خبر الأميرة وايفان الرهيب..هآرتس

الساعة 11:31 ص|06 فبراير 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

هذا ليس اسم كتاب اطفال بل عنوان للواقع الذي نوجد فيه قبيل التصويت يوم الثلاثاء للكنيست الـ 18. من جهة، مشاكل هائلة في المجال الامني، الاقتصادي والاجتماعي. من جهة اخرى، انقسام في الشعب – في كل حكومة تقوم سيقف على راسها زعيم انتخب بفارق صوت واحد. وسيكون فيها وزير دفاع لا يفهم كيف لم ينجح في العودة الى رئاسة الوزراء، فهو عبقري جدا وسيكون فيها شريك ائتلافي سيأكل نفسه كيف تغلبت عليه الاميرة غير المجربة. وفي الخلفية سيحوم افيغدور ليبرمان، يزرع سم الكراهية ويهدد بتحويل اسرائيل الى دولة شعبين.

وعندها سيقف السؤال، ماذا ستكون قوة الحكومة التي ستنشأ للتصدي للتحديات التي سيطرحها عليها اوباما وكلينتون. هل ستكون قادرة على تنفيذ انسحابات واخلاء عشرات الاف المستوطنين؟ مع الهذر والكراهية الداخلية نجحنا في تشويش عقولنا. قبل اقل من اسبوع من الانتخابات، حين تكون الاصوات منقسمة، كل يمسك برقبة الاخر.

الليكود يهاجم كديما والعمل، ولكنه يريد باراك كوزير للدفاع بدون العمل، وبيبي يحلم بان يشطب كديما. ايهود باراك نفسه، نفسه في ان يكون رئيس وزراء، ومن شدة الاحباط يهاجم لفني كواحدة غير ملائمة لتولي هذا المنصب. محظور أن ننسى بانه كان العامل الرئيس الذي منع لفني من ان تقيم دون ابطاء حكومة استمرار، بدلا من الانتخابات، بمطالبه الغريبة في أن يكون القائم باعمال رئيس الوزراء بل وان يقر في الكنيست قانونا الا يكون واجبا على رئيس المعارضة أن يكون نائبا في الكنيست.  من خلال التأخير الذي أحدثه باراك بمطالبه الغريبة دفع شاس الى مطالبات مالية ومطالب في موضوع القدس.

كثيرون يشكون من لفني بانها لم تستغل الايام المتبقية لتشكيل الحكومة وأدت الى تقديم موعد الانتخابات. لفني تسامت هنا، برأيي، كسياسة مصممة وذات قيم، وليس كمتفرغة سياسية عادية تعنى بالتجارة. فهي ليست متزلفة وراشية وهي تأخذ بجدية المهمات التي تكلف بها، او خصصها لها اولمرت ببخل مقصود كي لا تبرز اكثر مما ينبغي. وهي لم تشتكي بل قامت بما كلفت به بكفاءة وتفانٍ.

واذا كان قبل بضعة دقائق من يوم الانتخابات نهض "عضو محلفين" سري، قرر سحق رأسها من خلال آري شفيت ("ملاحظة تحذير"، هآرتس 4/2)، فاني اسجل ذلك في صالحها. فهم "خ ا ئ ف و ن". المتعصبان الرجوليان وهما بيبي وباراك، واللذان في سجلهما كرئيسي وزراء فشلا فشلاً ذريعا، لا يثنيان عليها كي تنتخب وتكون فوقها زعيمة وقائدة. ما لديهما يقولانه عنها لا يظهر باسمهما في ذات القضاء.

أتساءل مثلا، لماذا "الرجل الكبير" المنضبط والمستقر في رأيه كان انفعل وشهد على نفسه بانه يشعر كعضو في طائفة سرية تعرف سرا فظيعا: "تسيبي ليست أهل لان تكون رئيسة للوزراء". لماذا هو وآخرون صمتوا حتى اسبوع ما قبل الانتخابات؟ مما يخشون، ان تعدمهم تسيبي "الضعيفة"؟

في هذه الانتخابات يجب ان تقوم حكومة اخرى. السنوات الثلاث الاخيرة ستذكر كعصر سلطوي مشوه. منذ حكم نتنياهو لم يكن هناك رئيس وزراء لم يحقق معه في الشرطة. وزير المالية مقدم الى المحاكمة، ووزير كبير ادين باعمل شائن ولم يستأنف. وكل هذا قبل أن نذكر فشل حرب لبنان الثانية وحملة "رصاص مصهور" الذي جعل وزراء وضباط الجيش الاسرائيلي مرشحين للتقدم الى المحاكمة على جرائم حرب وليس واضحا اذا كانت وضعت حدا للارهاب.

كديما كان، عندما اقامه شارون، حزبا حديثا، ذا روح منعشة وامل بالمستقبل، على اساس دولتين للشعبين. قبل بضعة ايام من انتخابات 2001 كتب كاتب راي معروف لماذا يحظر على شارون الاقتراب من رئاسة الوزراء. مبرراته كانت مقنعة. ولكن لم ينقضِ زمن طويل حتى وجدناه يجعل من شارون شخصا غير قابل للانتقاد بصفته افضل ما حصل لنا.

تسيبورا ليست شارون، ولكنها صاغت في المزرعة برنامج الحزب وساعدته بتفانٍ على مدى الطريق. اتخاذها كمرشحة لرئاسة الوزراء في الانتخابات التمهيدية استقبل لدى الجمهور بايجابية وأمل. وفي صالحها يقال انه قبل وقت طويل من ظهور ليبرمان، الذي يطالب بنزع مواطنة مليون ونصف عربي اسرائيلي، وقبل أن يحاول بيبي تغيير صورة الليكود لحزب وسط، ايدت لفني اقامة حكومة وحدة مع الليكود والعمل، بدعوى ان "اليسار لم يعد يسارا جدا واليمين لم يعد يمينا جدا".

نحو 20 في المائة ممتنعون هم عشرات المقاعد، وهم يمكنهم أن يحيدوا "الليبرمانية" وان يثبتوا بان تسيبي ولفني سيفعلان خيرا اذا ما ارتبطا معا في الحكومة الجديدة التي تتصدى ايضا لمشاكل السلام وكذلك لشيطان تحول الدولة الى مملكة أبرتهايد. ليبرمان، على نحو يشبه كهانا، ملزم بان يبقى في الخارج.