خبر توجهوا للتصويت..معاريف

الساعة 11:36 ص|06 فبراير 2009

بقلم: بن كاسبيت

اذا لمن يجب التصويت؟ هذا السؤال يطرحه مئات الاف الاسرائيليون على انفسهم في الاسابيع الاخيرة. وسيبقى قائما متقلبا في بطونهم في يوم الثلاثاء القريب ايضا. بعضهم سيدخل هذا السؤال معه الى صناديق الاقتراع او يبقيه معه في البيت محتارا مترددا ويائسا.

ذات مرة كانت الايديولوجيا هي الجواب. كل شيء كان واضحا. دافيد بن غوريون وحزب المباي من جهة، حيروت ومناحييم بيغن من جهة اخرى. بعد ذلك تحول المباي الى "المعراخ" وبيغن اصبح "ليكود"، ولكن المبدأ بقي قائما. اغلبية الناس عرفوا لمن سيصوتون بالضبط ولماذا وعرفوا من الذي يعارضونه. اما اليوم فقد تداخل كل شيء واصبح مبهما غير واضح. الجيل المؤسس اختفى والحدود طمست والاسوار سقطت.

اخر من سقطوا شارون وبيرس – اللذان بدءا في مكان وانتقلا منه من النقيض الى النقيض ومن ثما عادا الى اللا مكان – لم يعودا ذوي صلة كما كانا. جاء اناس جدد. جيل جديد بلا كوابح والتزامات ايديولوجية يرسم قواعد واسس جديدة.

وما الذي ربحناه من كل هذا؟ حنين وارتباك. اليوم لم يعودوا يسألون: من الذي اؤيده، او من الذي اثق به، وانما من الذي يعتبر الاقل تعارضا معي والاقل تعارضا مع عقيدتي. يسأل الناس انفسهم من الذي يتسبب بالقدر الاقل من المصائب ومع من سنبقى على قيد الحياة.

ثلاثة من المرشحين الاربعة الابرز في الانتخابات جاؤوا من نفس المكان. افيغدور ليبرمان عين تسيبي لفني في منصب مدير عام سلطة الشركات الحكومية عندما كان مديرا عام لديوان رئيس الوزراء تحت امرة بنيامين نتنياهو. ليبرمان خرج بعد ذلك من الليكود وشكل حزب "اسرائيل بيتنا"، لفني خرجت مع ارئيل شارون من الليكود وشكلا حزب كاديما . الرابع ايهود باراك كان قائدا على نتنياهو في وحدة هيئة الاركان الخاصة.

هذه الرباعية تتموقع من الناحية السياسية في اماكن قريبة من بعضها البعض من دون فجوة ايديولوجية كما كان في الماضي. باراك الذي يعتبر من الناحية الشكلية قائد معسكر السلام يمكنه بسهولة ان يستوعب في الجناح اليساري من الليكود او المركزي في كاديما. لفني التي تدفع عملية سلام حذرة، يمكنها ان تزدهر في الجناح اليميني من حزب العمل او الجناح اليساري من الليكود. اما نتنياهو فيستطيع ان يزدهر نظريا في الجناح اليميني من كاديما، بجانب مفاز وهنيغبي. ليبرمان بامكانه ان يجلس في كل مكان شريطة ان لا يكون فيه عرب طبعا.

نتنياهو. تغير؟

لنبدأ بنتنياهو. عشر سنوات تقل بشهرين مرت منذ ان طرد من ديوان رئاسة الوزراء. اصبح عمره ستون عاما. رئيس الوزراء التاسع لاسرائيل مكث في المنصب ثلاث سنوات واسبوعين. ارتكب كل الاخطاء وسقط في اغلبية الحفر . هذه فرصته الاخيرة للعودة.

لماذا يتوجب التوصيت لبيبي ؟ لانه ناضج وراشد وقد اكتوى بنار التجربة. مشبع بالدافعية الهائلة للاستصلاح والتقويم، وترك انطباع اخر مغاير والبرهنة على انه قد تغير، وانه يستطيع. لانه انسان موهوب ذو قدرة ادراكية سريعة وقدرة على التحليل. فصيح اللسان بصورة استثنائية كريزماتي. تحليله الجيوسياسي لامع. ليس من الممكن ان ننفي انه تنبأ باغلبية الكوارث التي حدثت هنا في الاونة الاخيرة وخصوصا ما احدثه فك الارتباط بالنسبة لامن اسرائيل في المنطقة الجنوبية. هو يعيش الاقتصاد ويفهمه. هناك احتمالية بان يعرف كيف يرد على الازمة العالمية وان يحاول قيادة دفة الاقتصاد نحو شاطىء الامان. هو نجح في اعادة اغلبية الخارجين من صفوف الليكود واقناع ميريدور وبيغن بان الامر سيكون مختلفا تماما في هذه المرة.

هو ذو طابع وطني اجماعي يسعى لاستخلاص العبر واصلاح ما كان مختلا وعدم النزول الى الهامش وعدم التورط وعدم ارتكاب زلات اللسان او الهمس في اذان الحاخامات، وعدم التورط مع الصحافيين. نتنياهو سيحاول التوجه نحو حكومة واسعة قدر المستطاع وعدم الانجرار لليمين، وبالتاكيد ان لا ينجر الى اليسار. هو يريد ان يشكل اجماعا واسعا قدر المستطاع، ويرغب جدا في ان يكون محبوبا. تطلعه للنجاح مثير للاعجاب تقريبا.

لماذا لا يتوجب التصويت لبيبي؟ لانه قد فشل في الماضي على ان قدرته على تحمل الضغوط كانت وما زالت مثيرة للاشكال في اخر المطاف. هو يدخل في حالة هستيرية ويتصبب عرقا بسهولة ويحيط نفسه بسلسلة لا تنتهي من المستشارين، يكثر من الالتواء والتردد، ويتاثر من اخر شخص دخل اليه. في بعض الاحيان يكون هذا الاخير روني مانا. هناك عدد غير قليل من المتطرفين يختبأون من وراءه. هناك فرصة كبيرة جدا في ان يكون ليبرمان وايلي يشاي اول العازفين في حكومته. اداءه ما زال بحاجة الى التطوير. قضية الرحلة الفاضحة المترفة الى لندن خلال حرب لبنان الثانية حدثت قبل عامين ونصف فقط. وكانت هناك ايضا تحقيقات شُرطية اخرى معه. البلاد مليئة بمستشاريه ومقربيه السابقين الذين يحملون في جعبتهم حكايات رهيبة حول طريقة اتخاذه القرارات والهستيريا والتنقلات والتاثيرات الخارجية المدمرة. من حيث الجوهر نتنياهو لم يتغير حقا رؤيته للواقع مثيرة للاشكال، الاقتراح بان يكون وزير مالية في ايطالية، واللقاء الذي لم يكن مع شارون وباراك في المجنزرة على شاطىء قناة السويس، وغاندي الذي خدم في حكومته، والجنود البريطانيون الذين التقاهم في القدس في طفولته. سلسلة طويلة وكثيرة من الحكايات بما فيها من الاونة الاخيرة ابتدعها خيال نتنياهو واطلقها في الهواء. في كل مرة تمارس عليه فيها الضغوط يقع في الخطأ. وكذلك في الاونة الاخيرة. اجل هو صوت مرة واحدة ضد فك الارتباط ولكنه صوت ثلاث مرات معها. عندما صوت ضد الخطة حدث ذلك بسبب الانتخابات التمهيدية عندما علم ان عوزي لاندو، ينوي خوض الانتخابات ضده وانه قد يفوز ان لم ينزل هو عن عربة شارون المنفصلة. هو فعل في اللحظة الاخيرة عندما لم يكن من الممكن تغيير اي شيء. هو شخص ايديولوجي يميني متصلب من البيت الليكودي، سيعيد الاصوليين الى مركز المنصة ويصطدم بادارة امريكية عديمة الصبر، وليس من المؤكد انه سينجح في تجنب التصادم وجها لوجه مع واشنطن. هذا من دون ان نتحدث عن مبارك وعبدالله وحزب الله بعد.

لفني. من هي

تسيبي ملكة بيضاء. عمرها خمسون عاما ونصف. محامية كانت في الماضي مديرة عاما لسلطة الشركات الحكومية وخدمت في الموساد.

لماذا يتوجب التصويت للفني؟ لانها شيء اخر فعلا شيء منعش مغاير وحتى مثير لدرجة كبيرة. هي ذات اصل من عائلة مناضلة انعطفت يسارا ولكن بالضبط يسارا وتوقفت عن الوسط السياسي. لا تشوبها شائبة. وهي لن تضبط ابدا في رحلة الى لندن او في اقامة شركة علاقات عامة لاستغلال علاقات رأس المال – الحكم (قضية تاوروس الخاصة بباراك) وهي نظيفة فعلا. تحاول ان تخوض لعبة اخرى وفرض قوانين جديدة وبث اجواء التغيير. رؤيتها السياسية تتلائم اليوم مع رؤية اغلبية الاسرائيليين. لا يمين ولا يسار. وجاهزة للتسوية تحت شرط الحفاظ على المصالح الامنية . مقبولة في العالم وعند العرب. لا تتسبب في اثارة التناقضات. وجودها في رئاسة الوزراء سيخفف من صورة اسرائيل ويبعث روحا جديدة في اروقة الحكم ويعزز القوة النسوية ويؤدي ربما الى نهج جديد. لديها منطق سليم وادراك لا بأس به ذكية سريعة الفهم. تسيبي لفني هي الاسرائيلية المتوسطة "واحدة منا" ابنة الجار . امرأة مع قيم اسرائيلية ويهودية وافكار لا بأس بها وفرصة ايضا.

لماذا لا يتوجب التصويت للفني؟ لانها نظيفة فعلا ولكن من التجربة. عديمة الانجازات. اريئيل شارون عينها مرتين وزيرة في حكومته. مرة اعطاها المنصب الاقل مستوا (تطوير النقب والجليل والاستيعاب). قبل اكثر من عامين بعد فترة قصيرة من تحولها الى وزيرة للخارجية، كتبت في هذه السطور امورا كثيرة صعبة حولها.

كانت امامها فترة تكيف صعبة. منذ ذلك الحين هناك تحسن متواصل في ادائها ولكنه ما زال غير كاف. هي شكاكة، سرية، متكتمة، حتى الهوس احيانا. بدلت المساعدين والمقربين بوتيرة سريعة جدا. علاقاتها الانسانية مثيرة للاشكال. لديها مشكلة غير بسيطة في عملية اتخاذ القرارات. مترددة، محتارة تجد صعوبة في تقبل الانتقادات. تغير سياستها بين الحين والاخر. لا تسير حتى النهاية. سحرها الشخصي متوسط وقدرتها القيادية بحاجة للبرهنة. ليس واضحا الى اي مدى ستكون قادرة على تحمل الضغوط. هي لم تتخذ قرارات تخص الحياة والموت بالمرة في السابق. تتحدث عن "سياسة اخرى" ولكنها في الواقع تقع في الحيل القذرة التي يحيكها مساعدوها ومقربوها كما فعلوا مع شاؤول مفاز في الانتخابات التمهيدية. تتحدث عن نقاء اليدين وترقص مع هنغبي ورامون وبار اون. كان بامكانها ان تشكل حكومة ولكنها فشلت. لديها فتيل قصير، وليس لديها فهم سياسي. وليس لديها قدرة على انشاء التحالفات والصداقات وتشكيل محاور مفاجئة وتعزيز ائتلافها، ورفع سماعة الهاتف في الوقت الملائم والصحيح للشخص الصحيح.

باراك. يعود الى عصيانه

ايهود باراك رئيس هيئة الاركان الرابع عشر للجيش الاسرائيلي، رئيس الوزراء العاشر. بقي في المنصب سنة و 245 يوما سيحتفل بعيد ميلاده السابع والستين بعد يومين من الانتخابات.

لماذا يجب التصويت لباراك؟ بسبب تجربته الامنية. كان الجندي الاكثر تمجيدا وفخارا في الجيش الاسرائيلي. لديه شجاعة شخصية. كان في الاوضاع الاشد صعوبة واجتاز تجارب كثيرة. هو بارد الاعصاب لديه معرفة عميقة بالجيش الاسرائيلي والتحديات الامنية فشل ويطمح في التصويب. يعرف ان هذه المرة الاخيرة التي لن تتكرر. لديه عشرية لا باس بها في قائمة حزب العمل. ليس متحمسا. فطن وفي اختبارات الذكاء سيحصل بلا شك على العلامة الاعلى. موهوب بصورة استثنائية. محادثة منفردة معه ستترك الشخص المقابل في اغلبية الاحيان في حالة تنويم مغناطيسي. يحلل الامور بصورة دقيقة ومقنعة ويطرح صورة واضحة للمجريات وكيفية حلها. يمتلك روح دعابة متطورة. لديه صلة في الاونة الاخيرة مع شمعون بيرس. ويتحدث عن السلام الاقليمي على اساس مبادرة السلام العربية.

لماذا لا يتوجب التصويت لباراك؟ لانه كان رئيس الوزراء الاكثر فشلا في كل الازمنة. بفارق هائل مع من جاء بعده. نتنياهو اعطاه دولة في وضع معقول وهو سلم شارون خربة مشتعلة. استطاع ان يفعل كل ذلك باصابيعه العشرة وخلال فترة ولايته القصيرة بصورة استثنائية. ان كان قد تغيير فقد تغير نحو الاسوء. يفتقد لاي ذكاء عاطفي. بليد الاحساس. البلاد مليئة بمقربيه ومستشاريه الذين سيطاردونه للابد. لديه جاهزية للوقوع في الاخطاء. من الخطوة الاولى التي يقوم بها. لن ينجح اي شيء من الامور التي قام بها بمسيرته السياسية بما في ذلك الانسحاب من لبنان.

هو يفتقد لاي فهم سياسي، حاول الاقناع في معركة الانتخابات التمهيدية ضد عامي ايلون، الذي ادرك محدوديته وضعفه ولن يدخل في مجالات ليست له مرة اخرى. بعد الانتخابات التمهيدية عاد فورا الى عقوقه وعصيانه. فهمه السياسي بائس وقدرته على اتخاذ القرارات اكثر بؤسا رغم ما يشاع عنه. منذ عامين وهو لا يستطيع حسم موقفه بين العميد ايتان دنغوت والعميد مارك هرتسوك ولذلك يبقى الاداء في ديوانه مشلولا.

هو يتراس معسكر السلام، رغم انه لا يؤمن بالسلام. ميال للترف والبذخ مع تاريخ سلوك يرقى الى الفساد. نجى من قضية تاوروس حيث شكلت زوجته نيلي فرئيل شركة استشارات للاثرياء من خلال استغلال العلاقات، فقط بفضل نفاق الاعلام والجهاز القضائي (هذه المسألة كانت ستنتهي بلائحة اتهام لو كان اولمرت هي المعني فيها) مقربوه في قضية الجمعيات التزموا الصمت بعد ان القى المسؤولية على كاهلهم وهرب. لا يفوت الاخطاء او العقبات. استطاع الندم لانه طرد ايهود اولمرت. نجح بالحاق اذى هائل من خلال زلتي لسان ارتكبهما خلال الحرب والحاق الضرر في الصورة التي حاولت اسرائيل رسمها في مواجهة حماس. شكاك مزمن، غير قادر على جلب الاشخاص الجديرين او الوثوق بهم. يبدل المقربين مثل الجوارب. متحرك، مصاب بداء العظمة، لا يصغي للاخرين، ولا يقدر احد غير نفسه.

ليبرمان. مسألة مزاج

من الذي تبقى؟ افيغدور ليبرمان هو الذي تبقى. عمره خمسون عاما ونصف. قادم من روسيا (كيشينيوف) وتمكن من الوصول بعيدا وما زال الحبل على الجرار.

لماذا التصويت لليبرمان؟ لانه صادق. لانه يقول ما يفكر به وينوي ما يقوله. ولانه الوحيد الملتزم فعلا بتغيير طريقة الحكم. لانه يقول امورا يفكر بها الكثيرون. ولان ادعاءاته ضد سلوك جزء من اعضاء الكنيست العرب وولائهم للدولة وتضامنهم مع الجهات الارهابية ومع اعداء اسرائيل، لا تخلو من المنطق او من الحقائق. في اسرائيل وحدها يحصل متهم بالخيانة مثل عزمي بشارة على تقاعد شهري سمين ومنحة تكيف من الكنيست. كيف تتعامل الولايات المتحدة مع الخونة؟ اسألوا جونثان بولارد. خطة ليبرمان السياسية هي الخطة الاكثر منطقية في الاجواء (دولتان، مبادلة مناطق). لذلك هي لن تنجح. هو صاحب قدرة على التنفيذ ويعرف كيف يحقق ما يريده. ويسعى لتنفيذ الوعود. وجوده في الائتلاف سيضيف الاستقرار. حزبه يصوت كرجل واحد – واسمه ليبرمان.

لماذا لا يتوجب التصويت له؟ هناك اسباب كثيرة جدا. هجماته المنفلته على الجمهور العربي في اسرائيل تزعزع ما تبقى من التعايش وقد تتمخض عن شرخ لا يمكن ازالته بيننا وبينهم. طريقته في الحديث ورؤيته وفلسفته التجريدية، وموقفه من العالم العربي قد يشعلون المنطقة ضدنا. تخيم فوق رأسه سحابة من المخالفات الجنائية والتحقيقيات البوليسية المتقدمة. وفقا لاخر التسريبات، لائحة الاتهام هي مسألة وقت فقط (من ناحية اخرى لائحة الاتهام بالنسبة لموشيه قصاب ايضا هي مسألة وقت ولكن الكثير من الوقت). هو مصاب بالحركة الزائدة غير المتوقعة. في بعض الاحيان يختفي لفترات طويلة وفي بعض الاحيان يخوض المعترك الجماهيري لايام طويلة. نحن لا نعرف الكثير عنه فعلا. ليس لديه انجازات بارزة. شعوره بالمسؤولية بحاجة للبرهنة. "ليس لديه مزاج قيادي". رئيس الحكومة يجب ان يكون مستقرا هادئا متزنا صبورا ومتسامحا. ليبرمان عكس ذلك كله.

يتوجب التاثير اولا

اذا ما العمل الان؟ سؤال ممتاز. عدنا للمربع الاول. ليس هناك من نصوت له. هذه القائمة تتجاهل احزابا قطاعية مثل الاصوليين والعرب وايديولوجيا مثل اليمين وميرتس او الاحزاب الصغيرة جدا. الضربة التي لحقت بميرتس الجديدة بسبب الحرب اوقفت لحظة سانحة واعدة. المعركة بين "البيت اليهودي" و "الاتحاد الوطني" مثيرة للفضول ولكنها هامشية. وبين الاحزاب الصغيرة يبرز اشخاص جديرون مثل افرايم سني ورافي ايتان والحاخام ميخائيل ملخيئور ثلاثتهم لو كان ذلك ممكنا يجب ان يكونوا في الكنيست. وربما ايضا في الحكومة ولكن يبدو ان ذلك ليس ممكنا. اذا لمن نصوت رغم ذلك؟

هيا بنا نتذكر الماضي غير البعيد: باراك هو الذي دفع اولمرت لتقديم استقالته. الدافع كان موشيه تلانسكي. باراك تمكن منذ ذلك الحين من الشعور بالتوبة هذا حدث عندما اتضح له انه قد هبط في الاستطلاعات وان العدد اصبح من منزلة واحدة. الانتخابات التمهيدية في كاديما كانت عاصفة، ولفني اظهرت قدرتها بان تكون سياسية وفازت بانتصار هناك اختلاف حوله. الرئيس كلفها بتشكيل الحكومة ولكنها فشلت. اللحظة التي لا تنسى من هذه الحكاية تعود ايضا لباراك، وهذه الخدعة تسببت في اضعاف مكانته مرة اخرى. بعد ذلك نشر الاتفاق الائتلافي البائس الذي وقعه مع لفني بما في ذلك اعتباره "كبير كل الكبار كائنا من كان" وطموحه لان يكون نائبا لرئيس الوزراء بدلا من حاييم رامون. كل هذه الامور القيت في سلة مهملات السياسة الان.

لفني فشلت ولم تنجح في تشكيل حكومة. الرابح الاكبر من كل هذا الشجار كان في اخر المطاف، بنيامين نتنياهو. الا ان تفاجئنا في يوم الثلاثاء القريب. نتنياهو كسب هذه الانتخابات باستقامة. في اشهر اولمرت الاخيرة قام نتنياهو ببذل جهود كبيرة ومضنية. جدعون ساعر كان الى جانبه وسلفان شالوم. مقربوه التقوا مسؤولين كبار في كاديما من اعضاء الليكود سابقا وعرضوا عليهم العودة مع اماكن مضمونة في القائمة. نتنياهو اعد لنفسه ايضا رافي ايتان ونجح في اخر المطاف في اعتراض طريق لفني الى ديوان رئاسة الوزراء.

الخلاصة: بيبي علم لفني درسا. الذروة كانت في الاتفاق الذي عقده مع ايلي يشاي والذي نشر خبره في معاريف ولكن تفاصيله تبدأ في الظهور الان فقط. بما في ذلك مخصصات الاولاد والحقائب الوزارية ومفتاح التعيينات. وفق احدى الروايات هناك اتفاق مكتوب وموقع عند المحامين. كان على نتنياهو بعد ذلك ان يهدأ اريئيل اتيس ايضا الذي حصل على حقيبة الاسكان. كل الاطراف تنفي طبعا. ولكن ذلك ليس مهما الان.

يوم الثلاثاء ستجري انتخابات ويطرح كل شيء على كفية الميزان بما في ذلك الاتفاقيات المعقودة . في هذه الاثناء اندلعت الحرب. قبلها حصل نتنياهو على 32 مقعدا في الاستطلاعات ولكن الحرب حركت الجمهور يمينا بصورة قوية. ولكنه لم يربح شيئا من ذلك. الان يقف عند 25 مقعدا بينما اقتطف ليبرمان الثمار. النجوم الذين جلبوهم نتنياهو بيغن وميريدور ويعلون خفضوا من مقاعده.

ليبرمان النجم الوحيد حصد كل الجوائز. كل شيء صب في مصلحته في الاسبوعين الاخيرين التحقيق وتوقيته الفاضح، تهجمات كبار اليسار المنفلته عليه "الادعاء بان ليبرمان لم يفعل شيئا في حياته". تمعن قصير في ما فعله يظهر حقائق اخرى. هذا الرجل فعل امورا كثيرة خلال مسيرته السياسية. حيث قام بترميم حزب الليكود عندما كان مديرا عاما وقاد حملة نتنياهو لرئاسة الوزراء وكان مديرا عام لديوانه وتدخل كثيرا في الاقتصاد ومجريات الامور. وبعد ذلك شكل حزبه الذي بدأ باربعة اصوات وسينتهي به المآل الى عشرين مقعدا. وبين هذا وذاك كان وزير المواصلات والبنى التحتية، خلص مطار بن غوريون من الجمود وكان مسؤولا عن عدة اصلاحات وانجازات (وقدر غير قليل من الاخفاقات) لديه سجل محترم في اخر المطاف لذلك لا يمكن لاي حد ان يقول بانه لم يفعل شيئا ولكن هذا ليبرمان لذلك يدعون ضده كل شيء.

اية حكومة ستتشكل هنا بعد الانتخابات؟ حكومة متعثرة. نتنياهو ان فاز سيتمزق بين العمل وكاديما. بعض اتباعه يميلون نحو العمل من اجل ابقاء باراك في وزارة الدفاع واضعاف كاديما في المعارضة. كاديما بالنسبة لقاعدة الليكود هو "المرأة الاخرى". تلك المرأة التي اخرجت الاب من البيت (قبل ان يغط في غيبوبته) من ناحية اخرى هناك اصوات اخرى لا تقل قوة وتعتقد ان كاديما يجب ان يكون في الداخل بينما يذهب العمل للخارج او يكون كاديما والعمل معا في الداخل. هذا الخيار مستبعد لانه يقلل من عدد الوزراء البارزين من الليكود الامر الذي يحول حياة نتنياهو الى جحيم من اليوم الاول.

اما لفني ان فازت فستحاول ضم العمل والليكود وربما حتى ساش وليبرمان. ولكنها لم تفز بعد. فرصتها كما يجب ان لا ننسى متدنية. ربما ستتمكن من الوصول الى التعادل بالكاد وفي ظل هذا الوضع ستحاول اقامة حكومة بالتناوب.

اذا لمن يجب ان نصوت؟ ليس هناك من نصوت له. ولكن يجب التصويت. من المهم التصويت والتصويت مسالة واجبة. سيروا وراء رؤوسكم او بطونكم او كليهما معا. ادخلوا الى صناديق الاقتراع واختاروا ورقة (ليست بيضاء) وادخلوها في فتحة الصندوق. هذا المكان اعز من ان نفرط به للاخرين. بعد ذلك سنتذمر وسنشكو لاربعة سنوات ( يا ليتها تكون اربعة سنوات) ولكن علينا ان نصوت ونؤثر وهذا واجب الجميع.