرضة ملتبسة غامضة غرضها استمرار الحصار".

 

إلى ذلك، بيّن مشعل أن معركة غزة عززت الثقة لدى شعبنا وأمتنا بقدرة المقاومة على التحرير، قائلاً:" اليوم كل فلسطيني و كل عربي و مسلم في العالم يدرك أن الرهان على المقاومة ولا شيء غيرها ولن تعود لنا قدسنا إلا بالمقاومة، واستطلاعات الرأي -والوقت يضيق عن ذكرها- لكن مؤشراتها صاعدة أما مؤشرات المفاوضات فهي هابطة".

 

وحول إعادة الإعمار، قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس":"هذا الشعب العظيم الذي صنع الانتصار وأبسط حقوقه الإعمار والمسح على الجراح يراد أن يعاقب حتى ينتفض على المقاومة (..)عدونا يسعى لتسييس وتأخير الأعمار وربطه بوجود سلطة شرعية كما يراها لأن سلطة المقاومة على أرض غزة ليست شرعية في أذهان العدو".

 

وتوضيحاً لتصريحاته الأخيرة بشأن تشكيل مرجعية فلسطينية فسرها البعض على انها قد تكون بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية، شدد مشعل على أن منظمة هي البيت الفلسطيني للداخل والخارج، لكنه أشار إلى أن مؤسساتها ولا سيما اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني فيها فقدتا شرعيتهما الوطنية منذ سنين.